اعتبر الصحفي الروسي والخبير في الشؤون السياسي أوليغ كاشين -في مقال نشرته له صحيفة الغارديان البريطانية حول هذا الموضوع- أن كلمة السر للدور الروسي في سوريا هي «أوكرانيا». وقال بعد ثلاث سنوات من موقف روسيا من الدخول في سوريا بنية التوسط بين الغرب ونظام بشار: «لم يعد الكرملين يلعب دورًا في التوسّط، بل إنه يقاتل في صف نظام بشار»، وأضاف الصحفي الروسي: «في آن واحد؛ صار داعمو بوتين في روسيا يناقشون بجدّية كيف أنه يستحق جائزة نوبل للسلام لجهوده في سوريا. فماذا يفسر إذا هذا التحوّل الحاد في السياسة الخارجية؟ الإجابة على هذا السؤال يمكن أن تُختصر في كلمة واحدة هي «أوكرانيا». وأشار قائلا: «ففي ربيع عام 2014؛ أعلن الكرملين تحرّكه لضم شبه جزيرة القرم، وكان بوتين آنذاك موهومًا بأن الغرب -وبخاصة أوروبا- سيسمح له بتحقيق رغباته التوسّعية، وسيوافق -ولو بالصمت- على ضم الأراضي الأوكرانية التي تقطنها مجموعات موالية لروسيا، وشرح «لكن مع مرور الوقت صار من الواضح أن ذلك كان خطأ؛ كانت الحرب واسعة النطاق تستعر في منطقتين أوكرانيتين؛ أُسقطت طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية بأوكرانيا، أصدقاء بوتين المقربون أصبحوا على قائمة العقوبات وعادت مجموعة الدول الثماني لتصبح مجموعة الدول السبع (إذ علّقت المفوضية الأوروبية قمة مجموعة الثمانية التي كان من المقرر انعقادها بمدينة سوشي الروسية، والتقت سبع دول فقط في بروكسل، مُلقية باللوم على روسيا في أزمة القرم)، وأصبحت روسيا أكثر عزلة دولية للمرّة الأولى منذ الحرب الأفغانية. كما اعتبر كاشين أن تدخل بوتين في سوريا كان بهدف لفت الانتباه بعيدًا عن أزمة القرم، قائلاً: «وبإيجاد نفسه في طريق مسدود بشأن أوكرانيا، قرر بوتين رفع أسهمه، وتصرّف بما يضمن أن تبدو قضية أوكرانيا تافهة، وأن تصبح روسيا لاعبًا أساسيًا في صراع لا يمكن للغرب تجاهله، وكان معنى ذلك هو اعتماد نهج جديد في سوريا، وخلص الصحفي الروسي إلى نتيجة مفادها أن ما صارت إليه روسيا من كونها لاعبًا أساسيًا في سوريا؛ يُجبر الغرب مجددًا على التفاوض مع موسكو، فالهجمات العسكرية الروسية لم تعد تستهدف المناطق الواقعة في قبضة جماعة الدولة الإسلامية فحسب، بل إنها تستهدف أيضا قواعد المعارضة الموالية للغرب».
مشاركة :