منذ أعوام طويلة لم تظهر مباريات المنتخب السعودي بالروح التي ظهرت عليها أمام استراليا، كان قريباً من تحقيق النقاط الثلاث، لكن تفاصيل صغيرة كادت أن تخرجنا من الموقعة بلا نقاط، ليس توقيتاً مناسباً للحديث عن هذه التفاصيل، الأهم أن المنتخب أظهر شخصيته القوية الغائبة، لم يهب اللاعبون منتخب استراليا على الرغم من الفوارق الفنية فاستطاعوا العودة للمباراة بعد التأخر فيها، بل وكانوا قريبين من تسجيل هدف الفوز لولا عجلة فهد المولد، هذه الشخصية القوية ستكون دافعاً لنا حين يحط الأخضر رحاله في طوكيو الجولة المقبلة لملاقاة اليابان، وستكون دافعاً في موقعة الإياب مع استراليا في ملعب ميلبورن . موقعة الليلة لا بديل فيها عن النقاط الثلاث، لأسباب متعددة لعل أهمها أننا خسرنا نقطتين الخميس الماضي فسيكون من الصعب أن نخسر نقاطاً جديدة في الملعب ذاته، وثاني الأسباب أن استراليا واليابان سيتقابلان ظهراً، وأي نتيجة تنتهي عليها مباراتهما هي في مصلحة المنتخب السعودي باعتبار أن كليهما منافس لنا، وآخر الأسباب أن منتخب الإمارات هو أحد المنافسين وهزيمته تعني كسب نقاطٍ ست، الليلة لا شيء أهم من نقاط المباراة والتي يجب أن يفكر فيها اللاعبون أكثر من أي شيء آخر. الإمارات منتخب طموح وقوي فنياً، هو أحد المرشحين لخطف إحدى بطاقات التأهل عن المجموعة، لا يجب الإفراط بالتفاؤل والنظر لنتيجة المباراة باعتبارها محسومة لـ»الأخضر»، فالأداء المميز الذي أظهره اللاعبون ؛ وردة الفعل الإيجابية التي اكتسحت الإعلام السعودي في اليومين الماضيين ينتظر أن تكون دافعاً للاعبين لتحقيق نقاط الإمارات لا أن تكون سبباً في ضياعها . فنياً المنتخب بحاجة لبعض التغيرات على صعيد التشكيلة، لكن التغير في هذه الفترة هو سلاح ذو حدين ، ربما يكون عاملاً إيجابياً وينتفع «الأخضر» وربما يكون العكس ويتضرر ، إلا أنني أعتقد أن المنتخب بحاجة لتغييرين أولهما إشراك عبدالعزيز الجبرين بدلاً عن سلمان الفرج ، وناصر الشمراني مكان نايف هزازي، الفرج مازال بعيداً عن مستواه ومباراة الليلة قوتها تكمن في الوسط، فمن المهم تواجد الجبرين جوار عبدالملك الخيبري للحد من خطورة وسط الإمارات، وفي المقدمة لا يبدو هزازي هو الخيار المناسب عطفاً على أدائه مع فريقه هذا الموسم وعلى ما قدمه مع المنتخب . أمام استراليا أعاد جمهور جدة للمدرجات السعودية هيبتها ، فكانوا السند الحقيقي لنجوم الأخضر ميدانياً ، على الرغم من أن الفريق خسر تقدمه لكن تشجيعهم وتحفيزهم ظل مستمراً حتى عاد منتخبنا للتعادل، الليلة ننتظر حشداً جديداً ودعماً معتاداً من أبطال المدرجات ، فقد كنتم كلمة السر لتوهج منتخبنا الخميس، وكنتم السبب في تحطيم كبرياء أنجي بوستيكوجلو مدرب استراليا الذي كان لا يرى المنتخب السعودي منافساً حقيقياً له قبل المباراة ، لكن هذا الكبرياء انكسر بعد التعادل ليؤكد على أنه خرج بنتيجة إيجابية لمنتخبه موعزاً توهج الأخضر للدعم الجماهيري الكبير.
مشاركة :