«جند الأقصى» يبايع «فتح الشام» ويخلط أوراق المعركة ضد «أحرار الشام»

  • 10/10/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن فصيل «جند الأقصى» مبايعته «جبهة فتح الشام» («جبهة النصرة» سابقاً)، في تطور يعيد خلط أوراق الصراع الدائر بينه وبين «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي حظيت في اليومين الماضيين بدعم عدد كبير من فصائل المعارضة في المعركة التي توصف بأنها صراع ضد «الغلو» في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية. وكانت حدة التوتر بين «أحرار الشام» و «جند الأقصى» ارتفعت في اليومين الماضيين في محافظة إدلب تحديداً حيث تمكن فصيل «الجند» من السيطرة على مدينة خان شيخون بالكامل بعد طرد «أحرار الشام» منها، ليبسط بذلك سيطرته على أكبر مدن ريف إدلب الجنوبي المحاذي لمحافظة حماة. وردت «حركة أحرار الشام» بمهاجمة العديد من مواقع «الجند» في مناطق مختلفة من إدلب. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومصادر إعلامية سورية أخرى أن «جند الأقصى» أعلن أمس «بيعته» لـ «جبهة فتح الشام» وهو الاسم الجديد لـ «جبهة النصرة» بعد فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة» في أواخر آب (أغسطس) الماضي. وبرر «جند الأقصى» هذه البيعة بأنها تأتي «حرصاً منه على حقن دماء المسلمين وتجاوزاً للاقتتال الداخلي» الحاصل بينه وبين «أحرار الشام» والذي «لا يستفيد منه إلا النظام وحلفاؤه»، بحسب ما أورد «المرصد». وجاء بيان البيعة بعدما أورد «المرصد» صباحاً معلومات عن «مفاوضات غير معلنة تجري بين تنظيم جند الأقصى وجبهة فتح الشام، يحاول فيها الأخير إقناع جند الأقصى بحل نفسه، والانضمام بعناصره وعتاده إلى صفوف جبهة فتح الشام». وأوضح «أن جبهة فتح الشام سعت إلى هذا الخيار بعد فشل المساعي الأولية لوقف الاقتتال الدائر بين حركة أحرار الشام الإسلامية وتنظيم جند الأقصى منذ ليل 6 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري... واستمرار التوتر بين الجانبين، وتطوره إلى اشتباكات عنيفة جرت بينهما، قضى وجرح فيها العشرات من عناصر الجانبين، فيما أسر آخرون من ضمنهم قيادات ميدانية». ولفت إلى أن «جبهة فتح الشام» أرسلت رتلاً من مقاتليها نحو منطقة كفر سجنة التي شهدت معارك طاحنة في الساعات الـ 24 الأولى من الاقتتال بين «الجند» و «الأحرار». ودارت في الساعات الماضية «اشتباكات محتدمة بين الجانبين، جرى فيها تبادل السيطرة على عدة مدن وبلدات وقرى بريف إدلب، حيث سيطر تنظيم جند الأقصى في شكل كامل على مدينة خان شيخون التي تعد أكبر مدن الريف الإدلبي الجنوبي، المتاخم للريف الحموي الشمالي، في حين سيطرت حركة أحرار الشام على قرى وبلدات البارة ومشون وكفرشلايا وحرش بسنقول بجبل الزاوية ... وفيلون وكورين وعين شيب وكفرجالس وجدار القريبة من مدينة إدلب، ومدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي الغربي»، بحسب تقرير مفصل لـ «المرصد» عن التطورات الميدانية بين فصيلي المعارضة. وكانت فصائل سورية معارضة على رأسها «جيش الإسلام» و «فيلق الشام» و «حركة نور الدين الزنكي» و «صقور الشام» و «تجمع فاستقم كما أمرت» و «جيش المجاهدين» أعلنت قبل يومين وقوفها إلى جانب «أحرار الشام» وأكدت استعدادها للمشاركة عسكرياً وأمنياً من أجل إخضاع «جند الأقصى» لحكم الشرع أو الاستمرار في قتال هذا الفصيل حتى «استئصاله»، بحسب ما أوردت شبكة «الدرر الشامية». وكان فصيل «جند الأقصى» أقدم أول من أمس على تصفية أحد رموز «أحرار الشام» الملقب بـ «دبوس الغاب» بعد أسره في مكمن بريف إدلب الجنوبي. ولفتت «الدرر» إلى أن «مجلس شورى أهل العلم» أصدر بياناً السبت دعا فيه إلى الحزم مع «جند اﻷقصى» وعدم قبول المصالحات معه، داعياً «الطائفة المجاهدة» من «الجند» إلى الانشقاق والانضمام إلى بقية الفصائل. ووصف البيان جماعة «جند اﻷقصى» بأنهم «غلاة خوارج» و «يتبعون السرية والكتمان في عدم الكشف عن أسماء قياداتهم وأمرائهم» و «يمارسون هواية التصنيف والتكفير ويمتهنون مهنة القتل والاغتيالات ضد المسلمين» و «ينحازون إلى خوارج البغدادي («خليفة» تنظيم «داعش») ويرون أنهم على حق وأن خلافتهم على منهاج النبوة» على حد وصف البيان. وأضاف البيان، بحسب «الدرر الشامية»، أنه قد ثبت تورُّط عدد من عناصرهم وقياداتهم وشرعييهم بجرائم قتل وعمليات اغتيال ضد قيادات الفصائل، وكانت سبباً في خسارة الساحة لـ «خيرة المجاهدين». وذكر البيان على سبيل المثال اغتيال الشيخ مازن قسوم، و «صيالهم» («جند الأقصى») على مقرات «الفرقة 13» وجنودها في معرة النعمان، وقتل «أبو الناجي» من «أحرار الشام»، والتعاون مع عناصر «داعش» لإدخالهم إلى المناطق المحررة و «تشكيل خلايا نائمة والقيام بتفجيرات واغتيالات». وطالب «مجلس شورى أهل العلم» جماعة «جند الأقصى» بـ «التوبة ونبذ الغلو والرجوع عن التكفير والصيال على المجاهدين» و «حل نفسها وتسليم سلاحها ومقراتها للفصائل» و «تسليم العناصر الداعشية وتقديم المتورطين في الجرائم للمحاكم الشرعية المختصة». وبحسب «المرصد» السوري فقد أسس فصيل «جند الأقصى» القيادي الجهادي العالمي «أبو عبدالعزيز القطري» الذي عثرت «جبهة النصرة» في نهاية العام 2014 على جثته في بئر بمنطقة دير سنبل المعقل السابق لـ «جبهة ثوار سورية»، وذلك بعد اختفاء القطري لنحو 10 أشهر. ودخل «أبو عبدالعزيز القطري» إلى سورية بعد أشهر من انطلاقة الثورة في العام 2011، برفقة ابنه الذي قُتل في اشتباكات مع قوات النظام. وأسس حينها مع «أبو محمد الجولاني» تنظيم «جبهة النصرة»، لينشق بعد ذلك عن «النصرة» ويشكل تنظيم «جند الأقصى». ولفت «المرصد» إلى أن «القطري» من مواليد العراق وعُرف بأسماء مختلفة تغيّرت وفقاً لانتقاله من دولة إلى أخرى، حيث كان يقاتل في صفوف تنظيم «القاعدة» في أفغانستان، وكان قريباً من زعيميه الراحل أسامة بن لادن والحالي أيمن الظواهري. كما قاتل القطري لاحقاً في الشيشان ضد القوات الروسية، ثم انتقل إلى العراق وشكل مجموعة تقوم بتنفيذ تفجيرات تستهدف الفنادق ومحلات بيع الخمور فتم اعتقاله والحكم عليه بالسجن المؤبد إبان فترة حكم الرئيس الراحل صدام حسين. وأفرج عنه قبل دخول القوات الأميركية إلى العراق عام 2003.

مشاركة :