أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد «حرص دولة الكويت على أن يكون دعم العمل الإنساني الدولي أحد ركائز سياستها الخارجية الرئيسية دون التقيد بأي محددات دينية أو جغرافية أو قومية إذ قامت بجهود إنسانية استثنائية لنجدة المنكوبين والمتضررين في مختلف الأزمات الإنسانية في العالم»، لافتاً الى أن «هذه الجهود توجت بقيام منظمة الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام بان كي مون بمبادرة في عام 2014 بتسمية دولة الكويت (مركزا إنسانية عالميا) ومنح سمو أمير البلاد لقب (قائد للعمل الإنساني)»، ومبيناً أن «تلك المبادرة جاءت تتويجا لعطاء إنساني حافل ومتميز لدولة الكويت منذ استقلالها وانضمامها الى منظمة الأمم المتحدة وإيمانها بأهمية دعم النظام العالمي الإنساني وتوحيد الجهود الدولية للمحافظة على القواعد التي قامت لأجلها الحياة». وفي كلمة له جاءت في مقدمة إصدار أعدته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بعنوان «الكويت تستجيب» لاستعراض الدور الذي اضطلعت به دولة الكويت في الاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين على مدار الأعوام الماضية، قال الشيخ صباح الخالد إن «الشعب السوري يعيش أبشع الصراعات والنزاعات الدامية الممتدة في العالم منذ ستة أعوام»، ودعا الى «التحرك الدولي العاجل لاحتواء هذه الأزمة لتجنيب الشعب السوري تداعياتها المأساوية»، مؤكدا «حرص الكويت ومنذ بزوغ مؤشرات تلك الأزمة على تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين والنازحين من أبناء الشعب السوري وتقديم الدعم اللازم للدول المجاورة المستضيفة لهم». وأشار الى استضافة الكويت ثلاث مؤتمرات دولية متعاقبة منذ عام 2013 للمانحين لدعم الأوضاع الانسانية لأبناء الشعب السوري وبتوجيهات حكيمة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد. وقال إن «المؤتمرات الثلاث أثمرت عن جمع ما يزيد على سبعة مليارات دولار بلغت مساهمة دولة الكويت فيها 1.3 مليار دولار إذ حظيت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالجزء الأكبر من تبرعات الكويت والبالغة 330 مليون دولار، وذلك نظرا لتميزها بالكفاءة والحيادية والتخصص». كما لفت الى مشاركة الكويت في ترؤس المؤتمر الرابع للمانحين لدعم الأوضاع الانسانية في سورية الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن وأعلنت خلاله عن تبرعها البالغ 300 مليون دولار. وشدد الشيخ صباح الخالد على «اعتزاز دولة الكويت بشراكتها الوثيقة القائمة مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على مستوى القطاعين الحكومي والخاص»، وأعرب عن «خالص الشكر والتقدير للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي والقائمين عليها على مبادرتهم بإعداد هذا الإصدار القيم الذي يعكس من خلال ما يتضمنه من صور معبرة عن جهود الكويت الإنسانية نحو إغاثة أبناء الشعب السوري الشقيق منذ بداية أزمتهم الإنسانية». كما أعرب عن «خالص عن الشكر والعرفان للمفوض السامي السابق للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس ولمنتسبي المفوضية العاملين في ميادين الصراعات والنزاعات القائمة في أكثر من منطقة في العالم لتفانيهم وتضحياتهم الاستثنائية المبذولة لإغاثة المشردين والنازحين واللاجئين». وقال إن «تلك الجهود جسدت تفهمهم للتحديات التي تواجه الإنسانية في وقتنا الحاضر»، مشيرا الى «وجود 125 مليون شخص من هم في حاجة لمساعدة إنسانية في حين تجاوزت فيه أعداد اللاجئين الـ60 مليون مشرد جراء تعدد الصراعات والنزاعات الدامية الممتدة في العالم أبشعها تلك التي يعيشها أبناء الشعب السوري الشقيق منذ ستة أعوام». من جانبه، أشاد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بـ«الدور الرائد الذي يؤديه سمو أمير دولة الكويت في المجال الإنساني»، مشددا على «حرص المفوضية على استمراية شراكتها الاستراتيجية التي تربطها بدولة الكويت». وأكد في كلمة تضمنها الإصدار أن «أهمية التضامن الدولي تزداد مكانته مع مرور الوقت إذ أجبر أكثر من 60 مليون شخص على النزوح نتيجة الحروب او الاضطهاد الأمر الذي لم يشهد له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية». وقال غراندي إن «دولة الكويت وتحت القيادة الحكيمة لقائد العمل الإنساني سمو أمير دولة الكويت دائما سباقة في تقديم العون والمساعدة لضحايا الحرب والكوارث الطبيعية والتنمية وإعادة إعمار الدول المنكوبة وذلك من خلال مؤسساتها المختلفة». وتضمن إصدار مفوضية الأمم المتحدة مجموعة من الصور التي تسلط الضوء على القضايا الإنسانية والخيرية التي أولتها دولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا أهمية كبيرة ليمتد عطاؤها ودورها السخي داخل الكويت وخارجها. كما تضمن مقالات لعدد من المسؤولين في العمل الإنساني تحدثوا فيها عن دور الكويت في دعم العمل الإنساني ومساعدة اللاجئين، وكذلك عن مبادرات وأفعال سمو أمير البلاد والتي غيرت من القدرات الإنسانية وجعلت من الكويت مركزا ينشر شعاع الإنسانية للعالم أجمع.
مشاركة :