أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده سطرت في العام الماضي مرحلة جديدة هامة في حياتها النيابية بانتخاب البرلمان الأوسع تمثيلًا في تاريخها سواء من حيث العدد أو تمثيل مختلف فئات الشعب وأطيافه. وقال الرئيس السيسي في كلمته أمس الأحد أمام الاحتفال الذي أقامه مجلس النواب المصري بمدينة شرم الشيخ بمناسبة مرور 150 عاما على بدء الحياة النيابية في مصر بمشاركة 19 من رؤساء البرلمانات والمنظمات العربية والأفريقية و15 وفدا برلمانيا من دول العالم. إن نسبة تمثيل الشباب في مجلس النواب الحالي وصلت إلى ما يزيد على 40 في المئة، كما يتم تمثيل المرأة بـ 90 نائبة، فضلًا عن تمثيل المصريين في الخارج وذوي الاحتياجات الخاصة لأول مرة في تاريخ الحياة النيابية في مصر، مشرا إلى أن ذلك كله يأتي بهدف ضمان مشاركة جميع أطياف وفئات المجتمع المصري في عملية صنع القرار تحقيقًا لتطلعاتهم نحو ترسيخ مرحلة جديدة في الحياة السياسية المصرية. وأضاف السيسي أن مجلس النواب المصري شرع في ممارسة مهامه مع بداية العام الجاري في ظل ظروف وتحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، وكان على المجلس مهام جسام حدد الدستور لبعضها آجالًا زمنية لإنجازها نتيجة للظروف الخاصة الناجمة عن المرحلة الانتقالية التي أعقبت ثورة 30 يونيو 2013. وأشار إلى أن البرلمان المصري الجديد تمكن من استكمال هذه المهام التشريعية بنجاح وفي مواعيدها المحددة، فضلًا عن مناقشة وإقرار عدد من التشريعات الحاكمة والضرورية لإعادة دفع عجلة التنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية وترسيخ قيم المواطنة. وتابع السيسي: تزامنًا مع احتفالنا اليوم، بدأ منذ أيام قليلة الفصل التشريعي الثاني لمجلس النواب، ومع إدراكي بأن المهام الملقاة على عاتقه ستكون جسيمة، إلا أنني على ثقة كاملة في أن أعضاء المجلس قادرون على اتخاذ القرارات الصعبة التي تحافظ على أمن مصر وتحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة والاستمرار فى إعلاء المصالح العليا للوطن، وممارسة سلطتى التشريع والرقابة بكل نزاهة وتجرد، وأن تكون قضايا التعليم والصحة والشباب والمرأة ومحدودي الدخل على قمة أولوياتهم. وقال السيسي إنه لا يخفى على أحد الدور الهام الذي تقوم به المجالس النيابية المنتخبة في الدفاع عن مصالح الشعوب ودعم جهود أبنائها وطموحاتهم المشروعة، مشيرا إلى أن تجربة مصر النيابية عبر العقود الماضية أثبتت محورية الدور الذي يقوم به البرلمان خلال مسيرة الوطن، ونتطلع الآن لأن يستكمل مجلس النواب الحالي تلك المسيرة ليترجم تطلعات الشعب المصري إلى قرارات وتشريعات فعالة تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، وبما يلبي طموحات المصريين الذين خرجوا في ثورتين متتاليتين خلال ثلاث سنوات للمطالبة بالنهوض بأوضاع الوطن وحماية مقدراته. ووجه السيسي التهنئة للشعب المصري العظيم ولقيادة وأعضاء مجلس النواب على هذه المناسبة التي تجسد عراقة الحياة النيابية في مصر، والتي شهدت إنشاء أول مجلس نيابي في العالم العربي وأفريقيا بصدور مرسوم الخديوي إسماعيل في عام 1866 بإنشاء مجلس شورى النواب. وأوضح أن الحياة النيابية في مصر، شأنها شأن كافة بلدان العالم، تعكس روح الحياة الحزبية فيها بصورة توضح بجلاء مدى تطور ونضج تجربتها السياسية، فعندما بدأ مجلس شورى النواب عام 1866 بتمثيل العُمد والأعيان فقط، وكان تنظيمه الداخلي يتكون من خمسة أقلام، أي لجان، نجد الآن أن مجلس النواب يضم ممثلين عن تسعة عشر حزبًا سياسيًا إلى جانب أعضائه المستقلين، ويتكون تنظيمه الداخلي من خمسة وعشرين لجنة، وهو ما يعكس التطور الذي شهدته الحياة النيابية في مصر، بالإضافة إلى حجم المسؤوليات الملقاة على مجلس النواب.
مشاركة :