كشفت إدارة الأوقاف الجعفرية عن إطلاق مشروع موسوعة المآتم النسائية، ويعد المشروع الأول من نوعه لتوثيق المآتم والحسينيات النسائية في مملكة البحرين التي تشكل نصف عدد المآتم في المملكة. وفي هذا الصدد صرح رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور أن "موسم عاشوراء سيشهد التدشين الالكتروني للجزء الأول من موسوعة المآتم النسائية، وهو مشروع ضخم سيرفد ذاكرة الشعائر الحسينية في البحرين، وسيساهم في توثيق تاريخ هذه المآتم ومراحل تطورها من الناحية الإدارية والعمرانية، وسيسلط الضوء على دورها التاريخي، حيث تمثل الحسينية محلاً لإحياء مناسبات أهل البيت (ع)". وأوضح العصفور أنّ "المرأة البحرينية سجلت حضوراً كبيراً في المآتم النسائية، وشهدت الكثير من المآتم تطورات عمرانية تواكبت مع ازدهار الوقفيات لصالح المآتم في القرن العشرين، ومن هنا يأتي دور إدارة الأوقاف الجعفرية لإطلاق هذه المبادرة التي ستمتد إلى عدة أجزاء الكترونية ومطبوعة لتشمل توثيق جميع المآتم النسائية في مملكة البحرين في مختلف المحافظات والمناطق". وأشار العصفور إلى "أنّ مشروع موسوعة المآتم النسائية يتزامن مع الذكرى التسعين لتأسيس إدارة الأوقاف الجعفرية، وينفذ هذا المشروع بالتنسيق والعمل المشترك بين قسم الإعلام والعلاقات العامة ووحدة المآتم النسائية التي تأسست في الإدارة قبل نحو عامين". من جانبها، أوضحت منسقة مشروع المآتم النسائية في وحدة المآتم النسائية فاطمة العلوي أنّ هذا المشروع يعنى بتوثيق نشأة المآتم والحسينيات النسائية في قرى ومناطق البحرين وسأتناول بالدراسة والبحث تاريخ نشأة المآتم والحسينيات ودورها الثقافي والتوعوي لأهالي القرية ومساهمتها في نشر الفكر الحسيني، من هنا فقد أولى أهل البحرين أهمية كبرى لإقامة هذه المجالس والإنفاق عليها بسخاء. وذكرت العلوي أنّ منهج التوثيق في مشروع موسوعة المآتم النسائية يشمل ست عناصر رئيسية هي: الموقع ونبذه عن المنطقة، المآتم ونشأتها ومؤسسيها، وصف البناء والمساحة اسماء القائمات على شؤون الحسينية، والقارئات (الملايات)،أهم المناسبات التي تقام في الحسينية وأهم كتب الرثاء المتداولة، مع توفير الصور والوثائق التاريخية كوثائق التسجيل والخرائط ونسخة مصورة من الوقفيات". ويركز الجزء الأول من الموسوعة على المآتم النسائية في العاصمة، وهي الحسينيات القديمة الواقعة في قلب سوق المنامة القديمة حيث الأزقة والفرقان الضيقة والبيوت القديمة التي بعضها مازال يحتفظ بطابعه القديم ويظهر ذلك من خلال الابواب والنوافذ القديمة التي مازالت موجودة في بعض البيوت، والتي هجرها معظم أهالها للسكن في المدن التي بنيت حديثاً، واصبحت تزار في موسمي محرم وصفر حيث تفتح الحسينيات ابوابها لإقامة الشعائر الحسينية سواء في المواليد والوفيات. كما تقوم النساء بقراءة القصائد وسط تصفيق النساء، وتقوم النساء بإعداد انواع من المشروبات والحلويات المختلفة وتوزع على الحضور بالإضافة إلى طبخ الوجبات من الارز (العيش) واللحوم، وبالعكس في موسمي محرم تغطى جدران الحسينية بالسواد والشعارات الحسينية تعبيراً على الحزن والاسى، على مصاب أهل البيت عليهم السلام، وتقوم النساء بطبخ الأطعمة المختلفة وتوزع على المستمعات والراغبين من المناطق الاخرى الذين تعج بهم المنامة طوال عشرة شهر محرم.
مشاركة :