بيروت – الوكالات: حقق الجيش السوري تقدما ميدانيا هو الأول منذ عام 2013 داخل الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، فيما حذر الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس من جنيف، من أن هذه الأحياء معرضة «للدمار التام» في نهاية العام. وترافق التقدم على الأرض مع إعلان الجيش السوري الأربعاء تقليص ضرباته الجوية والمدفعية على الأحياء الشرقية، في خطوة يرى محللون أنها تشكل «خدعة إعلامية». وقال دي مستورا لصحفيين في جنيف: «خلال شهرين أو شهرين ونصف كحد أقصى قد يلحق الدمار التام بالأحياء الشرقية لحلب»، إذا استمر الهجوم العنيف الذي تنفذه قوات النظام السوري بدعم من مجموعات مسلحة موالية لها والطيران الروسي. وقال دي ميستورا: إن وجود مقاتلي جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) في المدينة يشكل مبررا لموسكو ودمشق لمواصلة الهجوم عليها. وقال دي ميستورا مخاطبا مقاتلي النصرة «إذا قررتم الخروج بكرامة ومع أسلحتكم فأنني مستعد شخصيا لمرافقتكم». وأقر دي ميستورا بأن الشرخ الذي يزداد اتساعا في العلاقات بين واشنطن وموسكو يشكل «نكسة خطيرة» لعمل المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 20 عضوا تشتمل على فريق مهمات خاصة ولجنة لمراقبة انتهاكات وقف إطلاق النار. إلا انه قال إن أعضاء فريق المهمات الإنسانية التابع للمجموعة تعهد الخميس بمواصلة عمله. أما بشان لجنة مراقبة وقف إطلاق النار فقال دي ميستورا إن مسالة مستقبلها أقل إلحاحا الآن وسط اشتداد القتال. وأضاف: «لم يعد وقف القتال ساريا». وعلى رغم التوتر مع موسكو، أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأربعاء اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي سيرغي لافروف للتباحث في الأزمة السورية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر: «الاتصالات لا تزال قائمة». بين موسكو وواشنطن، معتبرا أنه «سيكون أمرا غير مسؤول أن نقطع ببساطة أي حوار مع وزير الخارجية الروسي لافروف ومع الروس في المستقبل». وفي إطار المساعي لإحياء وقف إطلاق النار، يزور وزير الخارجية الفرنسية جان مارك آيرولت موسكو الخميس وواشنطن الجمعة في محاولة لإعطاء دفع لمشروع قرار تعتزم فرنسا طرحه في مجلس الأمن قبل نهاية الأسبوع، من أجل وقف إطلاق النار في حلب وإيصال المساعدات. ميدانيا قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن الخميس: «باتت قوات النظام السوري تسيطر على نصف مساحة حي بستان الباشا في وسط مدينة حلب». وأوضح أنه «التقدم الأهم لقوات النظام داخل الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل منذ عام 2013». وترافق الهجوم مع غارات روسية كثيفة وأخرى سورية أوقعت 270 قتيلا على الأقل بينهم 53 طفلا، وفق حصيلة للمرصد. كما تسببت بدمار هائل في الأبنية والمستشفيات، ما استدعى تنديدا من حكومات ومنظمات دولية تحدثت عن «جريمة حرب» ترتكب في حلب. على جبهة أخرى في سوريا، قتل 29 مقاتلا على الأقل من الفصائل السورية المعارضة، في تفجير انتحاري تبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، عند معبر أطمة على الحدود بين سوريا وتركيا.
مشاركة :