تشامبرلين: عازم على تعويض ما فات

  • 10/8/2016
  • 00:00
  • 39
  • 0
  • 0
news-picture

ليس من المعتاد أن يبدأ لاعب كرة قدم مقابلة صحافية تجرى معه بإخبار مجموعة من الصحافيين أمامه بأنه افتقدهم، ولو أن هذه العبارة صدرت عن شخص آخر بخلاف أليكس أوكسلاد تشامبرلين لم يكن عاشقو السخرية ليتركوا هذه العبارة تمر بسلام، إلا أنه بالنظر إلى أن اللاعب استبعد من تشكيل المنتخب الإنجليزي الأول والوحيد بقيادة سام ألاردايس بعد تحطم آمال المنتخب خلال بطولة «يورو 2016»، فإنه ربما كان صادقًا بالفعل. كان الانطباع الأكبر الذي خرجنا به من المقابلة أننا أمام لاعب سعيد بالعودة لكل شبر في سانت جورجيز بارك، معقل تدريب المنتخب الإنجليزي، بعد أن استدعاه المدرب الجديد غاريث ساوثغيت للمشاركة في مباراتي التأهل لبطولة كأس العالم أمام مالطة وسلوفينيا. وبدأ تشامبرلين عاقدًا العزم على تعويض ما فاته من وقت بعيدًا عن صفوف المنتخب. جدير بالذكر، أنه كان واحدًا من العناصر المشاركة بانتظام في التشكيل الأساسي في ظل قيادة روي هودجسون لتدريب المنتخب في أي وقت كانت لياقته البدنية تسمح بالمشاركة، وجاء قرار سام ألاردايس بإقصائه عن التشكيل خلال رحلة المنتخب الشهر الماضي إلى سلوفاكيا بمثابة صدمة. ومع ذلك، لا يحمل تشامبرلين بداخله أي ضغينة تجاه الرجل الذي خسر منصبه مدربا للمنتخب في ظل ظروف استثنائية. من جانبه، لم تتح لتشامبرلين فرصة الحديث إلى ألاردايس بخصوص استبعاده من المنتخب، وشدد على أنه لا ينبغي استخلاص أي رسائل ضمنية من الصور التي ظهرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي له وهو يمارس تدريبات رياضية داخل إحدى صالات التدريب خلال العطلة الدولية الماضية. وعلق على ذلك بقوله «لا أعتقد أن سام لديه حساب على موقع إنستغرام». ورغم الألم الذي استشعره لاعب خط وسط آرسنال لبقائه في إنجلترا بينما كان المنتخب يبدأ لقاءات التأهل لبطولة كأس العالم لعام 2018، فإنه تعامل مع الأمر على النحو الصائب. قال تشامبرلين «لقد كان ذلك دفعة قوية نحو العمل بالنسبة لي. لقد شاركت مع المنتخب الإنجليزي منذ أن كنت في الـ18، ورغم أنني لم أتعامل مع الأمر باعتباره أصبح مضمونًا للأبد، تبقى الحقيقة أنه أصبح جزءًا من موسمي، أن ألعب لحساب آرسنال ولحساب إنجلترا. وكانت تلك بمثابة هزة شديدة لي». ويتطلع تشامبرلين، لاعب وسط آرسنال، لإثبات ذاته في المنتخب الإنجليزي بعدما غاب عن الفريق لمدة عام. وقال أوكسلاد تشامبرلين «ألعب في المنتخب الإنجليزي منذ أن كنت في الثامنة عشرة من عمري، وقد صرت الآن في الثالثة والعشرين؛ لذا يتحتم عليّ اللعب وتقديم كل ما بوسعي لكي أنال فرصة تمثيل المنتخب الإنجليزي». وأضاف: «العودة للقائمة تجعلني أدرك كم أن الأمر استثنائي، وهو أمر أريد المحافظة عليه خلال المستقبل القريب». وأوضح أن هناك الكثير من اللاعبين الشباب الآن يؤدون بشكل جيد حقا، وليس من السهل الانضمام إلى المنتخب. وكان هذا اعترافًا مثيرًا من جانب تشامبرلين الذي اضطر إلى التعامل مع عدد ليس بالهين من النكسات على مدار مشواره بالملاعب الذي توقف مرات عدة. ونادرًا ما تمكن تشامبرلين من المشاركة في سلسلة متتالية من المباريات، وتجلت أقسى المفارقات في فقدانه فرصة المشاركة ببطولة «يورو 2016» لاستغلاله يوم عطلة في بناء لياقته البدنية من خلال التدريب مع فريق الناشئين في مايو (أيار)، بعد أن كان قد تعافى لتوه من إصابة في ركبة تعرض لها أمام برشلونة في فبراير (شباط). بعد عامين من تعرضه لإصابة بالركبة اليمنى خلال مباراة ودية قبل بطولة كأس العالم الأخيرة، تخلى عنه الحظ مجددًا، عندما أصيب في الرباط الإنسي واضطر إلى الخروج من الملعب وهو يصرخ من الألم. وبطبيعة الحال، كان لتلك الفترات الطويلة من الغياب عن الملاعب تأثيرها في مشواره. وقد بدأ تشامبرلين فترة الاستعداد للموسم الجديد عاقدًا العزم على العمل بجد أكبر عن أي وقت مضى. وفي الوقت الذي اعتقد أن مستوى لياقته البدنية جيد مع فريقه خلال بداية الموسم، بدا ألاردايس غير مقتنع بأدائه. وربما تمثل فكرة اتخاذ ساوثغيت وجهة نظر مخالفة حيال اللاعب مفاجأة، خصوصا أنه رغم المهارات الواضحة التي يتمتع بها تشامبرلين، السرعة الكبيرة والتمريرات الذكية، فإنه لا يزال عاجزًا عن تقديم أداء متناغم على مدار فترة طويلة. وخلال الأسابيع الماضية، شارك تشامبرلين بصفته بديلا مع آرسنال، وليس من الصعب تفهم السبب وراء تساؤل آرسين فينغر ما إذا كان لدى اللاعب إيمان بقدراته. وأضاف مدرب آرسنال «من الصعب رصد أي مهارة تنقصه، لكن ربما هو نفسه لا يصدق تمامًا إلى أي مدى يمكنه تقديم أداء مبهر». خلال المقابلة، رجع تشامبرلين، الذي كان قد تحدث مع فينغر عن الجانب الذهني للمباريات، بظهره إلى الخلف وتناول رشفة ماء لدى إلقاء تصريح فينغر على مسامعه. وعلق بقوله «من الواضح أن هناك فترات في مشوارك المهني يتشكك خلالها الآخرون في قدراتك. وعلى امتداد المسيرة، تكون في مستوى جيد وأحيانًا في مستوى رديء، وتتعرض أحيانًا لانتقادات، ومرات أخرى للإشادة. وتمر بفترات تجاهد خلالها لتحديد ما ينبغي أن تنصت إليه، وما ينبغي ألا تمنحه كثيرا من الاهتمام. وسأكون كاذبًا لو أنني زعمت أنه لم تمر علي لحظات فقدت خلالها الثقة بنفسي بعض الشيء، لكن الناس المحيطين بي والمقربين مني كانوا هم من ينبهونني إلى أن أدائي اختلف قليلاً ولم يعد بالثقة التي كان عليها». واستطرد بأنه «بعد ذلك، كنت ألقي نظرة أكثر إمعانًا على أدائي وكيف اعتدت اللعب وكيف يمكنني أن أصبح أكثر إيجابية، وكانت هناك أوقات بحثت خلالها عن خيارات أبسط، ويعتبر هذا جزءا من التطور والتعلم كوني لاعبا صغير السن. وبالنسبة لسؤال: هل أؤمن بنفسي؟ نعم، بالتأكيد، لكن تبقى هناك الكثير من العوامل الخارجية من حولك، مثل حجم مشاركتك باللعب وكيف تشارك. إلا أنني تعلمت أن أسير مع تيار الحياة».

مشاركة :