حذّر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس، تركيا، من أن إبقاء قواتها في شمال العراق قد يؤدي إلى «حرب إقليمية»، فيما تصاعدت الأزمة بين البلدين، على خلفية تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأن قوات بلاده ستشارك في معركة تحرير الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ولا يمكن لأحد منعها، لتصل إلى إعلان الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال استدعاء السفير التركي في بغداد فاروق قايماقجي، فيما ردت الخارجية التركية باستدعاء السفير العراقي أدهام العلوي. ويأتي هذا التصعيد، إثر تصويت البرلمان التركي، الأسبوع الماضي، لصالح تمديد العملية العسكرية في العراق والتصدي «للتنظيمات الإرهابية»، ورد البرلمان العراقي، أول من أمس، بإدانة قرار البرلمان التركي ودعوة تركيا وقواتها البالغ قوامها ألفي جندي إلى مغادرة قاعدة بعشيقة قرب الموصل. وقال العبادي في تصريحات متلفزة: «دخول قوات أجنبية إلى العراق لتحديد الوضع فيه أمر غير مسموح به، ونرفض أي وجود لقوات أجنبية على الأراضي العراقية (...) طلبنا أكثر من مرة من الجانب التركي عدم التدخّل في الشأن العراقي، وأخشى أن تتحول المغامرة التركية إلى حرب إقليمية».و أضاف أن «تصرف القيادة التركية غير مقبول بكل المقاييس ولا نريد أن ندخل مع تركيا في مواجهة عسكرية». من ناحيته، ذكر محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي - الذي أعد قوة للمشاركة في معركة تحريرالموصل - أن تلك المعركة «ستمثّل لحظة فارقة بالنسبة للعراق، وربما تسفر عن تقسيم البلاد على أسس عرقية ومذهبية (...) الخوف الأكبر أن ينقسم العراق إذا لم يسيطروا على هذه المعركة بحكمة ولم يمنحوا العرب السنّة سلطة حقيقية». من جهته، قال زعيم «ميليشيا بدر» العراقية، هادي العامري، إنه التقى السفير البريطاني في بغداد، فرانك بيكر، ووفدا بريطانيا رفيع المستوى، وبحثوا الهجوم على الموصل، وتصريحات أردوغان. ويأتي اللقاء عقب ساعات من لقاء مماثل، جمع قيادات «الحشد الشعبي» ومجموعة من ممثلي البعثات الديبلوماسية في العراق. وقال العامري إنّ «الحشد الشعبي قوة تأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، وستشارك في معركة السيطرة على الموصل مع القوات الأمنية والفصائل المسلحة الأخرى». وبيّن أنّ «المعركة لن تكون سهلة مع وجود أعداد هائلة من المدنيين في نينوى، وما يثير خشيتنا، أن يستخدم داعش الأهالي كدروع بشرية». كما انتقد العامري تصريحات أردوغان، وموقف البرلمان التركي، مؤكدا أنّ «معركة الموصل عراقية». في المقابل، ذكرت الخارجية التركية، أن«القرار الذي صدر عن مجلس النواب العراقي، لا يعكس آراء شريحة كبيرة من الشعب العراقي، الذي وقفت تركيا إلى جانبه لسنوات عديدة». وأمس، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، أن الوجود العسكري التركي في العراق«يهدف إلى تحقيق الاستقرار، في وقت تشهد فيه البلاد انقساما شديدا»، وأضاف أن «تركيا لا تسعى إلى أن تصبح قوة احتلال». وتابع أن «القوات التركية موجودة في معسكر بعشيقة العراقي بناء على طلب رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، لتدريب القوات المحلية، وتركيا لن تسمح بطرح هذا الأمر للنقاش». ميدانياً، أعلن مسؤولون عراقيون ان غارة جوية للتحالف الدولي، أدت الى مقتل 21 عنصرا من مقاتلي «الحشد العشائري» شرق بلدة القيارة جنوب الموصل، التي تمت استعادتها من ايدي «داعش» في أغسطس الماضي.
مشاركة :