قُتل القائد السابق لـ«قوات منسقية الحركات الأزوادية» (الطوارق) شمال مالي في انفجار لغم، «بعد مغادرته مكتب بعثة الأمم المتحدة (مينوسما)»، مع ترجيح مصادر أن يكون الحادث ناجماً عن «هجوم مدبّر». وأوضح مصدر عسكري أفريقي في وقت متأخر أمس (السبت) أن سيارة آغ أوسا «أصيبت بلغم وقتل على الفور» على بعد 300 متر من المكتب حيث كان يُجري مباحثات مع قوات فرنسية وأخرى تابعة للأمم المتحدة، وأثناء توجهه إلى المنزل قُتل «من طريق الخطأ»، لكن العضو في التنسيقية محمد آغ أوسيني لم يستبعد فرضية «الهجوم وتفجير السيارة». وأشار مصدر أمني آخر إلى أن مقتل أوسا كان حادثا عرضياً نتيجة ارتطام سيارته بلغم أرضي، لكن ألمو أوج محمد الناطق باسم «الطوارق» قال «من الواضح أن شحنة ناسفة لُصقت بسيارته داخل المعسكر». وأكدت تنسيقية حركات «ازواد» (التمرد السابق الذي يهيمن عليه الطوارق) التي تسيطر على كيدال مقتل آغ أوسا، داعية إلى فتح تحقيق مستقل. وتوقّع ناطق باسم بعثة الأمم المتحدة في مالي أن يُفاقم الحادث التوتر بين جماعات «الطوارق» المتناحرة المؤيدة للحكومة والمعارضة لها في كيدال، فيما لم يصدر أي تعليق من القوات الفرنسية في البلاد. سياسياً تبدأ المستشارة الألمانية أنغيلا مركل جولة أفريقية تستمر لثلاث أيام وتشكّل مالي المحطة الأولى فيها، ويتصدّرها ملفا الأمن والهجرة إلى أوروبا. وستتفقد مركل في مالي القوات الألمانية المشاركة في عملية الأمم المتحدة «مينوسما»، على أن تغادر بعدها إلى النيجر ثم أثيوبيا، حيث تزور بصورة خاصة مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا. وعند عودتها إلى برلين الأسبوع المقبل، ستستقبل الرئيس التشادي أدريس ديبي والرئيس النيجيري محمد بخاري. وقالت مركل في تسجيل فيديو تم بثه أمس: «أعتبر أن علينا الاهتمام أكثر بكثير بمصير أفريقيا» معتبرة «ازدهارها يخدم مصلحة ألمانيا». وفي حديث مع «دي »، اعتبرت أن تعزيز الاستقرار في إفريقيا وإيجاد ظروف معيشية أفضل فيها سيسمحان بالحد من عدد طالبي الهجرة. وكان يُفترض أن يُنهي اتفاق سلام دعمته الأمم المتحدة بين جماعات مالية مسلحة عدّة أعمال العنف التي تمزق مالي ثالث أكبر منتج للذهب في أفريقيا، لكن هذا الاتفاق أخفق في وقف أعمال العنف المتفاقمة في شمال ووسط هذا البلد الصحراوي الواسع. وانسحب الجيش المالي من كيدال بعد اشتباكات بين الجيش ومتمردي "الطوارق" أدت إلى مقتل 50 جندياً هناك في العام 2014 .
مشاركة :