أبوظبي (الاتحاد) صدر للفنان الإماراتي جاسم عبيد كتاب «سيرة وعبر» ضمن إصدارات وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، يستعرض فيه عبيد رحلته الشاقة مع الحياة وصولاً إلى تعلقه بشخصية «الدبدوب» التي ارتبطت به وارتبط بها عبر سنوات طويلة، وهو حين يروي عن هذه العلاقة في كتابه يضعها في منطقة خاصة من وجدانه، إذ يقول: « أبهرتني شخصية الدبدوب بكل ما يصدر عنها من حركات ومواقف وانفعالات مختلفة، تدور كلها في إطار عالم الطفولة الجميل، وكيفية التأثير بأسلوب سهل وبسيط في نفوس الزهور الصغيرة» ويستعيد جاسم عبيد حلمه الذي حققه، ويسجل في «سيرة وعبر» البدايات الأولى لتحقيق هذا الحلم: « كنت أحلم كثيراً بتأدية هذه الشخصية (الدبدوب)، إلى أن جاء هذا اليوم في العام 1975 ، الذي منعت فيه الظروف الفنان على التميمي من أداء هذه الشخصية الجميلة، التي رافقتني أربعة عقود فيما بعد، وما كانت هذه العلاقة الممتدة لتتم لولا السفر المفاجئ للفنان علي التميمي، ما دعا المعد ومقدم البرنامج محمد ياسين، المعروف بـ «بابا ياسين»، إلى أن يعرض علي القيام بدور شخصية الدبدوب». تتنوع فصول الكتاب وتتعدد النوافذ التي يفتحها جاسم عبيد على تجربته، ويقدم فيها عن نشأته والعمل مع والده في الغوص وصيد اللؤلؤ، والذهاب في أسفار طويلة بحثاً عن الرزق، كما يتناول في فصول أخرى جوانب من أعماله الفنية ودوره في مسلسل «شحفان» الذي أدى فيه شخصية ضرير، مستعرضاً مشاركاته في المسلسلات التلفزيونية، والمسرحية، وصولاً إلى أهم المواقف التي عايشها في مسيرته الإخراجية. ولا يكتفي عبيد في كتابه بسرد قصته بل يقدم رؤيته عن المعارف التي اكتسبها عبر رحلته الفنية، متحدثاً عن فن الإخراج إذاعياً وتلفزيونياً ومسرحياً، مقدماً معلومات عن حركات الكاميرا، والفروق بينها، وهو ما يقدم للقارئ صورة مكثفة عن طبيعة العمل الفني بكل أبعاده. ويضم الكتاب في نهايته ألبوماً مصوراً يستعرض فيه عبيد مجموعة من الصور التي تجسد بعض أعماله وجوائزه وشهادات التكريم التي حصل عليها تقديراً لتميزه.
مشاركة :