اهتمت الصحف السعودية ومواقع التواصل الاجتماعي بقصة الفتاتين السعوديتين الهاربتين إلى كوريا الجنوبية، سواء بسبب طريقة خروجهما من المملكة عبر استخدامهما تطبيق نظام «أبشر» الذي مكنهما من الهرب بعد الحصول على موافقة الوالد، بمعرفة «الباسورد الخاص» به في نظام المعاملات، رغم أنها قاصرتان، كما اهتمت الصحف بمصير الفتاتين وإمكانية استعادتهم لذويهما مرة أخرى. وأكدت صحيفة «عكاظ»، أن الفتاة الهاربة (ب) برفقة زميلتها إلى كوريا الجنوبية تواصلت مع والدها عبر الإيميل وأبلغته عن رغبتها في إكمال الدراسة والعيش في كوريا. ونقلت الصحيفة عن مصدر، أن والدها تعامل معها بكل لطف حرصا منه على عدم إخافتها ليتمكن من إقناعها للعدول عن رأيها. لافتا إلى أن السفارة تحاول تتبع الفتاتين للوصول إليهما وإعادتهما إلى أرض الوطن. وذكرت صحيفة «المدينة» السعودية، أن السفارة السعودية في كوريا الجنوبية تلقت اتصالا من ذوي فتاتين سعوديتين بشأن مغادرتهما المملكة دون علم ذويهما إلى جمهورية كوريا. وتتابع السفارة مع الجهات الكورية المختصة للتأكد من دخول المواطنتين كوريا وذلك للاطمئنان عليهما والتعرف على كافة الظروف المتعلقة بالموضوع. وأشارت السفارة أنها على تواصل مستمر مع ذوي الفتاتين لطمأنتهم وستوافيهم بما يستجد بهذا الخصوص. من جانب آخر قال السفير السعودي في كوريا في تصريحات صحفية: «لقد تأكدنا من دخول إحدى الفتاتين لكوريا.. ونعمل على تحديد مكان وجودهما». وأضاف السفير: «لم تصلنا معلومات مؤكدة عن ما إذا كان هناك فتاة أخرى هاربة.. وجارٍ التحقق مع جهات الاختصاص». الدفاع عن نظام «أبشر» أكد عضو مجلس الشورى السعودي اللواء المهندس ناصر العتيبي، أن «هروب الفتيات من أسرهن وخروجهن خارج المملكة دون علم آبائهن أو أحد أفراد الأسرة تعد سابقة خطيرة وهي غريبة على مجتمعنا». وأشار إلى أن استخدام المرأة لنظام «أبشر» عن طريق معرفة الرقم السري للأب لغرض السفر إلى أي دولة لا يعد خللا في النظام، بل إن هناك خللا في إعطاء ومعرفة الأبناء للمعلومات الخاصة بالوالد فهذا يعد ثغرة في الأسرة نفسها وهو إعطاء المعلومات المهمة والتي قد يستخدمها الأبناء في أشياء لا تحمد عقباها كالسفر إلى خارج المملكة دون علم الأسرة». وأكد اللواء العتيبي أن نظام «أبشر» أوجدته وزارة الداخلية لربط وتفعيل الخدمات للمواطن إلكترونيا، و«أي شخص أهمل في الرمز الخاص به فهذا أمر يعود له والمسؤولية هنا تقع على ولي الأمر وهو إتاحة الفرصة لهم في استغلال هذه الثغرة والسفر خارج المملكة لذلك فإن الأنظمة التي تعمل بها وزارة الداخلية تعد من الأنظمة القوية وأيضًا تعتبر نقلة نوعية للوزارة في التعاملات الإكترونية». وحمل بعض الأسر في عدم مراقبة الفتيات ومعرفة أدق التفاصيل في تحركاتهم وهذا يعتبر خللا كبيرا وهوناتج عن التربية وعدم المراقبة والإهمال، مستدركا بقوله «إن الغريب في مجتمعنا أن يكون هناك هروب وسفر لدول دون علم الأسرة أومرافق وهذا يعتبر دخيلا على المجتمع». وأضاف أن مواقع التواصل الاجتماع لعبت دورًا كبيرًا في التأثير على الأبناء ومن خلاله يتم التغرير بهم واستخدامهم في نشر معلومات وأيضًا استقطاب بعض الأشخاص للإخلال بأمن الدولة. وتحدث عن دور مجلس الشورى في مراجعة بعض الأنظمة في حال وجود ثغرة في بعضها حيث قال إنه لا يوجد فراغ تشريعي في بعض الأنظمة مؤكدًا أن كل الأنظمة تصب في حماية الأسرة والممتلكات وأيضًا تضمن حرية الإنسان والتقيد بالنظم والمبادئ الإسلامية. وأكد أن الشورى حريص على أن يشرع ويسن الأنظمة بطريقة تتناسب متطلبات العصر، والأنظمة لا تبقى راكدة ولا يمكن أن نعدل فيها بشأن شخص أهمل في حفظ المعلومات الخاصة واستخدامها من قبل فتيات للهروب. وكانت خبر هروب الفتاتين السعوديتان اللتان تدرسان في إحدى الجامعات، سافرتا إلى كوريا الجنوبية الخميس الماضي في ظروف غامضة، تصدر موقع تويتر في المملكة العربية السعودية وأيضا قائمة الوسوم الأكثر تداولا في العالم، أمس السبت.
مشاركة :