«حروف وألوف» هو عنوان البرنامج الذي ارتبط باسم مقدّمه محمد الشهري ويرتبط أيضاً بشهر رمضان. للسنة التاسعة يطلّ الشهري على مشاهدي محطة «أم بي سي 1» مؤكّداً أنّ تلك الأعوام الطويلة التي مضت لم تفقده حماسته، بل العكس: «أنا أنتظر البرنامج من سنة إلى سنة لأنّ لقاء المشاهدين بعد عامٍ كامل يجعلك تتحمّس وتشعر بقمّة السعادة، خصوصاً أنّ اللقاء يتمّ خلال شهر رمضان المبارك»، يقول الشهري. ألا يخاف محمد الشهري من أن يؤدّي ارتباط اسمه بشهر رمضان فقط إلى إضعاف حضوره على الساحة الإعلامية بسبب الغياب في الأشهر المتبقية من السنة؟ يجيب أنّه يتعمّد هذا الأمر وأنّه يسير ضمن خطّة تقضي بالظهور القليل على الشاشة، معتبراً أنّ الظهور المكثّف على مدار السنة يساهم في قتل حضور الإعلامي ويخفف من قوّة تواصله مع الجمهور. ويشير إلى أنّه يتّبع هذه الخطة منذ بداياته، فحين كان يقدّم برنامج «صدى الملاعب» مثلاً، كان يطلّ في حلقة واحدة في الأسبوع. «أفضّل أن يشتاق إليّ المُشاهد ويتمنّى أن يراني أكثر، من أن يضجر منّي ويتمنّى أن أختفي من أمامه». وماذا عن نظرية أنّ مَن يعمل تحت الأضواء ينساه الجمهور إذا ابتعد عنها، وفق قاعدة «بعيد عن العين بعيد عن القلب»؟ لا ينكر الشهري أنّ هذه النظرية صحيحة، لكنّها لا تنطبق على الذي يدرس إطلالاته وغيابه، «فحين يعرف الناس متّى تغيب عنهم ومتى تطلّ عليهم، عندها تكون حاضراً في أذهانهم أثناء غيابك». ألا يخطر في باله أن يقدّم برنامجاً جديداً في إطار جديد؟ «بلى» يقول، «بعد شهر رمضان سنجتمع مع الزملاء والمسؤولين في «أم بي سي» للتفكير في برنامج جديد». لا تفاصيل واضحة عمّا يمكن أن يكون هذا البرنامج، ولكن حين نسأل عن الإطار الذي يحبّ الشهري أن يكون فيه يجيب: «أحبّ البرامج الوثــائـــقــية، الثـــقــافــية، والتاريخية». إذاً هل نتوقّع أن نشاهده في إطار جديد لم يعتده المشاهدون؟ يجيب: «بإذن الله». السؤال التالي الذي نسارع إلى طرحه: هل يمكن أن يكون هذا الموسم هو الأخير لبرنامج «حروف وألوف»؟ يؤكّد أنّ «حروف وألوف» لن يتوقّف في السنوات المقبلة، خصوصاً أنّه ارتبط بذهن المشاهدين وصاروا يعتبرونه «وجبة سحور» في رمضان، خصوصاً أيضاً أنّه ما زال في قمّة عطائه ومن غير المنطقي أن يتوقّف الآن، «لكن ما إن أشعر بأنّ المشاهدين ملّوا منه سأتوقّف عن تقديمه». الشهري يتلقّى اتصالات من أنحاء العالم العربي، فهل يشعر بأنّ البرنامج يشكّل بصيص أمل ومتنفساً عند سكّان البلدان التي تعاني من الحرب ومن الانقسامات؟ «لا يمكنك أن تتخيّل سعادتي عندما أتلقّى اتصالات من أناس أضنتهم الحروب في بلادهم وأرهقتهم المضايقات التي يتعرّضون لها، ولا يمكنني أن أصف رغبتي في أن يفوزوا، علّ فوزهم يرسم ضحكة على وجوههم ووجوه أفراد عائلاتهم» يقول هذا متمنّياً أن تستقر الأوضاع بأسرع وقت في كلّ الدول العربية. منذ أيام، قلّد مسلسل «واي فاي» على «أم بي سي 1» محمد الشهري، وحين نسأله إن كان شاهد الحلقة يضحك طويلاً قبل أن يقول: «نعم شاهدت الحلقة وأعجبني كثيراً الفنان المبدع حسن البلام، وأشكره، فقد أظهرني بصورة الإنسان الكريم الذي يتحمّس مع المشاهدين ويتمنّى لهم الفوز». وينفي الشهري أن يسبّب له التقليد أي انزعاج، مشيراً إلى أنّه يضحك أيضاً حين يرسم كاريكاتورياً لأنّه لا يتعامل مع هذا النوع من الفنون بحساسية زائدة، بل على العكس يفرح به لأنّه ينمّ عن ذكاءٍ وإبداع. وعن الخبر الذي ظهر مطلع العام حول نية الشهري ترك «أم بي سي»، يقول إنّه يتفهّم أن يجد أشخاصاً لا يرتاحـــون إليه، تماماً كما يجد أشخاصاً يحبّونه، لكنّه غير قادر على فهم الذين يختلقون إشاعات مماثلة. «أعتقد أنّ مفبركي الإشاعات يخفون في أنفسهم مرضاً ما، وأسأل الله أن يشفيهم منه».
مشاركة :