لم يكن مجرد انتقال من مكان لمكان.. بل كأني بالرحلة كانت بآلة زمن..! بهذا تستهل محبرتي ما رأته واقعاً كنت أظنه إلى ما قبل رؤيا العين من الخيال..! مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.. إنجاز وإعجاز..! كينونة كُن..! تخطيط إحداثيات بدقة وكالة ناسا ولكن على الأرض..! صهر الأهداف في قوالب ومن ثم تقديمها مشروعاً صلباً بإتقان يفوق نحت مايكل آنجلو ودوناتيلو..! ها نحن ذا ورؤية 2030 قد تحقق جزء منها..! أفق بلا حد.. مترامي الأطراف وفي كل اتجاه.. وكأني ببوصلته لها أكثر من نجم قطبي..! مدينة امتزج فيها أوفرول العمال بربطة عنق التجار وكاجول السياح مع حقائب الأكاديميين بتناسق ألوان قدم لنا لوحة متناغمة لمجتمع تكاملي رسالته الأم: بناء الإنسان وتعزيز التنمية الاجتماعية الدائمة بالاهتمام المستمر بالجوانب التعليمية والوظيفية. تقسيمات ديموغرافية قدمت الوادي الصناعي بأكثر من مئة شركة عالمية استهلت نصفها فعلياً خطوط الانتاج والتشغيل..! أيقونات سياحية لم تواكب العصر فحسب، بل استبقته ورسمت طائراً لنورس يُشير لكل سائح إليها..! صروح أكاديمية باكورتها كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال للمرحلة الجامعية والدراسات العليا بالتعاون مع كلية بابسون الأولى عالمياً في هذا المجال..! ثم ماذا..؟ واستفهام كهذا هو المحرك الأساسي لمكنة انتاج مدينة كهذه لم تتوقف، بل أدارت رحاها في اتجاه تأهيل الكوادر من خلال برنامج (طموح) والذي قدم لنا 1000 شاب وشابة مؤهلين لسوق العمل..! مدينة أمضيت فيها الساعة تلو الساعة وكأنها دهر بعد آخر وأنا المتأمل لكل تفاصيلها..! مساحة شاسعة كانت من العدم ثم بعد حين تحولت إلى الأرض الأهم..! طوبى لكل من شارك في بناء هذا الصرح الفاخر حد الخيلاء.. نعم.. فبمثل هذا الصرح سنقول: "ها نحن ذا" بين الأمم..!!!
مشاركة :