دخل سعيد ذو الـ 36 عامًا السجن، قبل عام ونصف، فنسي معنى اسمه، وهو بين 4 جدران تستنزف بقية عمره، بعيدًا أطفاله الثلاثة وزوجته التي تتضرع إلى الله أن يفرج كربته ويطلق سراحه. وهو على الطريق يقود سياراته، اصطدم سعيد بعامل بالخطاء فمات العامل في سيارته، وحكم عليه بالدية، لكنه لم يجد من يدفع عنه أو يساعده، فاقترض من البنك الذي لم يعطه غير 90 ألفًا وكذلك فعل شقيقه لكنهما لم يحصلا على أكثر من 200 الف ريال والدية تبلغ 270 ألف ريال. الأمل والبحث مرت الأيام والشقيقان يبحثان عن حل، لكن الحالة المادية للناس جعلتهما يعجزان عن تدبير باقي المبلغ ، حينها قرر سعيد التوجه لأقربائه في مكة المكرمة وقبيلته في جنوب المملكة ليحدثهم بما حصل ليساعدوه لكن يد الشرطة كانت أقرب إليه. قبض عليه في المركز الأمني بالشميسي وأودع السجن بحجة عدم دفع الدية، وبعد أسبوع من سجنه استطاع سعيد أن يبلغ أخيه أن يطلب من زوجته الانتقال من شقتها لمنزل والده لتعيش ويعيش الأبناء في كنف جدهم وحتى يجدوا مأكلهم ومشربهم. قوانين عمياء بدوره أبلغ الشقيق الشركة التي يعمل فيها سعيد بما حصل له، ليتفاجأ بعد نصف شهر بفصل شقيقه بحجة الغياب، وهنا بدأت المأساة في الاتساع. ليبدأ شقيق سعيد بالبحث عن مصدر رزق لأسرة شقيقه، وفي الضمان الاجتماعي وجد رداً صادمًا لنصرف معونة لابد من فتح خدمات سعيد حتى نشاهد حالته. حاول الشقيق إقناع المسئولين عن الضمان الاجتماعي باستحالة طلبهم وأنهم لا يطلبون لسعيد القابع خلف القضبان وإنما لزوجته وأبنائها فكان الرد، صادمًا أيضًا، وهو أن المرأة طالما زوجها موجود وهي متزوجة لا تستحق أي مساعدة او ضمان اجتماعي. رهن المنزل تدخل والد سعيد عند أهل الخير من جماعته ومعارفه، وحاول أن يرهن منزله الوحيد مقابل سداد تلك الدية فكان رد الجميع أن سعيد أسرف على نفسه في المعاصي خله يتربى في السجن دون مراعاة لمشاعر الأب الذي كان قلبه يتقطع وهو يرى ابنه قد تاب وعلمه السجن معنى الجد والاجتهاد والمسئولية أمام عمله وأسرته وقبل كل ذلك في دينه وأمام ربه وأن السجن قد جعل منه رجلا مختلفا عما كان عليه لكن أحدًا لم يقتنع احد بكلام والده الذي فشل هو الآخر بجمع شيء من دية العامل . زمن غريب شقيق سعيد الأصغر ووالده ما يزالان يبحثان عمن يساعدهما في هذه المصيبة التي حلت بهما كاسرة سعودية قبيلية من جنوب المملكة ويستغربان أن نظام العاقلة اختفى مع التأمين وكأننا ننسى ديننا، فيما يقول والد سعيد لقد ساهمت طوال عمري في سداد كثير من الديات وهي قتل يد بيد وليس بحادث سيارة قدره الله على ابني.. أين ذهب الناس والتعاون على البر وفك العاني ومساعدة الملهوف. ويضيف والدموع تبلل لحيته يبدو أننا نعيش في زمن غير زمن الدين والإسلام وإلا كيف نتحمّل.. زمان الديات ونتسابق في سدادها ولو كانت خطأ واضح من القاتل رغم فقرنا وقلة الرواتب واليوم مع كل هذا الهياط ومع صرف الناس لا يتحمل الانسان ٥٠٠ ريال في إخراج سجين في دية عامل ربما يكون الخطأ على العامل ١٠٠٪ وحكم المرور بما يراه . مناشدة حياة والد سعيد وشقيقه يناشدون أهل الخير في إخراج ابنهم من السجن بعد ان أمضى عامًا ونصف فيه من اجل أسرته وأبنائه الذين يكادون يمنعون من الدراسة بسبب توقيف الخدمات لولا أن امهم قامت باستخراج سجل خاص بها وكفلت الأبناء لكن كل ذلك مؤقت ويمكن أن يمنعوا في أي وقت ويخسر الأبناء تعليمهم، كما خسروا أباهم.. فانقذوه .
مشاركة :