أوصى عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المسلمين بتقوى الله عز وجل, وأن يتعاونوا فيما بينهم على البر والتقوى. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: أيها المسلمون في هذا الشهر العظيم يوم عظيم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وأغرق فرعون وملأه فصامه موسى شكراً لله سبحانه وتعالى على أن أنجاه الله من ذلك اليوم، فالمشروع صيام ذلك اليوم وفضله عظيم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قدم إلى المدينة لما رآهم يصومون يوم عاشوراء، قال ما هذا اليوم, قالوا هذا يوم أنجى الله فيه موسى وقومه فصامه موسى شكراً لله سبحانه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتسب على الله أن يكفر سنةً ماضية. وأكد الدكتور آل الشيخ أن صيام عاشوراء له فضل عظيم، وصيامه سنة وليس بواجب، وقد انتشرت بعض البدع في ذلك اليوم، فمن ما أحدثه الناس في هذا اليوم الاختضاب والاكتحال والاغتسال وصناعة طعام في ذلك اليوم والتوسعة على الأهل والأولاد، وأن هذه بدع لم يرد بها نص صحيح، وكذلك ما يفعله بعض المبتدعة من تخصيص أذكار في ذلك اليوم، كذكر عاشوراء ويقولون هذا مخصص بذلك اليوم. وتناول آل الشيخ في خطبته أيضاً بعض البدع ومنها ما يفعله المبتدعة من ضرب الخدود وشق الجيوب وإسالة الدماء, مبيناً أنها بدع لم يرد فيها أحاديث صحيحة, وإنما وردت بها أحاديث موضوعة أو ضعيفة, والسنة هي صيامه, وصيامه ليس بواجب ولكنه سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم, ويقول ابن القيم رحمه الله: إن مراتب صيام عاشوراء ثلاثة الأول أن يصوم يوم قبله ويوماً بعده وهو أكملها، والثاني أن يصوم اليوم التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث، والثالث هو صيام عاشوراء مفرداً، والأحوط للمسلم أن يصوم الثلاثة أيام حتى يتقين أنه صام يوم عاشوراء. وذكر عدداً من الوقفات في يوم عاشوراء ومنها أن يوم عاشوراء يوم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه، قال ابن عباس رضي الله عنهما: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجدهم يصومون عاشوراء، قال ما هذا اليوم؟، قالوا يوم أنجى الله فيه موسى ومن معه وأغرق فرعون وملأه فصامه موسى شكراً لله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نحن أحق بموسى منهم، فصامه النبي وأمر بصيامه, مبيناً أنه في يوم عاشوراء يجب مخالفة الكفار وهي من أعظم مسائل المعتقد، يقول صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم، قال شيخ الإسلام رحمه الله: وأقل درجاته هو التحريم، وإن كان ظاهر النص كفر فاعله. ومن الوقفات التي تناولها آل الشيخ أن اليهود عللوا بأنهم صاموا يوم عاشوراء إتباعاً لموسى عليه السلام، فصامه النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا تتوحد المشاعر والقلوب مع البعد الزماني والمكاني, قال تعالى إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون. وأكد أن عبادتنا في الشرع مبنية على الإتباع لا الابتداع، فلا يجوز للمسلم أن يشرع أمراً من الأمور ما لم يرد به نص شرعي، فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وشدد على تنشئة الأبناء تنشئة خير على العبادة وعلى طاعة الله سبحانه وتعالى فالطفل عند تنشئته على طاعة الله يكبر على ذلك حتى يتعود على طاعة الله سبحانه وتعالى, ولنذكر أبناءنا في هذا اليوم على نصر الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام ونذكرهم بهذه النعمة العظيمة ونذكرهم بهذه المنة الكبرى وهي أن الجبار مهما بلغ من القوة ومهما بلغ من الطغيان وبلغ فإن الله سيهلكه قال الله سبحانه وتعالى: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. وأشار إلى أن يوم عاشوراء تذكير للمتقين وموعظة للظالمين، تذكير للمتقين كيف أنجى الله موسى وأهلك فرعون وملأه، وموعظة للظالمين كيف أهلك الله أشياعهم من المجرمين, ويوم عاشوراء يوم أنجى الله فيه المستضعفين من المؤمنين.
مشاركة :