سون هيونغ مين.. المهاجم الذي غير خطط غوارديولا

  • 10/7/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

نجح توتنهام، في ظل مشاركة اللاعب الكوري الجنوبي سون هيونغ مين، في الصمود في وجه مانشستر سيتي، من خلال ممارسة ضغوط مستمرة لا هوادة فيها، لينتهي اللقاء بفوز توتنهام بهدفين دون مقابل. وغادر سون هيونج مين أرض الملعب قبيل نهاية الوقت الأصلي للمباراة على استاد وايت هارت لين، لتقابله الجماهير بتصفيق حاد. بحلول تلك اللحظة، كان اللاعب صاحب القميص رقم 9 في صفوف توتنهام قد أنهك تمامًا لدرجة أنه لدى خروجه من الملعب أخطأ في تفسير إشارة الحكم، وظن أنه يحييه فتقدم نحوه محاولاً مصافحته! وعلى مقعد البدلاء، نال سون هيونج مين من التحية والأحضان لأدائه الرائع وطاقته الجبارة التي بذلها خلال اللقاء، ما لعب دورًا مهمًا في الفوز الذي حققه فريقه على مانشستر سيتي بهدفين دون مقابل، ويسهم في خلق منعطف جديد أمام محاولات مانشستر سيتي بوجه عام للتكيف مع إيقاع جوسيب غوارديولا وأساليبه المميزة في اللعب. أما مدرب سون، فظل يقفز من مكانه ويدور حول نفسه مثل تمثال صغير معلق فوق كعكة زفاف، حتى مع وجود دقيقتين فقط تفصلان فريقه عن الفوز. خلال المباراة، قدم توتنهام أداء قويًا لا يعرف الرحمة، وشكل سون ذروة الأداء المتميز للفريق الذي فرض ضغوطًا خانقة على الخصم. وعودة إلى المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب مباراة مانشستر سيتي وسيلتيك الاسكوتلندي في دوري أبطال أوروبا، أثار بريندان رودجرز مدري سيلتيك بعض الانتقادات لتلميحه إلى أن فريقه يمكنه الفوز على فريق غوارديولا الذي لا يزال بمرحلة البناء. ومع ذلك، يبقى قوله صائبًا - على الأقل في الوقت الراهن. القوة والجري المستمر والضغوط الهائلة - تلك هي الأدوات التي ستلجأ إليها فرق الدوري الممتاز لمحاولة الوقوف في وجه هذا العملاق الآخذ في الصعود. ورغم أن الفرق الأخرى قد لا يحالفها النجاح، فإن توتنهام هوتسبر حقق نجاحًا مذهلاً على هذا الصعيد، وبدا الفريق المناسب تمامًا لخوض هذا التحدي. وقد تعمل هذه الضغوط كحافز في عملية تطور مانشستر سيتي ذاته. وفي تصريح عكس قدر كبير من رحابة الصدر، علق غوارديولا مدرب سيتي في أعقاب المباراة بأن «كرة القدم عملية مستمرة، وسيتعين علينا التعلم من هذه المباراة». قبل المباراة، تركزت الأنظار على الاختلافات بين أسلوبي المدربين. الواضح أن كليهما ينظر إلى كرة القدم باعتبارها تدور بصورة أساسية حول السيطرة على المساحات. من جانبه، يرغب ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام في الهيمنة على المساحات وشغل كل بوصة منها. في المقابل، نجد أن غوارديولا يسعى لخلق المزيد منها. وخلال المباراة، أثبت توتنهام هوتسبر أنه الفريق القادر على فرض رؤيته على الأرض، وقادهم في ذلك سون هينوغ - مين الذي قدم أداء متميزًا في مركز المهاجم، ذلك أنه بدا شديد النشاط على نحو أثار في الأذهان صورة هاري كين وغطى جميع المساحات من حوله، وتدخل للتصدي لكرات وناور بالكرة، وكان مستحقًا تمامًا لأن يسجل الهدف الذي كان ليحرزه لو أن إريك لاميلا منحه فرصة لعب ركلة الجزاء التي نالها توتنهام هوتسبر في الشوط الثاني من المباراة (وأهدرها لاميلا). لقد نجح سون هيونغ في إصابة دفاع مانشستر سيتي بصدمة مروعة على مدار الساعة الأولى من عمر المباراة بحركاته الدقيقة الذكية وقدرته على تصويب الكرة باتجاه المرمى. أمام الكرة، لم يبد سون هيونغ أدنى تردد في ركلها، ونجح في تمريرها على نحو رائع أثمر الهدف الثاني ليرتفع رصيده الشخصي إلى ستة أهداف، بجانب معاونته في تسجيل هدفين على مدار المباريات السبع الأخيرة له بالدوري الممتاز. ويأتي هذا الأداء من جانب سون هيونغ ليكتب نهاية رائعة لصيف عصيب شعر خلاله سون هيونغ بالألم البالغ بسبب أدائه الفاتر مع منتخب كوريا الجنوبية الذي خرج من دورة الألعاب الأولمبية على يد فريق هندوراس الضعيف. وقد يواجه سون ضرورة الالتحاق بالخدمة العسكرية العام المقبل، الأمر الذي ليس من السهل تحاشيه عندما ينتمي المرء لبلد يحكم أقرب جيرانها طاغية يبدي ميلاً خاصًا تجاه إطلاق الصواريخ! أكد سون أنه لم يسبق له قط اللعب بمركز المهاجم في صفوف باير ليفركوزن، وإن كان قد شارك بهذا المركز خلال بضعة مباريات مع هامبورغ. ومع هذا، فإنه يبدو متناغمًا للغاية مع أسلوب اللعب الديناميكي الذي ينتهجه بوكيتينو والذي يقوم حول فكرة أن «الجري هو كل شيء»، حسبما أعلن المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا، الأب الروحي لبوكيتينو. ويأتي هذا الفوز الذي حققه توتنهام هوتسبر ليثبت صحة الأساليب التي ينتهجها بوكيتينو، وكذلك قدرته على استخلاص أفضل ما لدى لاعبيه من مهارات. كما أنه يؤكد أن مانشستر سيتي لا يزال في المراحل الأولى من رحلة طويلة بانتظاره. الملاحظ أن غوارديولا يرغب دومًا في السيطرة على مجريات المباراة، بمعنى أن يحدد فريقه إيقاع المباراة وشكلها العام. وكان هذا نهجًا متكررًا خلال الفترة التي شهدت ذروة تألقه مع برشلونة. أما داخل استاد وايت هارت لين، نجح توتنهام هوتسبر بقيادة الكوري الجنوبي في العثور على ثغرات في جدار فريقه والضغط عليها باستمرار. ومن هنا، من المتوقع أن ينطلق توتنهام هوتسبير بثقة كبيرة نحو الأمام. أما مانشستر سيتي فسيعمل على إعادة تجميع صفوفه ولم شتاته.

مشاركة :