يناقش مؤتمر المجموعة الدولية من أجل لبنان في باريس غدا الأربعاء (3) ملفات، دعم الجيش اللبناني، والنازحين، والمساعدات الاقتصادية. وقال وزير الشؤون الاجتماعية عضو الوفد اللبناني رشيد درباس لـ «عكاظ»، «إن تسليح الجيش اللبناني هو جوهر أعمال المؤتمر، وسيكون دعم المملكة البالغ (3) مليارات دولار ركيزته الثمينة»، وأضاف أن ميزانية تسليح الجيش تقدر بنحو (4) مليارات دولار، مشيرا إلى أن الدعم السعودي لا يمكن النظر إليه على أنه منحة مادية وحسب، بقدر ما له دلالة على أن المملكة وقيادتها الحكيمة ترى أن لبنان يجب أن يكون لديه جيش قوي قادر على حماية حدوده والدفاع عن أمنه واستقراره وبسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية. وأفاد درباس أن الاتفاق الثلاثي سوف يدخل بعد مؤتمر المجموعة الدولية مسار التنفيذ، إذ أن الجانب اللبناني جاهز باستعراض احتياجاته، كما أن الجانب السعودي جاهز أيضا لتسديد قيمة الدعم، فيما فرنسا بدورها مستعدة لتسليم الأسلحة المطلوبة إلى الدولة اللبنانية. وأكد أنه حان الوقت لترميم العمود الفقري للدولة اللبنانية «مؤسسة الجيش»، والذي مضى عليه وقتا طويلا متهالكا. وأعرب عن أمله أن يشكل دعم المملكة حافزا أو استدراجا لمساعدات أخرى لنستكمل ترميم كل ثغرة يمكن أن يدخل منها المتربصون بالدولة اللبنانية، مفيدا أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان وقبل توجهه إلى باريس جدد التأكيد على أهمية الدعم السعودي، إذ وصفه بأنه «جرعة من الأوكسجين في جو يملؤه ثاني أوكسيد الكربون». وحول ما يمكن أن يقدمه المؤتمر الدولي في ملف النازحين بعد فشل المجتمع الدولي في إيجاد حل، قال الوزير درباس إن معالجة هذا الملف ليس بالأمر السهل، فهو كمن يسير على رجل واحدة، والمشهد واضح، أتى الفقراء السوريون ليتقاسموا مع الفقراء اللبنانيين الماء والكهرباء ولقمة العيش حتى الوظيفة، فازداد الأمر سوءا، واعتبر أن علاج هذا الملف لا يحل بمؤتمر أو تقديم نوع من الدعم، إذ أنه يحتاج إلى مسار طويل، لا بد من طرحه في المحافل الدولية لأن الأزمة السورية لا تضغط فقط على المستوى المعيشي بل على الوضع الأمني والاجتماعي. وعلى صعيد البيان الوزاري وتأخر إنجازه حتى الآن، أفاد درباس أن البيان لا يحتاج كل هذا الدرس والنقاش، باعتبارها حكومة الثلاثة أشهر ومهمتها وأهدافها واضحة، والعرقلة الحاصلة تدور حول مسائل يجب أن نتخطاها، واعتبر أن المخاوف من فراغ في موقع الرئاسة الأولى موجودة في ظل الظرف السياسي الحالي، محذرا من أن أي خطوة إلى الوراء ستصيب احتمالات الانتقال الهادئ للسلطة بنكسة، وهو أمر في غاية الخطورة، وكشف أن رئيس الحكومة تمام سلام سيلعب دورا مهما في الساعات القليلة المقبلة لامتصاص ما حصل بين الرئاسة وحزب الله. وتهدف المجموعة الدولية لدعم لبنان التي أنشئت في 25 سبتمبر 2013م، إلى مساندة لبنان ودعم أمنه واستقراره، وتضم بين أعضائها الرئيس اللبناني ميشال سليمان، ووزراء خارجية فرنسا وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
مشاركة :