مسرح «ساقية الصاوي» يعيد «كوكب الشرق» إلى الأضواء

  • 10/10/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

على شاطئ نيل القاهرة وفي منطقة حي الزمالك الراقي، تقع ساقية عبدالمنعم الصاوي التي أسست عام 2003 على مساحة لا تزيد عن 5 آلاف متر مربع، واتخذت شعار «تسقي فكراً وثقافة» واستطاعت أن تجذب آلاف المصريين من الأعمار المختلفة، حتى أصبحت تقدم خدماتها وتفتح مسارحها ومعارضها ومكتبتها لأشخاص يتراوح عددهم بين 50 و 60 ألف شخص. وشهدت مسارح الساقية وقاعاتها كل أنوع الفنون، لكنها تميزت وبزغ نجمها مع مسرح العرائس الذي بدأ قبل 11 سنة والذي قدم عشرات العروض المسرحية والحفلات الغنائية لمشاهير الطرب في الوطن العربي، منهم كوكب الشرق أم كلثوم التي أعادها المسرح إلى الأضواء، وكذلك المطرب فريد الأطرش و»الملك» محمد منير وفي الطريق إلى المسرح العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ. التقت «الحياة» رئيس ساقية الصاوي المهندس محمد عبدالمنعم الصاوي الذي أكد أن علاقته بمسرح العرائس بدأت منذ أكثر من 40 سنة، كان حينها في مرحلة التعليم الإعدادي، قائلاً إن «العرائس» طريقة يمكن من خلالها توصيل الرسائل التي يمكنها لعب دور في التغيير وإيقاظ الناس. وأضاف: «نقدم كل شهر 4 عروض مسرحية على الأقل ضمن برنامج مسرح الساقية للعرائس الذي يشاهدها أكثر من ألفي شخص خلال الشهر، وهو من أنجح البرامج لدينا، إضافة إلى العروض الخاصة التي نقدمها للرحلات المدرسية، ومهرجان الشوكولاتة الذي يبدأ في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) من كل سنة ويستمر حتى نهاية الشهر، واخترنا أن يبدأ بالتزامن مع اليوم العالمي للطفولة ونقدم خلاله عروضاً لأكثر من 10 آلاف شخص». وحول التركيبة النمطية للمسرح قال: «مسرح العرائس هو مسرح بشري تمثيلي يأخذ شكلاً كلاسيكياً فيه ستائر تفصل بين الممثلين والجمهور، وكل مسرحية لها مناخها الخاص. لدينا مسرحيات كثيرة قُدمت خلال السنوات الماضية ونحرص على أن نقدم مسرحية جديدة على الأقل سنوياً، ومن أشهر المسرحيات التي نقدمها هي «السبع جدود» و«الضفدع الأصفر» و«الشمس اختفت» و«صديق النمل» و«أغلى من الذهب» وهذه المسرحية تتناول قصة البطل الأولمبي المصري محمد رشوان الذي ترك الميدالية الذهبية وحصل على الفضية وانتصر للنبل والإنسانية»، ولفت إلى أنه كتب 14 مسرحية في آخر 13 سنة و8 مسرحيات في طفولته. وفي ما يتعلق بالحفلات الغنائية، أشار الصاوي إلى أن المسرح يقدم حفلات غنائية أشهرها حفلة أم كلثوم التي يقول الجمهور عنها «بننسى إن دي عرائس بعد دقائق من بداية الحفلة»، وخلالها، تقف أم كلثوم للغناء إلى جوار كل أعضاء فرقتها بعد تقديم التحية لجمهورها ثم تُشغَّل الأغنية الأصلية وتتحول الأجواء ليعود الحاضرون إلى زمن كوكب الشرق. ولمناسبة مرور 13 سنة على تأسيس الساقية، تـــنظَّم احـــتفالات يقول عنها الصاوي: «قدمنا أكثر من 13 ألف ليلة فنية وثقافية لأن السنة فـــي الساقية تساوي ألف ليـــلة. ولأننا نقدم أكثر من عـــــرض على مسارحنا في الوقت ذاته، تتفاوت عروضنا بين الحفلات الغنائية للفرق أو المطربين مثل علي الحجار أو الملحن عمر خيرت، إضافة إلى المسرحيات والأفلام والندوات الثقافية»، ولفت إلى أن «الساقية تتبنى كل سنة محوراً جديداً، وفي السنوات الماضية، تغيرت تلك المحاور بين ما يدعم اللغة العربية والحقوق والاكتشاف. أما شعارنا للسنة الحالية فهو «عام الجار» والجار هنا هو المجتمع، لأننا نعاني أخطاراً شديدة وتفككاً وانقسامات، ولا بد من السعي إلى إقامة علاقات محترمة وجيدة ومطمئنة نستطيع من خلالها تكوين مجتمع أفضل». وتابع: «الاهتمام بالعلوم وتعميقها من أولويات الساقية، ولدينا برامج متعددة ننظمها بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، منها مختبر الشهرة، وهي مسابقة للشباب في القدرة على توصيل النظريات والمعلومات العلمية لغير المتخصصين، وهي مبادرة لتبسيط العلوم تهدف إلى الاهتمام بالبحث العلمي لأنه أمر ضروري، ونتمنى أن يكون لدينا أكبر مراكز بحوث لنصدر بحوثنا واكتشافاتنا إلى العالم. لذلك نعمل من أجل كسر تلك الدوائر وتقريب الأطفال من العلوم من خلال طرق جديدة وأساليب مختلفة مثل الألعاب». وختم بأن الساقية تسعى إلى لعب دور في زيادة أعداد الفرق الغنائية الشبابية بعد ملاحظة تراجع أعدادها خلال المرحلة الراهنة، وذلك من خلال دعوتهم إلى تكوين الفرق، الأمر الذي ينعكس على تحسين أدائهم، إضافة إلى أن الساقية تنظم مسابقات في المجالات الفنية والثقافية لأنها تلعب دوراً جيداً في تنمية مهارات الشباب وجعلهم أكثر إقبالاً على البحث والمناقشة. وحول تقويم الفنون عموماً، قال إن المسرح بدأ يعود في شكل مقبول خلال العامين الماضيين، والشعر العامي تزايد المقبلون عليه أيضاً، لكن اللغة العربية الفصحى ما زالت في مرحلة صعبة وقاسية جداً «لذا نجتهد من أجل الحفاظ عليها».

مشاركة :