مع تصاعد الخلاف السياسي بين روسيا والولايات المتحدة مؤخرا على خلفية الأزمة في سوريا٬ تعالت الأصوات المحذرة من نشوب حرب نووية قد يشهدها العالم بين أبرز قوتين عسكريتين في العالم. وبحسب مقال للكاتب جيفري لويس بمجلة فورين بولسي، حذر الكاتب من اندلاع الحرب النووية بين الكتلين قريبا، موضحا ان حرب كهذه ستكون اهوالها اشبه بأهوال يوم القيامة بحسب وصفه. وأشار الكاتب أن الأزمة وصلت ذروتها بين البلدين، بعد اتهام الولايات المتحدة لروسيا بأنها لا تفي بتعهداتها فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في سرويا، كما حملت واشنطن موسكو مسؤلية زيادة الهجمات على المدنيين، وهو الأمر الذي ردت عليه روسيا بتعليق الاتفاق مع واشنطن بشأن التخلص من البلاتينيوم الصالح لصنع الأسلحة النووية. واستعاد الكاتب ذكريات عن الحرب الباردة، مؤكا أن خطر المواجهة العسكرية بين روسيا وأمريكا كبير، مضيفا أن هذا الخطر لم يكن بمثل هذا الحجم منذ عقود، والثقة بين الغرب والشرق لم تكن بتاتا متدنية لهذه الدرجة. وتطرق الكاتب إلى تخوف الجانبين وتشككهم في بعضهم البعض، حيث تتصاعد المخاوف الروسية من حرب نووية تشنها واشنطن، وصرح مسؤولون روس بأنه تم بناء مخابئ تحت الأرض يمكنها استضافة 12 مليون شخص٬ أي استيعاب سكان العاصمة الروسية بالكامل، وانطلاق تمرينات على نشوب حرب نووية، لتهيئة مواطنيها. على الجانب الآخر نجد ان الولايات المتحدة صرحت على لسان وزير دفاعها آشتون كارتر في سبتمبر-آيلول الماضي، عن مخاوف واشنطن من استخدام روسيا للسلاح النووي، بعد اشتباه بأن موسكو اختبرت صاروخا باليستيا. وبينما تلتزم أمريكا بإنفاق مليارات الدولارات لتطوير ترسانتها النووية، تقوم روسيا بعملية باهظة التكلفة لإعادة بناء ترسانتها النووية واستبدال أجزاء من قواعد صواريخ توبول وهي صواريخ نووية عابرة للقارات يتم إطلاقها من قواعد أرضية بأنظمة صواريخ يارس آر إس 24 التي تم تطويرها عام 2007. وأشار الكاتب إلى أن سباق التسلح النووي بين أمريكا وروسيا انطلق فعليًا على أرض الواقع وإن كان لم يتم الإعلان عنه رسميًا، مشيرًا إلى أن واشنطن تطور قوة الردع النووي المعروفة بـthe triad system التي تشمل إطلاق القنابل النووية من الجو والبحر والبر، إضافة إلى تطوير قنابل B61-12 التكتيكية لحشدها في ألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا وتركيا. كما أوضح الكاتب أن رابطة الحد من الأسلحة قد أكدت أن الولايات المتحدة وروسيا ما زالتا تنشران أكثر من 1500 رأس استراتيجي نووي على مئات من القاذفات والصواريخ٬ وتحدثان أنظمتهما لنقل الأسلحة النووية.
مشاركة :