ما إن صدر التوجيه الكريم بإعادة دراسة لائحة الوظائف التعليمية بشكل شامل بما يحقق رفع كفاءة الأداء والإنفاق؛ حتى تسابق المتشائمون والشانئون والسوداويون بالتبشير بخفض رواتب المعلمين لكونهم يحصدون رواتب عالية وميزات ظاهرة بحسب زعمهم. وتسابقوا لإظهار قصور المعلمين والتندر بطول إجازاتهم والراحة في أعمالهم.. وعليه وعلى ضوء مضمون التوصية يتعين الوقوف على النقاط التالية: أولاً: إن التوصية صدرت بدراسة اللائحة بشكل شامل لما يعترض هذه اللائحة من ملاحظات وإشكالات تمثلت في تسكين الوظائف على المستويات، وعدم تمثلها لكل المؤهلات. وثانيهاً: إن التوصية تهدف إلى رفع كفاءة الأداء والإنفاق؛ وهذا يؤكد التوجه نحو التطوير والتحسين وذلك لا يقتضي خفض الرواتب بالضرورة، وإنما ترشيد وعقلنة الإنفاق بما يحقق جودة الأداء. ثالثاً: إن كل إنفاق لا يحقق العائد المتوخَّى منه هدر يجب إيقافه فوراً لعدم جدوى استمراره، مع أهمية دراسة أسباب عدم تحقيق العائد المتوخى وما يقتضيه التحسين من اتخاذ قرارات ليس بالضرورة أن تكون بالخفض؛ بل ربما دفعت إلى الزيادة لا الخفض مع ربط ذلك بالأداء. رابعاً: إن عمل المعلم رسالة قبل أن يكون وظيفة.. وبدلاً من التندر عليه والمناداة بخفض راتبه فهو بحاجة إلى تعزيز الدور وتعظيم الرسالة التي ينهض بها.. ولا يحسبن أحدٌ ما أن عمله سهل يسير كما يبدو عن بعد.. وإنما هو مسؤولية كبرى ومهمة جسيمة لا تقل عن جندي على حد ملتهب. وحسبك أن وجه الغد للأوطان يتشكل على يديه!! خامساً: لما ينهض به المعلم من مهام فلا يستغرب تميز راتبه وبلوغه الحد الأعلى قياساً بالوظائف الأخرى. كما لا يستغرب التطلع إلى زيادة راتبه لا سيما أن رواتب المعلمين لم تعد الأبرز حالياً بعد أن أصبحت رواتب بعض القطاعات أعلى منها، شريطة أن يربط ذلك بما يحققه من أداء متميز يسهم في تحقيق رسالته. وأخيراً فإن الأداء جاء سابقاً للإنفاق في التوصية وهو ما يؤكد الحرص على تحسين معدلات الأداء وربط الإنفاق لاحقاً بذلك.. ولو أدى إلى زيادة العلاوة السنوية للمتميزين وخفضها أو حجبها عن المقصرين. نبضة إجلال: إني المعلم قد ورثت رسالة شرفت.. فطه قدوتي ومناري.
مشاركة :