لم يكن يدر بخلد المواطن نعيم عشفان الذي خرج للتبضع من أحد المراكز التجارية وشراء حاجات منزله، أن يتعرض للضرب والشتم بسبب هللات مالية معدودة، ويحال إلى مركز الشرطة بسبب خلافه مع إحدى محاسبات المركز التجاري، ما أدى إلى تدخل الحراسة الأمنية وإخراجه من المركز التجاري بالقوة. ويروي عشفان قصته مع 37 هللة لـ«الحياة» إذ ذهب إلى أحد المراكز التجارية الكبرى بقصد التبضع، وعند وصوله إلى «موظفة الكاشير» طلبت منه الموظفة دفع مبلغ الأغراض التي تم شراؤها، وبدروها أرجعت له بقية من المبلغ، وعند مراجعته للحساب وجد أنه بقى له نحو 37 هللة، وعند مطالبته بالمبلغ المتبقي، ردت عليه موظفة الكاشير بأسلوب فظ: (هل تريد التبرع بها للجمعيات الخيرية ؟)، فأجابها بعدم رغبته في ذلك. وأضاف: «تجاهلتني موظفة الكاشير، وطلبت من العميل الذي خلفي التقدم للحساب، عندها جن جنوني وأخذت بالمطالبة بالمبلغ المتبقي بصوت عالٍ، إلى أن تجمع حراس الأمن، وأخذ بعضهم ينهرني، والبعض الآخر يدفعني بقوة، بقصد إخراجي من المحل، بل إن بعض الحراس كان يوجه الضربات لي أمام مرأى الناس، الأمر الذي دفع بعض الناس إلى إبعاد الحراس عني». وأشار إلى أنه اتصل بالشرطة لفض النزاع الذي نشب بينه وبين موظفة الكاشير وحراس الأمن، إذ حضرت الشرطة وأحالته مع الموظفة إلى المركز، مبيناً أنه قدم بلاغين للشرطة، الأول يتهم فيه موظفة الكاشير بالسرقة، والثاني ضد حراس الأمن، وبينما بدأت الشرطة في عمل مجرياتها ومصادقة الأقوال، تدخل بعض المصلحين الموجودين في قسم الشرطة، والذين قدموا من إدارة المركز التجاري لطلب التنازل عن القضية، وبالفعل تم التنازل عنها بعد شفاعة أهل الخير، وتقديم إدارة المركز التجاري اعتذارهم ومحاسبة حراس الأمن. وقال: «إن هذه العملية تحصل بشكل يومي في غالبية المحال التجارية، فعندما يكون للعميل متبقي من الهللات، فإن موظف الحساب لا يرجعها لك، ويأخذها من دون حتى أن يستشيرك أو يسألك»، مبيناً أنه أراد أن يقدم للقائمين على المركز التجاري درساً لكي ينتبهوا إلى هذه النقطة في المستقبل، من أجل أن يكون التعامل المالي دقيقاً، فهذه الهللات لو جمعت ستكوّن مبلغاً مالياً لا يستهان به، والمستفيد الوحيد هو المركز التجاري. من جـهته، أكد عـضو مجمع الفقه الإسلامي الـدكتور محمد النجيمي لـ «الحياة» عــدم جــواز التبرع من دون علم المــشتري، مسـتشهداً بالــحديث الشريف : «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى». وقال الدكتور النجيمي: «المحاسب أو الكاشير عندما يجمع الهلل من المتسوقين من دون علمهم بحجة التبرع لوجه الله، فهو يريد من ذلك جمع مبالغ طائلة من تلك الهلل، وعمله هذا ليس صحيحاً». وشدد على المتسوقين ضرورة المطالبة بحقوقهم حتى لو كان قرشاً واحداً، ومن لم يستطيع فعليه أن يصعد قضيته إلى الجهات الرسمية ليأخذ كل ذي حق حقه، إضافة إلى أن البائع أو صاحب المحل قد يستخدمها استخداماً سيئاً، ونحن لا نعلم عنه شيئاً، وحتى لو استخدمها استخداماً مشروعاً فهذا لا يجوز له، لأن هذه حقوق الناس ولم يتبرعوا بها، مبيناً أن «هذا العمل أقرب إلى السرقة والنصب، وهناك شواهد كثيرة لمثل هذه الأعمال، وتم القبض على الجناة ومساءلتهم، إذ يحصدون من تلك الهلل ثروات طائلة لا نعلم عنها». وزاد «توجد فتن كثيرة واقعة في المنطقة، ويقوم عليها أناس كثيرون لجمع تبرعات ومبالغ لهم، وبالتالي علينا عدم الأمان لأي شخص يريد التبرع من طريقنا إلا أن تكون جهة رسمية». شرطة جدة
مشاركة :