عمان- (أ ف ب): دافعت الحكومة الأردنية الأربعاء عن التعديلات التي طرأت على مناهج التعليم المدرسية في المملكة للعام الحالي، مؤكدة أنها جاءت لـ«تحصين طلبتنا من التعصب والتطرف في الإقليم من حولنا». وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني في مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم محمد ذنيبات، «نحن كمجتمع يجب أن نطور مناهجنا ونحصن أبناءنا من كل هذا التعصب الذي يعج به الإقليم، نحن لا نريد أن ندفن رؤوسنا في الرمال، هناك تطرف وتعصب موجود في الإقليم الذي نعيش فيه ونريد أن تكون مناهجنا من القوة والتقدم والتطور بحيث يكون طلبتنا وأبناؤنا محصنين تحصينا جيدا». وأضاف «يجب أن نُلام إن لم نقم بجهد لتحصين أبنائنا، هذا الأمر حق وواجب علينا في ظل هذا الإقليم وفي ظل انتشار التعصب والتطرف من حولنا». من جهته، أكد وزير التربية محمد ذنيبات أن التعديل جرى على يد لجنة من «خيرة علماء الأردن»، مشيرا إلى أنه «لا يحتوي على أي نص أو كلمة تتصادم مع نصوص عقيدتنا وديننا أو مع أي نص شرعي». وأضاف أن المناهج الجديدة «تعزز القيم الإسلامية والإنسانية وتحث على الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر واحترام إنسانية الإنسان وحق الآخر في إبداء رأيه والعيش المشترك والانفتاح على حضارة العالم واحترام المرأة وحقوقها وعلى أن الإسلام هو دين الرحمة والتسامح والوسطية». ونفى الوزير وجود أي تدخلات خارجية من أجل تعديل هذه المناهج، قائلا «لا ورب السموات والأرض، لم يتدخل في تعديل المناهج إلا أردنيون»، مشيرا إلى أن «الجهد الذي بذل في بناء الكتب هو جهد بشري، قد يصيب وقد يخطئ». ومنذ بدء العام الدراسي الجديد في الأول من سبتمبر يثار جدل في المملكة حول قيام وزارة التربية بتعديل مناهج الكتب المدرسية الوطنية. وتظاهر مئات المعلمين وأولياء الأمور الخميس أمام مبنى وزارة التربية والتعليم في عمان بناء على دعوة وجهتها نقابة المعلمين للاحتجاج على هذه التعديلات. وقال نقيب المعلمين باسل فريحات في خلال التظاهرة التي تم خلالها حرق كتب مدرسية جديدة، إن «مناهج التربية الإسلامية والوطنية واللغة العربية، تعرضت لاعتداء صارخ وتشويه غير مسبوق»، مشيرا إلى «اجتثاث آيات القرآن الكريم ونصوصه وأحاديث النبي الكريم وتوصياته». ولكن الذنيبات أكد أن «الوزارة لن تبعد الإسلام عن مناهجنا، وأنها حريصة على غرس قيم الثقافة الإسلامية لدى النشء الجديد»، مشيرا إلى أن «مضامين الكتب الجديدة تشكل نقلة نوعية في تكوين الكتاب المدرسي الذي لم يتعرض لأي تطوير منذ عشر سنوات». وقال «تم توزيع بعض الآيات والأحاديث في الكتب لتوظيف هذه الآيات والأحاديث في خدمة عديد من القضايا»، مشيرا إلى «وجود عديد من الآيات في كتب العلوم بالإضافة إلى اللغة العربية».
مشاركة :