في الوقت الذي عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين اجتماعا طارئا لمناقشة الأوضاع في أوكرانيا، دافع رئيس الوزراء الجديد لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عن الاستيلاء على السلطة، مشيرًا إلى أن شعب القرم هو من أخذ السلطة، وفيما اتفقت روسيا والصين في أجزاء واسعة» في رؤيتهما للأزمة الأوكرانيا بحسب ما أعلنت الخارجية الروسية، حذرت بريطانيا روسيا من مغبة عدم تغيير نهجهها في الشأن الأوكراني مهددة إيّاها بدفع الثمن. وناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الردود المحتملة للاتحاد على العمليات العسكرية الروسية التي قامت بها في شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا. ووفقا لبيانات دبلوماسيين ، يعتزم وزراء الخارجية مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا بالتخلي عن القيام بعملية عسكرية كبيرة في أوكرانيا. من جهته دافع رئيس الوزراء الجديد لشبه جزيرة القرم الأوكرانية سيرجي أكسيونوف عن الاستيلاء على السلطة. وقال أكسيونوف الموالي لروسيا في تصريحات لصحيفة «روسيكايا جازيتا» الروسية الحكومية الصادرة أمس الاثنين: إن الساسة في ميدان الاستقلال بالعاصمة كييف دعوا الشعب مؤخرا إلى السيطرة على السلطة. وأضاف: «والآن الشعب أخذ السلطة»، موضحا أن ما يسري على العاصمة كييف يتعين أن يسري أيضا على جمهورية شبه جزيرة القرم ذات الحكم الذاتي. في المقابل تعتبر الحكومة الأوكرانية الجديدة أن القيادة الجديدة في شبه جزيرة القرم غير شرعية، متهمة روسيا باحتلال أراضي أوكرانيا. وذكر أكسيونوف أن وضع شبه جزيرة القرم سيتحدد خلال استفتاء سيجرى في 30 مارس الجاري ، مشيرا إلى أن هذا الاستفتاء قد يؤدي إلى انفصال شبه الجزيرة عن أوكرانيا ، متعهدا في الوقت نفسه بمنح أقلية التتار المسلمة في القرم كافة الحقوق. من جهته ناقش وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تطورات الأوضاع في أوكرانيا مع نظيره الصيني وانج يي. وأعلنت الخارجية الروسية أمس الاثنين عقب مكالمة هاتفية بين الوزيرين أن روسيا والصين «متفقتان في أجزاء واسعة» في رؤيتهما للأزمة في أوكرانيا. يذكر أن الصين وروسيا عرقلتا من قبل عدة قرارات في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية. من جهته أعلن أحد نواب وزير الخارجية الروسي ليل الاحد ان موسكو لا تريد الدخول في حرب مع أوكرانيا، موضحا ان الضوء الأخضر الذي منحه البرلمان الروسي من أجل التدخل فيها يهدف قبل كل شيء إلى إظهار جدية نوايا الكرملين. وقال غريغوري كاراسين في مقابلة مع الإذاعة العامة «روسيا-1» إن «روسيا لا تريد الحرب مع أوكرانيا»، مضيفاً «أنني مقتنع أن أحداً في روسيا لا يريد الحرب». وتابع « نحن ضد استخدام تلك الوسيلة من أجل البحث في العلاقات مع أوكرانيا القريبة منا». وانتقد الدول الغربية التي هددت بإبعاد روسيا عن مجموعة الثمان. وأوضح كاراسين «نحن ندعم كافة القوى التي تدعو إلى تعزيز علاقاتنا الثنائية لا سيما ان استقرار اوروبا يعتمد على تلك العلاقات». إلى ذلك عبرت بريطانيا أمس الاثنين عن قلقها البالغ من إمكانية ان تدفع روسيا بمزيد من القوات الى أوكرانيا وحذرت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من ان روسيا ستدفع ثمنا باهظا ما لم تغيّر نهجها. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج: إن التدخل الروسي في اوكرانيا أكبر أزمة تشهدها اوروبا هذا القرن. وصرح هيج بأن روسيا تسيطر الان سيطرة ميدانية على منطقة القرم الاوكرانية وانه على الرغم ان روسيا لها حق مشروع في نشر قواتها في المنطقة فعلى الكرملين ان يأمر هذه القوات بالعودة الى ثكناتها. وفي سياق متصل عرضت مجموعة الدول الصناعية السبعة الكبرى «جي 7» «دعما ماليا قويا»لأوكرانيا. وأعلن وزراء مالية مجموعة السبع أمس الاثنين أن المجموعة ستتغلب مع صندوق النقد الدولي على التحديات الاقتصادية المباشرة التي تواجهها أوكرانيا. وأكد البيان المشترك الذي نشرته وزارة المالية الألمانية أمس في برلين على اتفاق دول مجموعة السبع على أن صندوق النقد الدولي هو أنسب مؤسسة تقدم المساعدات لأوكرانيا عبر التشاور السياسي والتمويل المرتبط بالإصلاحات الضرورية. تجدر الإشارة إلى أن مجموعة السبع تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا وإيطاليا. ويذكر أن أوكرانيا استدعت الأحد جنود الاحتياط بعد أن هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزوها في أقوى مواجهة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة.
مشاركة :