هبوط تاريخي للجنيه الاسترليني أمام الدولار خلال 31 عاما

  • 10/8/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هبط الجنيه الاسترليني أمس في التعاملات الآسيوية إلى أدنى مستوى له خلال 31 عاما في مقابل الدولار، وخلال سبع سنوات في مقابل اليورو، مواصلا تراجعا بدأه الأسبوع الحالي وسط مخاوف من خروج قوي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهبط الجنيه الاسترليني إلى 1.1841 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ عام 1985، قبل أن يتعافى قليلا ليصل إلى 1.2470، وكان يحوم في وقت سابق حول 1.26 دولار. وتراجعت العملية البريطانية أيضا أمام اليورو الذي لامس لفترة وجيزة 94.15 بنسا في الوقت نفسه، في مقابل 88.42 بنسا في وقت سابق، وهو المستوى الأدنى منذ بداية عام 2009. ونقلت وكالة "بلومبرج نيوز" عن سماسرة قولهم إن هذا التراجع الاستثنائي، الدقيق جدا، قد يكون ناجما عن أوامر تلقائية، في سياق انخفاض السيولة مع بداية التعاملات، وذكر البعض احتمال وجود خطأ بشري. وأشار آخرون إلى تصريحات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي دعا البارحة الأولى إلى الحزم مع لندن في المفاوضات المستقبلية حول خروجها من الاتحاد الأوروبي. ويدل تدهور الجنيه الذي بدأ منذ الإثنين الماضي على تجدد المخاوف حول قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعدما أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الأحد، أنها تريد تفعيل آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية آذار (مارس). وأثار خطابها مخاوف لدى المستثمرين من "خروج قاس من الاتحاد الأوروبي" أي من دون تسوية مع بروكسل، ما قد يشكل أسوأ سيناريو لأوساط الأعمال مع احتمال خسارة إمكانية الوصول إلى السوق الموحدة. وبحسب وكالة الأنباء "فرانس برس"، فقد أعلن بنك إنجلترا أنه يدرس ما جرى وأثر على الجنيه الذي لم يتعرض لأي هزة منذ الإعلان عن اختيار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي في 23 حزيران (يونيو) وخسارته 10 في المائة حينها. وانتقلت عدوى الريبة إلى الدين البريطاني، حيث يبيع المستثمرون سنداتهم متسببين بزيادة نسبة الاقتراض، ولكن يبدو أن البورصة تقاوم؛ إذ ارتفعت بورصة لندن قليلا في حين لم تسجل بورصتا باريس وفرانكفورت سوى بعض التراجع. من جهته، قال المحلل سايمون سميث لدى "إف إكس برو" إن "التدهور الخاطف للجنيه (في بداية التعامل في آسيا) هي نقطة النقاش الرئيسة في الأسواق، في حين أنه وكما هي الحال في مثل هذه الأوضاع فإن السبب الحقيقي لهذا الانخفاض السريع ليس واضحا". فيما قال جيفري هالي المحلل لدى "أواندا"، إنه "للأسف تناقلت وسائل الإعلام هذه التصريحات خلال فترة ضبابية ما بين إغلاق نيويورك وفتح أسواق آسيا، في وقت تكون فيه السيولة دائما محدودة، مضيفا أنه "خلال دقائق، انهار الجنيه من خلال عمليات بيع مبرمجة أحدثت ظاهرة كرة الثلج نظرا لقلة النشاط في السوق". وسواء كان السبب فنيا أم لا، ينظر البعض إلى هذا التدهور باعتباره محتوما بعد أن بات الطلاق الاقتصادي يرتسم بوضوح مع بروكسل، الذي سينعكس سلبا على أوساط الأعمال مع إمكان حرمان بريطانيا الدخول إلى السوق المشتركة. وقال يوسوكي هوسوكاوا من بنك سوميتومو ميتسوي تراست، "كان حدوث مثل هذا التدهور الكبير مسألة وقت ليس إلا"، مضيفا "تراكمت العناصر السلبية حتى انهار السد.. لم نشهد بعد الأسوأ، بعد الآن قد نشهد تحطيم الرقم القياسي المسجل خلال 31 سنة" أمام الدولار.

مشاركة :