المملكة الرابعة في الرفاهية المادية! - عالية الشلهوب

  • 3/4/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لغة الأرقام والتصنيفات والمقارنات التي تتم على الدول في مؤشرات عالمية تثير كثيرا من التساؤلات والاستغراب في كثير من الأحيان ليست السلبية فحسب وإنما الإيجابية أيضاً، وبغض النظر عن دقتها ومصداقيتها ومنهجية المعايير المطبقة في قياسها إلا أنها تمثل مؤشراً قد لا يكون في كل الأحوال صحيحاً ومنطقياً، عندما نشرت شركة «ناتيكسيس» العالمية وهي شركة فرنسية مراكز الدول في مؤشر الرفاهية المادية ووضع المملكة في المركز الرابع عربياً وال 45 عالمياً في مؤشر الرفاهية من إجمالي 150 دولة لعام 2014م وهي معلومة حديثة جداً، وبالمناسبة هذا المؤشر يقيس مستوى الرعاية الصحية ونوعية الحياة والمحافظة على البيئه من التلوث ونظام مالي يقدم معدلات عالية من العوائد والثروة وكلها نقاط تحتاج إلى وقفة لبيان الدقة في التصنيف وتمثيله للواقع الفعلي، لكن قبل كل هذا ماهي حقيقة هذه التصنيفات والمؤشرات؟ بحثت في المعلومات السابقة المنشورة ووجدت أن المملكة في الترتيب الرابع عالمياً في «احتياطات النفط وفي بيئة الاقتصاد الكلي وفي التعرض لهجمات القرصنة الالكترونية وفي الانفاق العسكري وفي صناعة تكرير النفط وفي استهلاك التبغ وفي الادخار» قلت لنرى من جانب آخر كيف أن المملكة هي «الأولى» عالمياً وفي أي مجال؟ وهذه معلومات قد تبدو غريبة سواء إيجابية أم سلبية، فوجدت أن المملكة الأولى عالمياً في أمور كثيرة «حجم الأصول المصرفية، وaفي الحوادث المرورية «الله يستر» وفي آبار النفط، وإنتاج البترول «والحمد لله»، وفي استخدام تويتر،! وفي العمل الاغاثي، وفي اصابة الاطفال بالسكري ولا حول ولا قوة الا بالله، وفي عدد مستخدمي الهواتف النقالة!، وفي انخفاض معدلات التضخم، مع عدم اتفاقي وفي انتاج مياه التحلية وفي الإنفاق على التعليم وأخيراً الأولى عالمياً في تطبيقات التقنيات الحيوية للابل! في الواقع هذه التصنيفات لا تعدو إلا أنها محاولات واجتهادات لمعرفة مجتمعات واقتصادات الدول من جهات بحثية وشركات البعض يوفق فيها والبعض لا يحالفه التوفيق، وعلى سبيل المثال صحيح اننا نتصدر دول العالم في انتاج البترول ولله الحمد ولدينا اصول مالية ضخمة وننفق على التعليم لكن بالتأكيد لسنا الافضل حالاً من آخرين في الرعاية الصحية والمحافظة على البيئة ونوعية الحياة والعوائد المالية العالية والثروة، وهي نسبة وتناسب، وبالتالي فإن هذه التصنيفات يجب ألا تكون هي المقياس الوحيد وان كانت مؤشرا إيحائيا للتقريب ومحاولة فهم الأوضاع الاجتماعية وعندما نقرأ أن المملكة هي الأولى أو الثانية أو الثالثة أو الرابعة على العالم سواء إيجابي أو سلبي ينبغي ألا نذهب بعيداً في التمجيد أو أن نستغل الفرص لنقد وطننا والنيل منه، فهي تظل مؤشرات قابلة للمنطق وربما بعيداً عنه والأصل والصحيح هو ما نشاهده على أرض الواقع، دمت يا وطني في القلب عزيزاً وغالياً في كل حين وفي الرخاء والشدة.

مشاركة :