كلما أرادت أن تقترب من الشعوب العربية أصبحت الدولة الفارسية إيران تلوِّح بالقضية الفلسطينية وكأنها الوحيدة التي تدافع عنها ! بينما لم نسمع ذات يوم أنها قامت بتوجيه أي صاروخ من صواريخها أو ترسانتها العسكرية تجاه إسرائيل، لكنها حاضرة في خطب رجال دينها بشكل دائم، وكأنهم الوحيدون الذين يدافعون عنها، ولكن ذلك أصبح واضحاً وجلياً بأنه يأتي فقط من خلال المنابر. ظلت الجمهورية الإيرانية خلال الفترات الماضية في حالة شد وجذب مع الدول العربية، مصرَّةً على أن يكون لها موطئ قدم في المنطقة العربية، وما زالت لديها الطموحات الكبرى لأن تكون مهيمنة على كافة أراضي المنطقة من خلال تدخُّلاتها السافرة في سوريا واليمن، وسيطرتها على العراق، حيث جاءت أمريكا بحجة تحرير العراق وإسقاط رئيسه صدام حسين بحجة أسلحة الدمار الشامل المزعومة، لتقوم بعد ذلك بتسليمه لإيران. وأصبح الشعب العربي اليوم يدرك أن رجال الدين في إيران لم يقدموا أي شيء يُذكر للقضية الفلسطينية منذ وصولهم إلى السلطة عقب الثورة الإيرانية في عام 1979، لكنهم اتخذوها مطية لتلميع صورتهم لدى الشعوب العربية والإسلامية، ومحاولة ترويج أنفسهم باعتبارهم مدافعين عن القضايا الإسلامية، فأصبح شعار فلسطين في كل مظاهرة يقومون بها وعلم إسرائيل يراوح بين أيديهم للحرق كل يوم جمعة، ولا أكثر من ذلك. وتحاول إيران من خلال حملاتها الإعلامية تشويه صورة المملكة العربية السعودية، لتأليب الشعوب العربية والإسلامية، وإثارة مشاعرها ضد المملكة، في حين أن قنوات الاتصال بين حكام إيران وإسرائيل لم تُغلق يوماً، والعلاقات السرية القائمة بين الدولتين، لا سيما في المجال العسكري ومبيعات الأسلحة، والأمر ليس سراً، فهناك كثير من المعلومات الدقيقة التي تسرَّبت حول التعاون الإيراني – الإسرائيلي في صفقات التسلح، وهي معلومات منشورة على الإنترنت وليست بحاجة إلى جهد كبير للوصول إليها، كما أنها لا تقوم بتوجيه أيٍّ من قواتها أو مناوراتها المزعومة ضد إسرائيل، بل تكون دائماً في المناطق المجاورة للمملكة، وأكبر دليل على ذلك استمرار تدخُّلها في اليمن ودعم الحوثيين والنظام السوري بالعتاد العسكري، وكذلك إيفاد عدد من رجال الحرس الثوري الإيراني لليمن وسوريا. لقد أصبحت اليد الإيرانية ملوَّثة اليوم بقتل الأبرياء في كافة المدن السورية واليمنية بأسلحتها، وسعيها لعدم استقرار المنطقة، وهذا دليل واضح على أنها فقط موجودة للزعزعة وليس للاستقرار. ولن يستطيع النظام الإيراني المزايدة على المملكة في وقوفها ومساندتها القضية الفلسطينية من بدايتها حتى اليوم، وذلك من خلال دعم الشرعية الفلسطينية والوقوف مع رجالاتها واستقرارها في الداخل، وإعادة البناء المشترك والدعم المالي المستمر لكافة الشعب الفلسطيني دون التفرقة بين مدينة وأخرى كما يفعل النظام الإيراني بدعمه بعض الفصائل الخارجة عن القانون في فلسطين.
مشاركة :