بررت وزارة الخارجية الروسية استخدامها لحق النقض (الفيتو) أول أمس لإسقاط مشروع القرار الفرنسي بشأن حلب بالقول بأن المشروع في الأمم المتحدة كان سيساعد المتشددين في منطقة حلب بحمايتهم من القصف الجوي، على حد وصفها. من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن روسيا قادرة على حماية أصولها في سورية في حال قررت الولايات المتحدة قصف القواعد الجوية السورية بكثافة وتدميرها. وأضاف أنه سمع أن هذا من ضمن الخيارات التي يدعو إليها بعض صناع السياسة في واشنطن. وقال لافروف لقناة (فيرست) التلفزيونية الروسية وفقا لنص لمقابلة نشرت على موقع وزارة الخارجية الإلكتروني هذه لعبة خطيرة للغاية باعتبار أن روسيا -الموجودة في سورية بدعوة من الحكومة الشرعية لهذا البلد ولها قاعدتان هناك- لديها أنظمة دفاع جوي هناك لحماية أصولها. وقال لافروف في المقابلة إنه مقتنع أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يوافق على مثل هذا السيناريو. ميدانياً تتواصل المعارك والغارات الكثيفة المرافقة لها في مدينة حلب السورية بعد اجتماع لمجلس الامن الدولي فشل في التوصل الى قرار ينهي معاناة سكان المدينة. واستخدمت روسيا السبت حق النقض ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا يدعو الى وقف عمليات القصف في حلب، ما حال دون تبنيه في مجلس الامن الدولي الذي رفض بدوره مشروع قرار قدمته موسكو. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان المعارك في الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب تركزت أمس على محور حي بستان الباشا في وسط المدينة ومحور حي الشيخ سعيد في جنوبها. وأوضح عبد الرحمن أن الغارات الجوية الكثيفة تركزت على حي الشيخ سعيد، حيث تمكنت قوات النظام من التقدم في نقاط عدة. وأفاد مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام عن تواصل القصف العنيف على مناطق الاشتباكات التي لم تتوقف طوال الليل. وتنفذ قوات النظام السوري هجوما على الاحياء الشرقية منذ 22 سبتمبر. وحققت منذ ذلك الوقت تقدما بطيئا على جبهات عدة، وتمكنت السبت من السيطرة على منطقة العويجة ودوار الجندول في شمال المدينة. ونقلت صحيفة الوطن، المقربة من الحكومة السورية، عن مصدر ميداني ان الجيش السوري وبعد تقدمه في شمال المدينة وسيطرته على دوار الجندول بات يطل على احياء عدة واصبح يشرف نارياً على احياء الإنذارات وعين التل والهلك. ومنذ اطلاق الجيش السوري لهجومه قبل اكثر من اسبوعين، قتل 290 شخصا، بينهم 57 طفلا، في غارات جوية روسية وسورية وقصف مدفعي لقوات النظام على الاحياء الشرقية. وقصفت قوات المعارضة أمس الاحد، بحسب المرصد السوري، احياء الحمدانية والأعظمية وسيف الدولة في الجهة الغربية. وتعد مدينة حلب الجبهة الابرز في النزاع السوري والاكثر تضررا منذ اندلاعه العام 2011، اذ من شأن اي تغيير في ميزان القوى فيها ان يقلب مسار الحرب التي تسببت بمقتل 300 الف شخص وتهجير الملايين وتدمير البنى التحتية. ودفع سكان مدينة حلب ثمنا باهظا للنزاع منذ اندلاعه بعدما باتوا مقسمين بين احياء المدينة. ويقطن نحو 250 الفا في الاحياء الشرقية ونحو مليون و200 الف آخرين في الاحياء الغربية. وتشكل المدينة محور الجهود الدبلوماسية حول سورية، الا ان اجتماعا لمجلس الامن الدولي السبت ابرز الانقسام بين روسيا والدول الغربية حول سورية وحلب تحديدا.
مشاركة :