هبط الجنيه الإسترليني أمس دون 1.27 دولار للمرة الأولى منذ يونيو 1985، وتراجعت العملة البريطانية أيضاً إلى أدنى مستوى في خمس سنوات أمام العملة الأوروبية الموحدة، بفعل المخاوف من خروج صعب لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي. يتراجع الإسترليني منذ أسبوعين بفعل المخاوف من أن تولي بريطانيا أولوية للحد من الهجرة على تعزيز التجارة في مباحثات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. وسجل الجنيه الاسترليني أدنى مستوى في 31 عاماً أمام العملة الأمريكية ليصل إلى 1.2686 دولار بعد الفتح قبل أن يتعافى إلى 1.2717 دولار ليسجل انخفاضاً طفيفاً عن مستواه عند الفتح. وانخفضت العملة البريطانية 0.5 بالمئة أمام اليورو إلى 88.43 بنس لليورو قبل أن تعوض بعض خسائرها أمام العملة الأوروبية الموحدة. ولامس مؤشر يقيس متانة العملة على نطاق أوسع أدنى مستوى له منذ عام 2009 قبل أن يتعافى. من جهة أخرى، قال تقرير صادر عن مجموعة مالية، إن القطاع المالي البريطاني قد يخسر إيرادات تصل إلى 38 مليار جنيه استرليني (48.34 مليار دولار) إذا حدث ما يوصف بالانفصال الصعب، الذي سيقيد حرية دخول شركات القطاع إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي. وقالت شركة أوليفر وإيمان للاستشارات إنه في حال خسارة الشركات المالية الحق في بيع خدماتها بحرية في شتى أنحاء أوروبا، فإن 75 ألف فرصة عمل قد تختفي، كما ستخسر الحكومة ما يصل إلى عشرة مليارات جنيه استرليني في شكل إيرادات ضريبية. والدراسة هي واحدة من أولى الدراسات التي تحدد تأثير تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو/ حزيران على قطاع الخدمات المالية. وقالت مصادر مطلعة على المحادثات، إن النتائج التي خلصت إليها الدراسة عرضت على وزارة الخزانة البريطانية وغيرها من الدوائر الحكومية. وهناك تكهنات متزايدة بأن القطاع المالي الذي يشمل بنوك التجزئة، إضافة إلى مديري الأصول وشركات التأمين وبنوك الاستثمار سيخسر حق الدخول إلى السوق الموحدة حين تتفاوض الحكومة البريطانية على خروجها من الاتحاد الأوروبي. وقال هيكتور سانتس نائب رئيس مجلس الإدارة في أوليفر وإيمان والمسؤول الأعلى بالسلطة التنظيمية للقطاع المالي سابقاً من مصلحة الجميع أن تكون هناك نتائج إيجابية للمفاوضات تعود بالفائدة بشكل مشترك على المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي معاً ولا تسبب سوى الحد الأدنى من الاضطراب في القطاع وتكون في صالح المستهلكين. وسيكون مستقبل لندن كمركز مالي لأوروبا نقطة تفاوضية رئيسية في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لأن القطاع المالي هو أكبر قطاع تصديري في بريطانيا، وأكبر مصدر للإيرادات الضريبية. وقال التقرير إن قطاع الخدمات المالية البريطاني يحقق إيرادات تتراوح بين 190 ملياراً و205 مليارات جنيه استرليني سنوياً، ويوظف نحو 1.1 مليون شخص. وتسدد الصناعة نحو 60 إلى 67 مليار جنيه استرليني في شكل ضرائب. ولخص التقرير تأثير سيناريو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث قال التقرير إنه حسب أسوأ السيناريوهات الموضوعة الذي أطلق عليه اسم الانفصال الصعب، فإن البنوك العالمية العاملة في بريطانيا ستفقد بالكامل قدرتها على دخول السوق الموحدة ما قد يؤدي لانخفاض الإيرادات بين 32 إلى 38 مليار جنيه استرليني، ويضع 65 ألفاً إلى 75 ألف وظيفة في خطر. أما إذا استطاعت بريطانيا الاحتفاظ بقدرتها على الدخول إلى المنطقة الاقتصادية الأوروبية بشروط مماثلة لما يوجد حالياً فإن 4000 وظيفة فقط قد تختفي وستخسر بريطانيا إيرادات بنحو ملياري جنيه استرليني. وقال ريتشارد تايس المستثمر بالعقارات ورئيس مجموعة ضغط جديدة تدفع الحكومة لقطيعة كاملة مع الاتحاد الأوروبي، إن التقرير مبالغ فيه، والعواصم الأوروبية الأخرى تفتقر إلى البنية التحتية أو المهارات اللازمة، لكي تستقطب أنشطة الخدمات المالية من بريطانيا. وأضاف أن التقرير مصمم لإثارة خوف الناس بشكل خاص. ورغم ذلك فإنه يفتقر إلى المصداقية. وقال تايس: الانفصال عن الاتحاد الأوروبي فرصة هائلة لحي المال في لندن.(رويترز) اليورو يرتفع لأعلى مستوى في 5 سنوات مقابل الإسترليني ارتفع اليورو إلى أعلى مستوياته في خمس سنوات مقابل الجنيه الإسترليني المتعثر، أمس، وبلغ أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مقابل الين مدعوماً بارتفاع عوائد السندات الحكومية بمنطقة اليورو. وارتفعت عوائد السندات الحكومية بمنطقة اليورو إلى أعلى مستوياتها في أسبوعين، وذلك في التعاملات المبكرة وسط أجواء توتر بين المستثمرين بعد يوم من تقرير لبلومبرج نقل عن مصادر قولها إن البنك المركزي الأوروبي ربما يقلص على الأرجح شراء السندات تدريجياً قبل إنهاء التيسير الكمي. إلا أن مسؤولاً إعلامياً بالبنك المركزي الأوروبي قال في تغريدة أمس الأول إن البنك المركزي الأوروبي لم يناقش خفض وتيرة الشراء الشهري للسندات. لكن العوائد المرتفعة للسندات الألمانية شهدت تحركاً لفروق معدل العائد في مصلحة اليورو مما دعمه ليرتفع 0.4 بالمئة مقابل الجنيه الإسترليني عند 88.31 بنس وهو مستوى شوهد آخر مرة قبل خمس سنوات وليصعد مقابل الين إلى 115.545 ين وهو أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع. كما ارتفع اليورو 0.2 بالمئة أمام الدولار إلى 1.1226 دولار. ومع ارتفاع اليورو تراجع الدولار من قرب أعلى مستوياته في شهرين مقابل سلة من العملات. وانخفض مؤشر الدولار 0.15 بالمئة إلى 96.038 بعد ارتفاعه إلى 96.442 أمس الأول وهو أعلى مستوى له منذ التاسع من أغسطس/آب. وتراجع الدولار قليلاً إلى 102.77 ين بعد ارتفاعه لأعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 102.965 ين أمس الأول بعدما سجل مكاسب لليوم السادس على التوالي مقابل نظيره الياباني. (رويترز)
مشاركة :