انتقل أعضاء فرقة "ريسايكلد أوركسترا" اليافعين من العزف على آلات مصنوعة من النفايات في باراغواي إلى العزف على مسارح عالمية وأمام شخصيات بارزة منها البابا فرنسيس، ليمنحوا بهذا الأمل لكل من فقده. أعضاء فرقة "أوركسترا معادة التدوير" ينحدرون من أحياء كاتويرا الفقيرة التي تجاور موقعاً لطمر النفايات، ويعيش معظم سكان هذه الأحياء على إعادة تدوير ما يستطيعون الحصول عليه من جبال النفايات، وهو ما قام به شبان وشابات هذه الفرقة. وقال المسؤول عن هذه الفرقة فافيو تشافيز خلال عرض أحيته أخيراً في مدينة لوس أنجليس إن "العالم يرسل لنا نفاياته. نحن نبادله بالموسيقى"، في إشارة منه إلى آلاتهم الموسيقية المعاد تدويرها من النفايات، بحسب صحيفة "ذا ناشونال". تأسست الفرقة منذ عشر سنوات، عندما قرر تشافيز إنشاء مدرسة لتعليم الموسيقى للصغار، غير أن الفقر المدقع للسكان كان يجعل شراء آلات حقيقية أمراً غير وارد إطلاقاً، ما دفعهم إلى صنعها من النفايات. لفتت الفرقة الموسيقية انتباه فريق من صناع الأفلام تقوده المنتجة الباراغوايانية أليخاندرا أماريلا، التي بادرت بتصوير مقتطفات من أعمال هذه الفرقة سنة 2010، وفي 2012 حملت المخرجة عبر "يوتيوب" مقطعاً مسجلاً عن الفرقة وأطلقت حملة جمع تبرعات من العامة. وحصد الفيديو ملايين المشاهدات من حول العالم خلال بضعة أيام، وانهمرت التبرعات وحصدت الفرقة شهرة عالمية. ومنذ ذلك الحين تعزف الأنامل الصغيرة مقطوعات لكبار الموسيقيين من أزمنة مختلفة بينهم موزارت وفيفالدي وصولاً إلى فرانك سيناترا لمختلف السياسيين والمشاهير. وسمحت حملة التبرعات هذه بإنجاز وثائقي بعنوان "لاندفيل هارمونيك" صدر في الولايات المتحدة في أيلول (سبتمبر) الماضي. ويقتفي العمل خطى الأطفال في جولتهم العالمية التي أدوا خلالها موسيقاهم على منابر مهمة بينها الأمم المتحدة. ووفرت جبال القمامة المواد الأولية لبناء الآلات الموسيقية، فآلات الكمان مثلاً مصنوعة من أدوات مطبخية في حين صنعت ألات الغيتار من صحون مخصصة لتقديم الحلوى. وشكلت فرقة "ريسايكلد أوركسترا" مصدر إلهام للعديد من شباب الأحياء الفقيرة في باراغواي، إذ يقول توبي أرموا (15 عاما) وهو عضو في الفرقة "مدينتنا تغيرت كثيراً لأن الأطفال باتوا يرغبون في إنهاء تحصيلهم العلمي والابتعاد عن المخدرات، باتوا الآن يريدون مستقبلاً أفضل". ويفتقر سكان أحياء كاتويرا الفقيرة لأدنى مقومات العيش، إذ لا وجود لمياه الشرب النظيفة، والتغذية بالتيار الكهربائي تقتصر على تشغيل التجهيزات الصحية. وتنتشر الأمراض في المدينة التي يعاني معظم سكانها من الأمية، ويغرق أطفالها في متاهات الإدمان على المخدرات أو ينساقون وراء العصابات والانحرافات على أنواعها.
مشاركة :