قال مسئول حكومي اليوم الإثنين (10 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) إن روسيا ستنشئ قاعدة بحرية دائمة في سورية لتوسيع وجودها العسكري في أوثق حليفة لها بالشرق الأوسط وذلك بعد أسبوع من إعلان موسكو أنها تدرس إعادة فتح قواعدها إبان الحقبة السوفيتية في فيتنام وكوبا. وأعلن الخطوة نائب وزير الدفاع الروسي نيكولاي بانكوف وتمثل دليلا آخر على أن روسيا تعزز قدراتها في سورية على الرغم من سحب جزء من قواتها في مارس آذار وتعد مؤشرا آخر على أنها تستعد للبقاء لفترة طويلة للمساعدة في دعم الرئيس بشار الأسد. وقال إيجور موروزوف عضو لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد (مجلس الشيوخ الروسي) لوكالة الإعلام الروسية "بقيامها بذلك لا تعزز روسيا قدراتها العسكرية في سورية فقط بل في الشرق الأوسط برمته وفي منطقة البحر المتوسط بكاملها." وأظهر تحليل أجرته رويترز لبيانات تتبع معلنة أن موسكو عززت قواتها في سورية باضطراد منذ انهيار وقف لإطلاق النار في أواخر سبتمبر أيلول لتزيد الإمدادات عن طريق الجو والبحر بمقدار المثلين. وتنطوي الخطة الخاصة بالقاعدة على تحديث وتوسعة قاعدة بحرية موجودة بالفعل في ميناء طرطوس تستأجرها موسكو من سورية وهي جزء من مسعى لتوسعة أو إنشاء وجود عسكري جديد في الخارج. وقالت صحيفة إيزفيستيا إن موسكو تجري محادثات أيضا لفتح قاعدة جوية في مصر بينما ذكرت صحيفة روسيسكايا جازيتا الحكومية أن روسيا عبرت عن رغبتها في إقامة قواعد في فنزويلا ونيكاراجوا وجزر سيشل وسنغافورة أيضا. وفي ظل خلافها مع واشنطن بشأن سورية وأوكرانيا نشرت موسكو صواريخ أرض-جو من طراز إس-300 في طرطوس وصواريخ ذات قدرة نووية في كاليننجراد وعززت قواتها في سورية. وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الاثنين إن جنودا من قوات المظلات الروسية سيشاركون للمرة الأولى في مناورات مع قوات المظلات المصرية على الأراضي المصرية هذا الشهر. وقال بانكوف إن الخطط لإقامة قاعدة بحرية دائمة في طرطوس في مرحلة متقدمة. وأضاف "الوثائق المطلوبة جاهزة ويجري بالفعل الحصول على موافقات عليها من الجهات المختلفة. ونأمل أن نطلب منكم التصديق على هذه الوثائق قريبا." ولدى روسيا بالفعل قاعدة جوية دائمة في حميميم في محافظة اللاذقية في سورية تنطلق منها ضرباتها الجوية على معارضي الأسد وتستعين بمدربين عسكريين وقوات خاصة وقوات من مشاة البحرية ومتخصصين في المدفعية للمساعدة في مساندة القوات الحكومية السورية على الأرض. وقال موروزوف عضو مجلس الشيوخ الروسي إن وجود قاعدة بحرية دائمة أيضا سيتيح لروسيا تشغيل المزيد من السفن في البحر المتوسط لأنها ستكون لديها منشأة تستطيع السفن التزود بالوقود والمؤن منها. وورثت روسيا قاعدة طرطوس عندما انهار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 لتصبح موطئ القدم الوحيد لموسكو في منطقة البحر المتوسط. وعلى الرغم من تحديثها مازالت إمكانياتها متواضعة وغير قادرة على خدمة سفن حربية أكبر حجما. وقال ليونيد سلوتسكي العضو البارز في البرلمان لوكالة الإعلام الروسية إنه سيتم زيادة طاقة القاعدة وتزويدها بدفاعات مضادة للغواصات وأنظمة إلكترونية جديدة بالإضافة إلى صواريخ إس-300 التي وصلت إليها مؤخرا.
مشاركة :