بوتين: لا حاجة لعملية عسكرية في أوكرانيا الآن

  • 3/5/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي عبرت فيه سفينتا إنزال روسيتين مضيق البوسفور أمس في طريقهما إلى ميناء سيفاستوبول الأوكراني المطل على البحر الأسود، قال الرئيس الروسي بأنه لا يري ضرورة «الآن» لعملية عسكرية في أوكرانيا، واصفا تغير السلطة في كييف بالانقلاب غير الشرعي، ولقيت أوامر الرئيس الروسي للقوات الروسية المشاركة في تدريبات عسكرية غرب روسيا هذا الأسبوع بالعودة إلى قواعدها، ترحيبا من الجانب الألماني، فيما أجري سفراء حلف شمال الأطلسي (ناتو) مشاورات في بروكسل أمس، حول تطورات الوضع في أوكرانيا، وذلك للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، فيما طالب الرئيس الاوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش عبر رسالة بعثها إلى الرئيس الروسي بتدخل الجيش الروسي لاستعادة القانون والنظام في أوكرانيا، وهدد مسؤول روسي بتخلي بلاده عن الدولار كعملة احتياط، وعدم دفع القروض الأمريكية في حالة فرض واشنطن عقوبات اقتصادية عليها. قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء إنه لا يرى ضرورة الآن لعملية عسكرية في أوكرانيا، ووصف في مؤتمر صحفي بالعاصمة موسكو تغير السلطة في أوكرانيا بالانقلاب غير الشرعي واستيلاء مسلح على السلطة. وذكر بوتين أنه رغم أن لديه تفهما مبدئيا للرغبة في التغيير في أوكرانيا، فهو لا يؤيد الطريقة التي تم بها ذلك، وأضاف: «الشعب كان يريد تغييرا»، «وقد وافق الرئيس الأوكراني يانوكوفيتش خلال المفاوضات مع وزراء أوروبيين في الحادي والعشرين من فبراير الماضي على جميع مقترحات المعارضة، مؤكدا أن يانوكوفيتش هو الرئيس الشرعي لأوكرانيا. من جهته قال المبعوث الروسي في الأمم المتحدة أول أمس إن الرئيس الاوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش بعث برسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطلب منه استخدام الجيش الروسي لاستعادة القانون والنظام في أوكرانيا. وفي تصريحات للصحفيين بعد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي قال السفير الروسي فيتالي تشوركين مقتبسا من ترجمة غير رسمية لرسالة يانوكوفيتش «البلاد هوت في غمار الفوضى.»، واضاف «تحت تأثير الدول الغربية تفشت أعمال صريحة للإرهاب والعنف.» وتابع كلامه نقلا عن الرسالة قائلا «يضطهد الناس بسبب اللغة ولأسباب سياسية، ولذا أدعو رئيس روسيا السيد بوتين وأطلب منه استخدام القوات المسلحة لروسيا الاتحادية لإرساء الشرعية والسلام والقانون والنظام والاستقرار والدفاع عن الشعب الأوكراني». ومن جانبها رفضت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامانثا باور المزاعم الروسية بان الأوكرانيين الناطقين بالروسية معرضون للخطر في المنطقة الشرقية من هذه الجمهورية السوفيتية سابقا. وقالت باور لمجلس الأمن الذي عقد ثالث جلسة طارئة له بشأن أوكرانيا في أربعة أيام وهذه المرة بناء على طلب روسيا «لا دليل على ان السكان المنحدرين من اصل روسي معرضون للخطر». وأضافت باور قولها إنه «لا يوجد أساس قانوني» يسوع لروسيا تدخلها العسكري في أوكرانيا من خلال دعوة من رئيس وزراء منطقة القرم وقالت ان برلمان أوكرانيا هو وحده الذي يجوز له أن يفعل ذلك. وعلى الرغم من الانتقادات المتبادلة الشديدة التي تعيد الى الأذهان الحرب الباردة لم يتمخض اجتماع الاثنين عن نتيجة رسمية. إلى ذلك نقلت وكالات أنباء روسية عن متحدث باسم الكرملين قوله أمس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر القوات المشاركة في تدريبات عسكرية هذا الأسبوع بالعودة إلى قواعدها، وهو الأمر الذي رحبت به ألمانيا علي لسان وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير الذي قال:» أرحب بعودة القوات الروسية التي شاركت في تدريبات عسكرية في غرب روسيا إلى قواعدها، غير إنه ليس لدي تأكيد رسمي لهذه الخطوة، وحذر شتاينماير من استمرار تصاعد النزاع في أوكرانيا وإراقة المزيد من الدماء في البلاد. من جهته قال مساعد بالكرملين أمس إن موسكو قد تضطر إلى التخلي عن الدولار كعملة احتياط وترفض دفع أي قروض إلى البنوك الأمريكية إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على روسيا بسبب أوكرانيا. وأضاف سيرجي جلازييف مستشار الكرملين الذي تستخدمه السلطات كثيرا لإظاهر مواقف متشددة لكنه ليس صانع قرار أنه إذا جمدت واشطن حسابات شركات روسية أو أفراد فإن موسكو ستوصي كل حملة سندات الخزانة الأمريكية ببيعها. وفي تصعيد عسكري قالت وكالة أنباء الاناضول التركية الرسمية إن سفنينتي إنزال روسيتين عبرتا مضيق البوسفور أمس في طريقهما إلى ميناء سيفاستوبول المطل على البحر الاسود بعد ان سحبتهما روسيا من عمليات للبحرية في شرق البحر المتوسط. وأجرى سفراء حلف شمال الأطلسي (ناتو) مشاورات في بروكسل أمس، حول تطورات الوضع في أوكرانيا، وذلك للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام. وعقد مجلس الحلف جلسته بناء على طلب من بولندا العضو في التكتل العسكري، والتي استندت في طلبها إلى الفقرة الرابعة من معاهدة الحلف، وتنص هذه الفقرة على إجراء مشاورات لمجلس الناتو في حال رأت دولة عضو تهديدا لسلامة أراضيها، أو استقلالها السياسي أو أمنها. وجاءت الدعوة البولندية بعد التصرفات الروسية في جمهورية القرم ذاتية الحكم، التابعة لأوكرانيا. من جهته قال رئيس وزراء جمهورية القرم ذاتية الحكم التابعة لأوكرانيا سيرغي أكسيونوف « إن الاستفتاء على وضع شبه الجزيرة قد يجري قبل الثلاثين من شهر مارس المقبل». ونقلت وسائل إعلام روسية عن أكسيونوف تأكيده في مؤتمر صحفي في سيمفروبل أن القرار النهائي حول موعد إجراء الاستفتاء سيتخذ في جلسة المجلس الأعلى للقرم المقرر إجراؤها قبل نهاية الأسبوع الجاري وسيشارك رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسنيوكمن في أعمال القمة الطارئة على مستوى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الـ28 يوم الخميس المقبل في بروكسل حسبما أعلن رئيس المجلس الأوروبي هرمن فان رومباي. وستركز القمة أعمالها على بحث سبل دعم أوكرانيا وبلورة موقف مشترك للتعامل الأوروبي مع روسيا.

مشاركة :