حذرت إحدى أبرز الصحف الباكستانية من خطورة قانون جاستا الأميركي قائلة بأن القانون خطير ولا ينصب في صالح الولايات المتحدة الأميركية وحدها، بل أنه سيوفر الحق لباكستان ولعدد آخر من دول العالم مثل ليبيا، العراق، سورية وأفغانستان بأن تقاضي الولايات المتحدة الأميركية بتعويضات ضخمة لذوي مواطنيها الذين قتلوا في الغارات الأميركية. وقالت جريدة جنك الباكستانية الواسعة الانتشار في إحدى مقالاتها الرئيسية بأن اعتماد الولايات المتحدة لقانون جاستا يعكس أيضاً اعترافها بحقوق الغير تجاهها، وقالت إن فيضاناً من القضايا سيتجه إلى المحاكم الأميركية ما بعد تطبيق قانون جاستا، وسيحق لباكستان والدول الأخرى أيضاً بأن تقاضي الولايات المتحدة الأميركية بتعويضات مالية مماثلة مقابل الخسائر المادية والبشرية التي أحدثتها الجيوش الأميركية وبالتحديد الطائرات الأميركية في باكستان وأفغانستان والدول الأخرى مع وجود عدد كبير من الأيتام والأرامل يطالبون بحقهم من الولايات المتحدة الأميركية مقابل قتل ذويهم في تلك الغارات خصوصاً وأن الإحصائيات الرسمية في باكستان تؤكد بأن غالبية ضحايا الغارات الأميركية أبرياء لا تربطهم أي علاقة بالإرهاب. وقالت الجريدة بأن استحقاق الدول الأخرى سيكون منطقي لأن من يدير طائرات الدرون الأميركية هي السلطات الأميركية وليست عناصر إرهابية تنسب نفسها إلى الولايات المتحدة مثلما تدعي هي استحقاقها للتعويضات مقابل هجمات شنها إرهابيون مرفوضين من دولهم لا يثبت تورطهم في تلك الهجمات تورط دولهم. وحول العلاقات الأميركية السعودية أوضحت الجريدة الباكستانية بأن قانون جاستا أشبه بطعنة خنجر في ظهر العالم الإسلامي مثلما أنه يمثل نقطة تحول في العلاقات، ووصفت قانون جاستا بالقانون المثير للجدل الذي سيدفع العلاقات بين مجموعة من الدول الإسلامية والولايات المتحدة إلى طريق مسدود. وقالت بأن العلاقات السعودية الأميركية عرفت بالعلاقات الإستراتيجية المثالية خلال العقود الماضية، إلا أنها بدأت تتضرر بسبب السياسات الأميركية ذات المعايير المزدوجة لتتراجع تدريجياً إلى أدنى مستوياتها بسبب تجاهل الولايات المتحدة الأمريكية لمصالح ومواقف المملكة العربية السعودية أثناء تمريرها لقانون جاستا، وقالت بأنه قد حان الوقت لتراجع الدول الإسلامية علاقاتها مع الولايات المتحدة نظراً لقانون جاستا الخطير وغير المسؤول. ووضعت الجريدة في مقالها علامات استفهام حول طريقة اعتماد القانون الأميركي، وقالت إن قانون جاستا خطير للغاية لأنه سيجيز لعائلات المتضررين في هجمات 11 سبتمبر بمقاضاة المملكة العربية السعودية في المحاكم الأمريكية بتعويضات مالية ضخمة بعد اعتماده بشكل نهائي، وذلك بتجاهل نفي المملكة علاقتها بالإرهابيين. وأوضحت الجريدة بأن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تحمل المملكة مسئولية جريمة إرهابية لا تربطها علاقة مع المملكة أصلاً، مع أن المملكة تتقدم قائمة الدول المحاربة للإرهاب وتمثل قلب العالم الإسلامي وتعتبر عضواً أساسياً في منظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية التي أعربت عن استيائها تجاه قانون جاستا الذي أثار أيضاً تحفظات العالم الإسلامي بأكمله. وتطرق المقال في ختامه إلى أن الولايات المتحدة الأميركية قد ألحقت أضراراً مادية وبشرية ضخمة في مختلف أنحاء العالم، وعليها أن تبادر بدفع التعويضات للأطفال والنساء الذين تحولوا إلى أرامل وأيتام جراء الغارات الأمريكية، وهناك الآلاف في باكستان ممن فقد والده ومن فقد زوجته أو شقيقه أو ابنه في باكستان بسبب الغارات الأميركية المستمرة منذ سنوات ويطالب بالتعويض من الولايات المتحدة.
مشاركة :