وصفت افتتاحية «النيويورك تايمز» الأمريكية أمس ما حدث في شبه جزيرة القرم مؤخرًا بأنه عدوان روسي، وقالت إن الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش وإحلال فريق مؤقت محله، كان يتطلب من المعارضة التي حققت هذا الفوز السريع طمأنة كافة الأقليات في البلاد بأنه سيتم احترام حقوقهم في أي نظام حكم جديد، لكن بدلاً من ذلك جاء أول فعاليات البرلمان صدور قانون يلغي تأكيد الوضع القانوني للأقليات التي تتحدث الروسية وغيرها من اللغات. وهو ما يعني زيادة المخاوف لدى الأقلية التي تتحدث الروسية من القوميين الأوكرانيين الذين سيطروا على البلاد. ومع ذلك ، فلا يعتبر أيًّا من ذلك مبررًا يستغله بوتين للسيطرة على شبه جزيرة القرم. وأضافت إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لديهم القليل من العوامل المؤثرة لاسيما نقص القوة العسكرية التي لا تعتبر خيارًا لإرغام الرئيس بوتين على التراجع. لكنهم ينبغي عليهم أن يوضحوا له، أي لبوتين، أنه ذهب بعيدًا عن حدود السلوك المتحضر، وأن ذلك من شأنه أن يحمله ثمنًا باهظًا على صعيد المكانة الدولية والعلاقات الاقتصادية . وأبسط ما يمكن أن يقدمه الغرب الآن تقديم المساعدات الكبيرة العاجلة لحكومة كييف، التي تركت خزينتها فارغة مع نهاية حكم يانكوفيتش. واستطردت الافتتاحية بالقول إنه لا شك بأن ادّعاء السيد بوتين بخطر فوري يتهدد الأوكرانيين الروس هو ادّعاء خالٍ من الصحة. صحيح كانت هناك بعض المشاجرات في المدن الصناعية التي يوجد بها الروس، ولكن لا توجد أي مناطق أخرى تتعرض فيها مصالح المواطنين الروس لتهديدات خطيرة. وبالتأكيد في شبه جزيرة القرم، حيث يشكل الروس الأغلبية، وحيث توجد قواعد عسكرية لهم. وإذا كان هناك ثمة مخاطر أو تهديدات فإنها تلك التي تستهدف الأوكرانيين. إذا كان أي شيء، هناك الأوكرانيون كانوا في خطر. وإذا كان البرلمان في كييف في الوقت الراهن على الانتخابات القومية العالية، جديدة الرئاسية ليست بعيدة، وهناك الكثير من الطرق السلمية للسيد بوتين لجعل الشواغل المشروعة لروسيا مصالح وطنية واضحة للحكام المؤقتة. وأضافت إنه إذا كانت النبرة القومية للبرلمان في كييف عالية في الوقت الراهن، فإن انتخابات رئاسية جديدة ستجرى في وقت غير بعيد، وهناك الكثير من الطرق السلمية أمام الرئيس بوتين لجعل المخاوف الروسية المشروعة والمصالح الوطنية الروسية واضحة أمام حكام كييف المؤقتين.
مشاركة :