مشهد نادر ذلك الذي يجعل الجميع يتوقف من دون تردد لمجرد رؤيته. لوحة وعلبة ألوان وأنامل قدميها السحرية كل ما تحتاجه هيلة المحيسن التي ولدت بلا ذراعين لتحويل الخيال إلى واقع، وتبدع لوحة تشكيلية تشد الناظرين. على هامش المعرض الطبي المصاحب للمؤتمر الدولي لعلاج الحبل الشوكي الذي انطلق أمس، أخذت هيلة ذات الـ16 ربيعاً تتلاعب بريشتها راسمة اللوحة تلو الأخرى، لتثبت أنها حولت الفقد الذي عانته منذ ولدت إلى قدرة خاصة، أنموذجاً يحتذى لكل ذوي الإعاقة الحركية. تروي هيلة المحيسن لـ«الحياة» أنها بدأت مرحلة الاهتمام بموهبتها بالرسم منذ ثلاثة أعوام عندما كانت ترسم من خيالها صوراً إبداعية، وتقول إنها تحاول المزج بين الواقع والخيال، أو تصوير الخيال كأنه واقع تعيشه أمامها. عندما كانت في الـ13 من عمرها بدأت مع مدربتها شعاع الدوسري ترسم صورها بالرصاص والألوان الفحمية، لتفتح لها مدربتها باباً على عالم الرسم والألوان الشمعية، مستخدمة قدميها فقط، اللتين تمشي عليهما واثقة الخطوات. وتضيف المحيسن: «أستوحي من الخيال واقعاً أحاول أن أعيشه لحظة بلحظة، بعيداً من نظرات زميلاتي اللاتي بتن يرمقنني بنظرات الإنسانة الخيالية التي تتحدى كل ظروف الحياة وتنطلق واثقة». وراء هذه الموهبة الاستثنائية لا بد من داعم ومشجع، وفي حال هيلة كانت الأم والمعلمة شعاع، تقول والدتها لـ«الحياة» في نظراتها فخر يمتزج بالفرح: «منذ بداية دراستها في الصف الأول الابتدائي بدأت برسم خطوط على الورق، إضافة للكتابة والرسومات الخجولة، بعدها لاحظت حبها وتعلقها بالرسم، وبدأنا في الاهتمام بهذا الجزء من حياتها، لكي يكون مدخلاً لها لنسيان ما ولدت به من فقد لطرفيها، والآن أعتبر ابنتي من أحلى رسومات الحياة التي رسمها الله لي». أما المعلمة والمشجعة فكانت شعاع الدوسري مدربة الرسم والفنون التشكيلية فقالت إن من ينظر لهيلة الفتاة التي فقدت أطرافها منذ طفولتها، لا يرى على الإطلاق إنساناً يعاني من إعاقة جسدية، وهي تثبت مع الوقت أن الإعاقة لا تقف أمام تحقيق الأمنيات والطموحات». وتعد هيلة أحد أبرز الفنانين الصغار، فهي منطلقة نحو الحياة بلا خجل أو خوف، إنسانة اجتماعية من الطراز الأول محبوبة في فصلها، الكل يريد التقرب إليها كونها ذات تميز وطابع خاص يميزها عن بقية الطالبات في مدرستها الحكومية كما تقول المعلمة شعاع. المؤتمر العالمي لزراعة نخاع العظم والخلايا الجذعيةالأمير خالد بن سلطان