اغلاق مدرسة للمتحولات جنسيا في اندونيسيا مع تصاعد التمييز بحقهن

  • 10/10/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يوجياكرتا (اندونيسيا) (أ ف ب) - تغسل مجموعة من النساء المتحولات جنسيا وجههن ويلبسن أثوابا بيضاء ويبدأن بالصلاة في مشهد كان يعد عاديا في هذه المدرسة الفريدة من نوعها، لكنه بات اشبه بمقاومة صامتة ضد قرار اغلاقها، مع تصاعد اعمال التمييز ضد المتحولين في اندونيسيا. لطالما اعتبرت مدرسة "الفتح" التي كانت تصف نفسها، باعتبارها المؤسسة الاسلامية الوحيدة في العالم للمتحولات جنسيا، رمزا للاسلام المتسامح في اكبر بلد مسلم في العالم. كانت المدرسة توفر للشابات المتحولات جنسيا تعليما دينيا ولكن الوضع تغير خلال الاشهر الماضية مع تزايد الهجمات على المثليين والمتحولين جنسيا ولا سيما التهديدات الصادرة عن جبهة الجهاد الاسلامي التي تقول انها تريد استئصال "الشرور من المجتمع". ورغم الخطر، تواصل مجموعة من نحو عشر طالبات سابقات التجمع كل اسبوع في موقع المدرسة في مدينة يوجياكارتا في جزيرة جاوة، للصلاة ودراسة تعاليم الاسلام. وتقول مسؤولة المجموعة شينتا راتري "نريد ان نثبت ان الاسلام يقبل المتحولين جنسيا وان الاسلام يبارك التنوع الاجتماعي". - الشرطة متهمة بالتواطؤ - يمثل اغلاق المدرسة التي تأسست في العام 2008 احد المؤشرات الاكثر وضوحا على موجة التشدد المقلقة السائدة في يوجياكرتا التي ظلت لوقت طويل تعد المركز الثقافي لجاوة ومثالا على التسامح، وحيث كان يمكن للمتحولين جنسيا حتى وقت قريب ممارسة انشطتهم دون ان يتعرضوا للمضايقة. ولكن مظاهر التشدد تزايدت في الآونة الاخيرة. ففي نيسان/ابريل، قام متشددون اسلاميون وشرطيون بفض مهرجان للفن بمبادرة نسائية في يوجياكرتا. واشتكت منظمات المهرجان من تعرضهن للاهانة اللفظية في حين قامت الشرطة بتوقيف مشاركات فيه واستجوابهن. ويتعرض المتشددون كذلك للاقلية المسيحية من خلال السعي لاغلاق الكنائس وارتكاب اعمال عنف متكررة بحق افرادها. وتتهم الشرطة في يوجياكرتا بالتواطؤ او الاكتفاء بموقف المتفرج. وساهم عدم اكتراث السلطات في تصاعد التشدد وفق المنتقدين. ويقول الباحث حول الاسلام والمفوض الحكومي للتدقيق في الشكاوى الثقافية والدينية احمد سعيدي ان السلطات "فشلت في منع التهجم بدافع التعصب" ضد الاقليات. - ست ديانات - وتقول انييس دوي روسجياتي منسقة تحالف "الوحدة في التنوع" "للاسف، فرضت مجموعات متعصبة خلال السنوات الماضية افكارها المتشددة على الناس". ويعمل "تحالف الوحدة في التنوع" على ابراز التنوع الديني والثقافي في الارخبيل الذي يضم 17 الف جزيرة صغيرة وكبيرة وتتعايش فيها قوميات وثقافات وديانات. وفي يوجياكرتا، يهاجم المتشددون كل ما يعتبرونه مخالفا، من المثليين الى شاربي الخمر. ولكن القسم الاكبر من سكان اندونيسيا البالغ عددهم 255 مليونا، يمارسون اسلاما معتدلا، ويعترف دستور البلاد رسميا بست ديانات هي الاسلام والبروتستانتية والكاثوليكية والهندوسية والبوذية والكونفوشيوسية. - غير اخلاقي - تقع مدرسة "الفتح" التي اغلقت في شباط/فبراير في متاهة من الشوارع في حي كوتاجيجي التاريخي. وهي عبارة عن منزل قديم يضم قاعة رئيسية كانت مخصصة للصلاة وتلاوة القرآن. ويواصل ثلاثة ائمة اعطاء دروس دينية اسبوعية لنحو عشر من طالباتها الاثنتين والاربعين. ويقول امام المسجد عارف نوح صفري، البالغ من العمر 32 عاما ان "من الصعب جدا عليهن الصلاة في المسجد بسبب وضعهن". ويضيف "اول شيء قلته لهن بعد وصولي الى المدرسة هو ان لهن الحق في الصلاة لان الله خلقهن كما خلق غيرهن من البشر". ويقول المدرس آريس سوتانتو "يرغبن بتعلم تلاوة القرآن، يردن فعل الخير، وهذا امر مستحب". ولكن عبد الرحمن المسؤول في جبهة الجهاد الاسلامي يرى الامور من منظار مختلف بقوله "لا يمكننا التسامح مع الشر". ويضيف ان انصاره يتفقون على الدوام مع الشرطة قبل القيام باي شيء ضد ما يعتبرونه غير اخلاقي.

مشاركة :