عاش الجمهور ليلة ستظل عالقة في الأذهان في حفل الفنانة لينا شماميان الذي تميز بتنوع الألوان الغنائية، وأدائها الجميل. نظمت أكاديمية لوياك للفنون الأدائية (لابا)، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمعهد الفرنسي، حفلا للفنانة لينا شماميان على مسرح عبدالحسين عبدالرضا في السالمية. وتميز الحفل بجمال الوصلات الغنائية التي قدمتها، وتنوع الفنون والألوان الطربية التي مزجت بين العالمين العربي والغربي. إطلالة وأناقة أطلت شماميان وهي ترتدي فستانها الزاهي، وبكامل أناقتها، لتبدأ ليلتها الغنائية بتهليلة شجية بأغنية "لالا باي"، التي وجدت تفاعلا وتصفيقا من الحضور، وبعد انتهاء الأغنية قالت شماميان: "الأغنية قسم منها بالأرميني وهو "أرور" ، وللمرة الأولى أريد أن أروي قصة الأغنية، وهي خاصة بالكويت وحلب، وهو أن ابنة عمتي تمار التي عاشت في الكويت توفيت في الأحداث الأخيرة في حلب، وتلك التهليلة أهديتها لها، وقمت بكتابها باللغة العربية بعد ذلك لأن كل أطفال العالم يستحقون أن يناموا بسلام". على موج البحر وغنت شماميان أغنية "على موج البحر" والتي ترقرق فيها صوتها مثل حركة الماء المنسابة بهدوء وشاعرية، وإظهار لقدرتها الأدائية، ويشاركها الجمهور الذي لم يتوقف قط طوال الحفل عن الغناء والتصفيق، فتشعر وكأن صالة المسرح والمقاعد تهتز من شدة التفاعل مع الأغنيات التي قدمتها، فكانت أغنية "لما بدا يتثنى"، والتي غنتها بأسلوبها الخاص. ووسط الحضور المتحمس الذي كان يملأ المسرح، قالت شماميان إنها ستغني أغنية خصصت للأعراس من شمال شرق سورية، وفيها اختلاط في اللهجات ومنها اللهجة الجزراوية، وأيضا اللغة الكردية. ثم غنت أغنية "تخيل" لجون لينون، والتي أعادت إلى الأذهان زمن الفن الجميل. «ليلة» إدريس واستمرت شماميان في تقديم وصلاتها الغنائية بكل ثقة، وغنت وصلاتها الغنائية التي حركت معها قلوب الجمهور الذي لم يكف عن التفاعل. ومن الأغاني الخليجية الشهيرة التي غنتها، وهي لعبد الرب إدريس، "ليلة لو باقي ليلة" بإحساس مرهف واتسمت الأغنية بطابع رومانسي عذب انسجم معها الحضور، ثم غنت "بالي معاك"، التي تشارك معها الجمهور في غنائها، ومن ألبومها الأخير "غزل البنات" غنت "آخر العنقود" والتي تميزت بطابعها الرومانسي. وقالت شماميان للجمهور إنها ستطلق ألبومها الجديد "لونان" في حفلها الغنائي يوم السبت 22 الجاري. تراث سوري وألهبت وصلات شماميان حماس الحضور وهتافه بطابعها الغنائي وغنت "أسمر اللون"، ومن الأغاني التراثية السورية "قبل العشا"، و"يا مال الشام" و"عالروزانا". وشارك طلبة "لابا" في تقديم وصلات حركية ذات طابع تراثي في بعض الأغاني التي أدتها شماميان تتناسب مع أجواء وكلمات الأغنية. وبعد الحفل، صرحت شماميان لـ"الجريدة" قائلة: "كنت سعيدة جدا بتفاعل الجمهور، والكويت بلد جميل، وهذه زيارتي الأولى لها، وسعيدة بحضوري"، مضيفة أن هذا الحفل شهد توقيع ألبومها الأخير "غزل البنات"، لأنها لم تتمكن من إطلاقه بدمشق، و"في كل بلد أزوره أقوم بتوقيع الألبوم". ولفتت إلى أن الألبوم يضم مجموعة من الأغاني من تأليفها وتوزيعها، موضحة أنه شبيه بروح الألبوم الأول "شامات"، ولكن الموسيقى مؤلفة وليست تراثية، والروح الموجودة في الألبوم أقرب للشرقي الكلاسيكي، مع توزيع خفيف للجاز.
مشاركة :