يترقب الناس تطبيق القرار المقترح من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بإغلاق المحلات الساعة التاسعة ليلاً.. بعد دراسات وورش عمل تمت بين الوزارة والقطاع الخاص لمعرفة المردود الإيجابي للقرار على المواطن... هذا القرار الذي لم يطبق بعد يستحوذ قبل تطبيقه على اهتمام المواطن العادي قبل التاجر أو صاحب المحل الذي سيترتب عليه عقوبات في حالة مخالفته للقرار أو عدم التزامه بتطبيقه .. حيث إنه وفقاً للتنظيم الجديد الذي يلزم المحلات التجارية بالإغلاق عند الساعة التاسعة ليلا ً.. ستفرض عقوبات على المخالفين والذين لا يلتزمون بالقرار تتضمن الإغلاق والغرامة .. بحيث يغلق محل المخالف عدة أيام ويغرم صاحبه عشرة آلاف ريال .. فيما ستكون هناك استثناءات من هذا القرار ومنها المنطقة المركزية في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة ... إضافة إلى المراكز الترفيهية ومدن الملاهي ومراكز الألعاب والمطاعم والمقاهي .. ! بالنسبة للمطاعم والمقاهي تغلق عند الساعة ١٢في الأيام العادية ونهاية الأسبوع عند الساعة الواحدة صباحاً.. وينطبق ذلك على الملاهي وأماكن الترفيه... هذا القرار الذي يتداوله الناس منذ أكثر من عام ويتوقفون أمامه ويفندون سلبياته وإيجابيته .. ليس قراراً غريباً أو قرارا يبتعد عن الواقعية .. أو أننا سوف نطبق قراراً لا تطبقه أي دولة في العالم ... أو اننا استثناء في سن وتطبيق القرارات التي تتعلق بالتجارة والسوق..! ففي أغلب دول العالم وبالذات أوروبا وتركيا مثلا ً تغلق المحلات عند الساعة السابعة ويوم الأحد أغلبها لا تفتح .. وهذا الإغلاق فعلياً ومعتاد ولا تستغربه .. على الإطلاق ... حتى المولات الكبيرة والسوبر ماركت لا تتأخر لمنتصف الليل .. وتجد أغلب الناس يتسوقون نهاراً ... أو بعد الظهر ... والمطاعم لمن يسافرون تغلق منتصف الليل وبشكل اعتيادي لا نتوقف عنده ولا نستغرب لماذا أغلقت ؟؟ والسبب أنك تتعامل مع العادي والذي نستغربه هنا.. إن طُبق .. المشكلة أننا عندما نقيّم أو نحلل نفصل بيننا وبين الآخرين بصفتنا مجتمعا له خصوصية وليس مجتمعاً يتشابه مع المجتمعات الأخرى بالذات في ما يتعلق بالقوانين وتفصيلها على هوانا أو ما نريده حتى لو كان هذا القرار سليماً ومردوده على المجتمع لمدى طويل إيجابياً..! من وجهة نظري أؤيد القرار لو طبق حتى تهدأ المدن الصاخبة مبكراً ويعود الليل ليمتلك هدوءه التقليدي .. وتعود الأسر لتلتقي مبكراً وتعيد صياغة وترتيب أولوياتها .. بدلاً من هذه الفوضى العارمة التي تعيشها الأسرة السعودية وبالذات في الإجازات التي انقلب فيها الليل نهارا والعكس.. حيث يستيقظ الطلاب والطالبات بعد المغرب لتبدأ الحياة مرة أخرى وتبدأ رحلة التسوق التي تنتهي بعد منتصف الليل لأن المحلات تغلق عند الساعة ١٢ مساء أما المطاعم والمقاهي فتظل للثالثة فجراً .. ولموعد اذان الفجر تظل الشوارع مكتظة بالسيارات ، والمنازل مفرغة من أهلها، وليست هناك فرصة لالتقاء الأسرة إلا بعد الفجر.. إذا التقوا ولم ينشغل كل منهم بجواله.. إغلاق المحلات في التاسعة والمقاهي في ال١٢مساء فرصة سانحة للتجربة .. ولرب الأسرة الذي اعتاد على السهر أن يعود مبكراً .. وللنساء اللواتي اعتدن التسوق بعد صلاة العشاء أن يغيرن النظام ويتسوقن في النهار خاصة إذا كانت صلاة العشاء عند الثامنة ولن تفتح بعدها المحلات..! إغلاق المحلات مبكراً فرصة سانحة للاستكانة وعودة للحياة الطبيعية ولكن ينبغي أن تستمر المحلات مفتوحة من بداية النهار إلى موعد الإغلاق .. ولا تغلق في الفترة مابين الساعة الواحدة والخامسة عصراً.. كتعويض للإغلاق المبكر وأيضاً كحل للمتسوقين الذين يعملون لفترتين نهاراً ومساء.. وللموظفين الذين لا يمكنهم التسوق إلا بعد صلاة العشاء أو في الفترة بعد انتهاء الدوام ظهراً.. في الواقع هذه الفترة ستكون حلاً لمن اعتادوا التسوق ليلاً .. وأعتقد أن القرار لن يشمل السوبر ماركت التي تبقى ٢٤ساعة وتغلق عند الفجر... ولكن لابد أن يشدد على البقالات الصغيرة والتي تقع داخل الأحياء الشعبية والأزقة وتظل لوقت متأخر من الليل..! إغلاق المحلات مبكراً فرصة للعودة للحياة الطبيعية التي دمرها السهر خارج المنزل.. وهجولة الشباب والشابات لبعد مناصف الليل والمطاعم والوجبات السريعة التي تظل لأوقات متأخرة.. هي فكرة لعودة الليل الذي فقدناه .. وعودة ماهو طبيعي لمصلحة ماهو غير طبيعي..!! najwahashem@live.com
مشاركة :