أنقرة: إشراك «الحشد» في تحرير الموصل لن يجلب السلام

  • 10/8/2016
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

لا يزال التوتر سيد الموقف بين أنقرة وبغداد، في وقت بدأت تسيطر مخاوف من أن يؤدي ذلك الى عرقلة معركة تحرير الموصل من تنظيم داعش التي من المقرر أن تنطلق في النصف الثاني من الشهر الجاري. صعدت تركيا، أمس، سقف تصريحاتها بشأن الأزمة المستجدة مع الحكومة العراقية حول وجودها العسكري في شمال العراق، رافضة اشراك فصائل "الحشد الشعبي" الشيعية في معركة تحرير الموصل، وذلك غداة اعتبارها أن وجودها العسكري في العراق هدفه منع أي تغيير في تركيبة السكان بالموصل، أكبر مدينة سنية عراقية. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إن بلاده ترفض مشاركة الفصائل الشيعية المنضوية في قوات الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل التي من المقرر ان تنطلق في النصف الثاني من الشهر الجاري. وقال جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي، إن إشراك "الحشد" في المعركة لن يحقق السلام، "لكن مشاركة القوات التي دربتها تركيا مهمة لنجاح العملية"، مضيفاً أن بلاده مستعدة لتدعم بشكل كامل طرد "داعش" من الموصل مركز محافظة نينوى. من ناحيته، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، إن تصريحات بغداد بشأن الوجود العسكري التركي في قاعدة بعشيقة قرب الموصل حيث تدرب مقاتلين عربا موالين للمحافظ السابق أثيل النجيفي وآخرين أكرادا تابعين لقوات البيشمركة الموالية لأربيل، "خطيرة واستفزازية". وقال يلدريم للصحافيين في أنقرة: "جنودنا ينفذون عملا مفيدا جداً في العراق ويحاربون ضد متشددي تنظيم داعش هناك". ميليشيا «العصائب» إلى ذلك، وبعد تصريح عالي السقف لرئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي قال فيه ان الوجود التركي لن يكون نزهة، هدد زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق" الشيعية المتشددة قيس الخزعلي أنقرة، مؤكداً أن "الحشد" سيشارك في المعركة. وقال الخزعلي، في خطاب متلفز أمام العشرات من أنصاره في محافظة بابل: "لن نسمح لإردوغان وقواته بالمشاركة في عملية تحرير الموصل"، مضيفا: "لا إردوغان ولا عائلة بيت النجيفي قادرون على منع مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل، وأن قوات الحشد الشعبي ستحبط مخطط تقسيم الموصل، كما منعت مخططات سابقة في الأنبار وصلاح الدين". وشن المرجع الشيعي محمد تقي المدرسي، أمس، حملة شرسة ضد تركيا. وقال المدرسي، في بيان، إن "من بيته من زجاج عليه ألا يرمي جاره بالحجارة"، مؤكدا أن "تركيا تعيش أزمة وجود مع مطالبات ثاني أكبر مكونات بلدهم الكرد المحترمين بحقوقهم". وأضاف مخاطبا الأتراك: "لقد خرجتم للتو من أعظم محنة حيث يقبع عندكم مئة ألف سجين بعد المحاولة الانقلابية وفيهم كبار المسؤولين ولا يجدر بكم أن تزيدوا الطين بلة في بلدكم وبلدنا"، مؤكدا أن "العراقيين سوف يعالجون الوضع في محافظة نينوى بالتي هي أحسن، بإذن الله، ولن يزيد تدخلكم الوضع إلا تعقيداً، والطائفية التي تثيرونها نار خبيثة ضد الجميع". وأشار المدرسي إلى "مواقف نواب الشعب الذين وحدهم التنديد بالتواجد غير المشروع للقوات التركية في البلاد"، ناصحا في الوقت نفسه بعض ساسة الموصل بألا يستأسدوا على شعبهم بالأجنبي. وطالب الجانب الأميركي في التحالف ضد الإرهاب بـ"القيام بدوره في إقناع الجارة المسلمة بعدم المضي في تأزيم الوضع في المنطقة، وذلك قبل تحرير نينوى"، مؤكدا أن "ذلك يحتم عليهم التعاون البناء وحفظ العلاقة الإيجابية التي نريدها بيننا وبين كل دول الإقليم". وخلص إلى القول إن "العراق بشماله وجنوبه مهد الأنبياء عليهم السلام ومنبت الحضارات ومقبرة الغزاة والطغاة، وتراه اليوم كيف يستطيل على التحيات". تعقيد الوضع وقال رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عثمان الغانمي، مساء أمس الأول، إن تواجد القوات التركية في الأراضي العراقية يعقد عملية الموصل، مشيرا إلى أن هناك مخاطر أمنية تتعلق باحتمال إصابة القوات التركية عن طريق الخطأ أثناء العمليات العسكرية بسبب عدم التنسيق، لأن بغداد تعتبر هذه القوات محتلة وغير شرعية. كردستان وفي تعقيد جديد، شدد مستشار مجلس أمن إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، على أن "المناطق التي تخضع حالياً لسيطرة قوات البيشمركة هي مناطق كردستانية"، مضيفاً أن "البيشمركة لن تنسحب من تلك المناطق، ولا يوجد سبب لكي تترك قوات البيشمركة هذه المناطق وتنسحب منها". وفيما يتعلق بعملية تحرير الموصل أوضح بارزاني، أمس الأول، أن "معركة استعادة الموصل ستكون صعبة"، مشيراً إلى أن "المعلومات المتوفرة تشير إلى نية تنظيم داعش في القتال والدفاع عن وجوده داخل المدينة، وأنه حفر الكثير من الانفاق فيها".

مشاركة :