نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء أن تكون القوات الروسية تدخلت في أوكرانيا لكنه حذر من أن روسيا يمكن أن ترسل جنوداً إلى هذه الجمهورية السوفياتية السابقة لحماية مواطنيها. وخلال لقاء مع الصحافيين من مقره في ضواحي موسكو رد بوتين على صحافي سأله ما اذا كانت القوات الروسية تدخلت في القرم حيث يطوق مسلحون يرتدون بزات عسكرية لكن بدون أي شارات، القواعد الاوكرانية، بالقول "كلا، لم تشارك. انها قوات دفاع ذاتي محلية"، مضيفاً "الكثير من الأزياء العسكرية تتشابه". وكانت السلطات الأوكرانية الجديدة قالت ان عدة الاف من الجنود الروس تدفقوا على القرم خلال الايام القليلة الماضية، وأيّد مسؤولون غربيون تلك التصريحات. إلاّ أن بوتين وصف تلك الأحداث بأنها انتفاضة من قبل السكان المحليين القلقين بشأن السلطات الجديدة في كييف. ورداًعلى سؤال حول السبب وراء امتلاك تلك القوات لتجهيزات كبيرة، قال بوتين ان المحتجين في كييف كانوا كذلك مجهزين جيداً وعملوا "بدقة .. وعملوا مثل القوات الخاصة .. فلماذا لا يعمل (المسلحون) بتلك الطريقة في القرم". وأكد ان "سكان القرم قلقون جداً. ولهذا السبب شكلوا لجاناً للدفاع الذاتي ووضعوا جميع القوات المسلحة تحت السيطرة". التدخل العسكري وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ندد بشدة السبت "باجتياح واحتلال" اوكرانيا من قبل روسيا. وأضاف بوتين ان التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا "ليس ضروريا في الوقت الراهن" لكن روسيا تحتفظ لنفسها بحق استخدام "كل الوسائل" لحماية مواطنيها في هذا البلد الغارق في ازمة سياسية خطيرة. وأشار إلى أن "روسيا ليست لديها أي مصلحة في إثارة المشاعر الانفصالية في القرم (...) إذ ليست هناك حاجة لاستخدام القوة في منطقة القرم في جنوب أوكرانيا حالياً، ولكن روسيا تحتفظ بحق اللجوء الى ذلك كـ"خيار أخير". وأضاف "إذا اتخذنا القرار باستخدام القوات المسلحة في أوكرانيا، فإنه سيكون مشروعاً بالكامل بالتوافق التام مع القانون الدولي حيث أن لدينا طلبا من الرئيس الشرعي (فيكتور يانوكوفتيش). أن التزاماتنا تتوافق في هذه الحالة مع مصالحنا في الدفاع عن الناس الذين نعتبرهم مقربين من وجهة النظر التاريخية والثقافية والاقتصادية"، موضحاً أن الأمر سيكون حينئذ "مهمة انسانية". وهي التصريحات العلنية الاولى لبوتين، منذ أن أقال البرلمان الاوكراني في 22 شباط (فبراير) يانوكوفتيش المؤيد لروسيا والذي لجأ الى روسيا. "انقلاب غير دستوري" واعتبر أن "انقلاباً غير دستوري" وقع في أوكرانيا، وإن الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش "ما زال الرئيس الشرعي للبلاد على رغم أنه تخلى عن كل سلطاته". وقال بوتين "لدينا طلب من الرئيس المشروع" يانوكوفيتش للقيام بتدخل عسكري في اوكرانيا، معتبراً ان هذا الاخير لا يزال رئيساً لاوكرانيا. وتابع "ليس هناك من وجهة النظر القانونية الا رئيس شرعي واحد، من الواضح ان ليس له اي سلطة، لكنني كما سبق ان قلت وأكرر ان الرئيس الشرعي من وجهة النظر القانونية هو بالتأكيد يانوكوفيتش". وقال الرئيس الروسي إن روسيا لن تعترف بنتيجة انتخابات في أوكرانيا إذا أجريت في ظروف "الإرهاب" الحالية. وأضاف: "إذا أجريت في ظل مثل هذا الإرهاب الذي نراه الآن فلن نعترف بهم". وقال بوتين "ليس هناك سوى تقييم واحد لما حصل في كييف واوكرانيا، انه انقلاب مخالف للدستور واستيلاء على السلطة عبر السلاح". وقال إنه أبلغ الرئيس الأوكراني المعزول إن "ليس له مستقبل سياسي. لقد سبق ان قلت له هذا الامر".ولكنه أضاف أن يانوكوفيتش كان يمكن أن يقتل إذا بقي في أوكرانيا. تهديدات الغرب لروسيا وبخصوص التهديدات التي وجهها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بفرض عقوبات على روسيا وعزلها اقتصادياً وديبلوماسياً، قال بوتين إن "الدول التي تدرس فرض عقوبات على موسكو عليها التفكير أولا في الضرر الذي قد يقع إذا فرضت مثل هذه العقوبات". وأضاف: "كل هذه التهديدات ضد روسيا غير مثمرة ومضرة"، مضيفاً أن "روسيا مستعدة لاستضافة مجموعة الثماني، ولكن إذا لم يرغب الزعماء الغربيون في الحضور فلا داعي لأن يحضروا". وتابع أن سحب السفير الروسي من واشنطن بسبب الأحداث في أوكرانيا سيكون "خياراً أخيراً" وإنه يود ألاّ يحدث ذلك. القرماوكرانيابوتين
مشاركة :