يواصل العنابي الأول تدريباته عشية استعدادا للمواجهة المصيرية التي تجمعه بمنتخب سوريا بعد غد الثلاثاء في الجولة الرابعة من المرحلة الحاسمة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 بعد العودة من سوون الكورية الجنوبية حيث واجه أمس الأول منتخبها المحلي في الجولة الثانية وهي المواجهة التي انتهت بخسارة العنابي بهدفين لثلاثة. وقام الجهاز الفني للمنتخب أمس بضم احمد علاء لاعب الريان، كما عاد للتدريبات اللاعبين محمد موسى واسماعيل محمد. ويعمل الجهاز الفني بقيادة خورخي فوساتي على إصلاح الهفوات الكبيرة التي ظهرت في مباراة كوريا الجنوبية الأخيرة سواء تلك التي تنبه لها خلال المباراة أو تلك التي لم ينتبه إليها بما فيها الثغرة القاتلة في الجانب الأيمن من الدفاع تفاديا لتكرار الأمر في مواجهة سوريا الحاسمة باعتباره مفترق طرق حيث لم يعد مسموحا للعنابي بالتعثر من جديد وإلا فإن تدارك الموقف سيصبح مستحيلا بما في ذلك المنافسة على المركز الثالث. واحدة من الأمور التي يتوجب على الجهاز الفني إيجاد حلول لها وهي ضعف حضور اللاعبين عند مواجهة الضغط من المنافس والمعلوم أن تجربة اللاعبين ومدى قدرتهم على التحمل تكون عند تعرضهم للضغط وهو ما فشلوا فيه في المباراة السابقة ولم يقتصر الأمر على تحمل الضغط فقط بل حتى ردة الفعل كانت دون مستوى التطلعات من فريق خسر مرتين ويتطلع لتصحيح وضعه في المجموعة الأولى والأدهى من ذلك أنه عجز عن التسجيل أمام فريق لعب بعشرة لاعبين أكثر من 25 دقيقة. العنابي يقبع في المركز الأخير للمجموعة الأولى دون نقاط متخلفا عن منتخب سوريا أقرب منافسيه بأربع نقاط وسيكون في مواجهة مباشرة مع الأخير بعد غد الثلاثاء لذلك فلا خيار أمامه سوى الفوز لأن أي نتيجة غير ذلك تعني خروجه من سباق التنافس على المراكز الثلاثة الأولى بنسبة كبيرة وهو أمر يمكن تجنبه في الوقت الراهن شريطة أن يحقق الفوز في انتظار معرفة نتائج باقي المنافسين. ويعتبر العامل النفسي واحدا من أهم العوامل التي يأخذها الجهاز الفني بعين الاعتبار في هذه المرحلة من التحضير تجنبا لتسلل اليأس إلى اللاعبين تفاديا لإنزال الأيدي مبكرا خاصة أن الأمل قائم ما دام الصراع مستمرا على 21 نقطة كاملة في المباريات السبع المتبقية فلو حقق ست نقاط في نهاية مرحلة الذهاب فسيكون مؤشرا إيجابيا على أساس أن يكون التعامل مع المرحلة المقبلة مختلفا لأنها ستكون الأصعب مع انطلاق مبارياته نهاية مارس المقبل. إذا كان فوساتي قد ارتكب بعض الأخطاء في مباراة كوريا فإن الأمل معقود عليه لتدارك الموقف ما دام أنه سيبرر ذلك بضيق الوقت الذي استلم فيه المهمة ودقة المرحلة التي يوجد فيها العنابي لكن قراءة جيدة لمباراة كوريا ودراسة متأنية لأداء سوريا في التصفيات يمكن أن تجعله يعيد قاطرة المنتخب إلى السكة الصحيحة. 19 لاعباً شاركوا في 3 مباريات مؤشرات غياب الاستقرار الفني في المنتخب شارك في المباريات الثلاثة للعنابي تسعة عشر لاعبا منهم من شارك أساسيا في المباريات كلها ومنهم من شارك أساسيا في لقاءين أو لقاء واحد ومنهم من كان احتياطيا دخل وقت اللزوم حسب حاجة الجهاز الفني. واحدة من أبرز الملاحظات هو اعتماد الجهاز الفني على ثلاثة حراس في المباريات الثلاث حيث اعتمد كارينيو على كلود أمين ليكومت في مباراة إيران الأولى ويمكن تفهم موقفه عندما غيره في المباراة الثانية بسبب أخطائه المؤثرة في المباراة فكان البديل عمر باري في المباراة الثانية أمام أوزبكستان فوقع اختيار فوساتي على سعد الشيب في المباراة الثالثة وهو اختيار يمكن تفهمه كذلك بسبب غياب عمر باري عن مباريات فريقه بسبب خلافات مالية. من بين جميع اللاعبين ثلاثة لاعبين فقط شاركوا في المباريات الثلاث كاملة ويتعلق الأمر بكل من بوعلام خوخي وأحمد ياسر وسيباستيان سوريا فيما لم يخض الباقون مباراتين كاملتين على الأقل وهو ما يطرح مشكل غياب الاستقرار في تشكيلة العنابي وعدم اقتناع الجهاز الفني ببعض اللاعبين بعد كل مباراة بسبب تفاوت أدائهم من مباراة لأخرى. ويعتبر الهيدوس ثاني أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات حيث خاض لقاءين كاملين واكتفى بـ72 دقيقة في مباراة أوزبكستان. ثالث أكثر اللاعبين مشاركة هو كريم بوضياف حيث شارك في لقاءين كاملين فيما اكتفى بـ26 دقيقة في المباراة الثالثة أمام كوريا يأتي خلفه عبدالكريم حسن الذي خاض مباراة إيران كاملة فيما لعب 81 دقيقة من مباراة أوزبكستان و64 دقيقة من مباراة كوريا أما لويس مارتن فغاب عن مباراة أوزبكستان ولعب لقاءي إيران وكوريا كاملين. المثير في الموضوع هو مشاركة رودريجو تاباتا في المباريات الثلاث حيث خاض مباراة كوريا الأخيرة كاملة رغم أنه لم يكن مقنعا لا فيها ولا في اللقاءين السابقين أمام إيران وأوزبكستان فكان حضوره مثار تساؤلات الجمهور الرياضي الذي وجه له انتقادات لاذعة خاصة أن عمره المعلن هو 36 سنة. أن يعمد الجهاز الفني إلى تغيير في التشكيلة من مباراة لأخرى فهو دليل على عدم اقتناعه بأداء اللاعبين وسعيه الدائم للحصول على التشكيلة المثالية حتى لو تعلق الأمر بمدربين تناوبا على تدريب المنتخب لأن فوساتي يعرف اللاعبين معرفة جيدة ويعتبر هذا الأمر مؤشرا سلبيا بالنسبة لمنتخب وصل إلى المرحلة الحاسمة من تصفيات مونديال 2018. وقد شارك في المباريات الثلاث الأولى للعنابي 19 لاعبا بنسب متفاوتة من الدقائق ويتعلق الأمر بكل من كلود أمين وعمر باري وسعد الشيب ولويس مارتن وعبدالكريم حسن وعلي أسد ورودريجو تاباتا وبيدرو ميغيل وحسن الهيدوس وبوعلام خوخي وأحمد ياسر وكريم بوضياف وسيباستيان سوريا ومحمد موسى وأكرم عفيف ومحمد كسولا وأحمد عبدالمقصود وإسماعيل محمد وإبراهيم ماجد. وليس مستبعدا أن يعمد فوساتي إلى إجراء تغييرات في تشكيلة العنابي في مباراة الثلاثاء بناء على تقييمه لأداء اللاعبين الذين وضع فيهم ثقته في أول مباراة له مع العنابي بعد تسلم ملف المنتخب الأول من جديد.;
مشاركة :