قام وفد رفيع المستوى من الهلال الأحمر القطري مؤخرا بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية للمشاركة في مؤتمر «ما بعد القمة العالمية للعمل الإنساني»، الذي نظمه الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر على مدار 3 أيام في إقليم ديهونج بمقاطعة يونان جنوبي الصين، وذلك بالتعاون مع كل من الجمعية الوطنية الصينية والمركز الدولي للبحوث والتطوير التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية. مثل الهلال الأحمر القطري خلال هذا المؤتمر سعادة المدير التنفيذي السيد فهد بن محمد النعيمي، الذي شارك إلى جانب ممثلين للاتحاد الدولي والجمعيات الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادي، وذلك بهدف الوصول إلى فهم أعمق للقضايا والتحديات التي تواجه العمل الإنساني، ومواصلة التمعن في التساؤلات الهامة التي أثيرت خلال مؤتمر القمة العالمية الأول للعمل الإنساني بمدينة اسطنبول التركية، واستكشاف ما ينبغي اتخاذه من إجراءات حيالها. وقد ركز المؤتمر على جملة من الموضوعات الهامة، من بينها الوقوف على التحديات الإنسانية الأكثر إلحاحا التي تواجه منطقة آسيا والمحيط الهادي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسبل التعاطي مع تلك التحديات، واكتساب قدرة أكثر شمولية وتشاركية لتلبية احتياجات الفئات الأكثر ضعفا، وتمكين المجتمعات من استيعاب المخاطر والتصدي للصدمات، وخلق ثقافة تقوم على السلامة والوقاية على مستوى المنطقتين، وطرح تصورات قائمة على القيادة والنتائج لرفع قدرة المجتمعات على الصمود أمام الكوارث إلى مستوى أعلى، وتحديد الاعتبارات الملموسة لتوزيع المساعدات محليا والربط بين الجهود المحلية والإقليمية والدولية ضمن تصور أكثر تكاملا وتنسيقا، وكيفية وضع حد للنزاعات القائمة في منطقة آسيا والمحيط الهادي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والحيلولة دون وقوع نزاعات أخرى مستقبلا، وتسهيل عملية الاستثمار والمشاركة لعدة أعوام من أجل الوصول إلى نتائج مرضية وتحقيق أثر قابل للاستمرار. وقدم النعيمي خلال مشاركته في هذا المؤتمر رؤية الهلال الأحمر القطري فيما يتعلق بمستقبل تطوير العمل الإنساني، وتكامل الموارد فيما بين مناطق العمليات الإنسانية، ووضع نموذج للعمل الإنساني مبني على جانب الطلب، والتكامل بين العاملين في المجال الإنساني بحيث يتم تكوين شبكة دولية أكثر فعالية في الاستجابة للاحتياجات المختلفة في المجال الإنساني، وتسهيل الاستثمار والتدخل متعدد المستويات من أجل الوصول إلى تنمية مستدامة في العمل الإنساني. وقد تخللت المؤتمر كلمات ألقاها عدد من الخبراء المشاركين ومداخلات قام بها خبراء العمل الإنساني وممثلي الجمعيات الوطنية، مما ساهم في إثراء المناقشات، وخرج الحاضرون في نهاية المؤتمر بمجموعة من التوصيات الختامية والمبادرات المحددة التي يتم العمل حاليا على تداولها بين جميع الأطراف المعنية، من أجل وضعها موضع التنفيذ في صورة برامج قابلة للتطبيق، بما يقود بدوره إلى الارتقاء بالعمل الإنساني ورفع كفاءته.;