تستعد الدوحة لاحتضان أكبر مسابقة عالمية للقرآن الكريم، ضمن مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم، وهي مخصصة لأوائل الفائزين في المسابقات الدولية وتبلغ قيمة الجائزة مليون ريال قطري لتكون الأعلى في تاريخ المسابقات القرآنية. وحددت الوزارة موعد المسابقة خلال الفترة من 27 نوفمبر إلى 06 ديسمبر 2016، بالتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني ، في تجسيد حي لتلاحم البعدين الديني والوطني في فكر المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، وفي تواصل حضاري لقيمة ثابتة في رؤية القيادة الرشيدة في خدمة القرآن الكريم وتكريم أهله. وينتظر أن يشارك في الدورة الأولى لـ"أول الأوائل" الفرع الدولي لمسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم، 39 متنافسا المتوجين الأوائل في أهم المسابقات القرآنية الدولية من دول متعددة وقارات العالم المختلفة. وسيكرم الفائز الأول بأول الأوائل بجائزة مالية قدرها مليون ريال قطري حيث تعد هذه الجائزة الأعلى في تاريخ المسابقات القرآنية تكريما للمتفوقين من أهل القرآن الكريم. وتعد الدورة الأولى "أول الأوائل" الفرع الدولي لمسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم، وتأتي تتويجا لتاريخ هذه المسابقة الممتدة لما يقرب من ربع قرن، وتجسيدا لحلم الكثير من أبناء قطر لتنتقل المسابقة من التميز المحلي والإشعاع الإقليمي إلى التفوق العالمي. ومنذ الأول من نوفمبر عام 1993 تاريخ صدور القرار الوزاري بتشكيل اللجنة المنظمة لمسابقة الشيخ جاسم بن محمد للقرآن الكريم وحتى اليوم شهدت المسابقة العامة الأعرق، والأوسع فروعاً، والأعلى جوائز في تاريخ قطر المعاصر، تطورا متناميا ونقلة نوعية خاصة منذ صدور الأمر الوزاري رقم 24 لسنة 2013 الذي جاء ليعزز إمكاناتها البشرية والمادية ويفتح آفاقا نوعية جديدة بانفتاحها على فروع جديدة وفئات متعددة من المجتمع وبناء جسور لاستقطاب أول مسابقة عالمية قرآنية في الدوحة تجمع أول الأوائل المتوجين في المسابقات القرآنية الدولية. وبلغة الأرقام، شهدت مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم خلال 22 عاما مشاركة 30286 متنافسا في حفظ وتلاوة القرآن الكريم، منهم 18749 من الذكور و11537 من الإناث بعد أن سجلت الدورة الأولى سنة 1994 غياب العنصر النسائي تماما. وشهدت دوراتها الـ22 المتتالية مشاركة 16410 قطريين ذكورا وإناثا في فروعها المختلفة في تناغم مع رؤيتها الثاقبة للمساهمة في بناء الجيل القطري القرآني الجديد وتعزيز قدراته التنافسية في المسابقات القرآنية الدولية، مع انفتاحها على جميع الجنسيات التي تستظل بدوحة الخير. وتتميز مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم بتشجيعها على المشاركة فيها بكل روايات القرآن الكريم، وبكونها مفخرة المسابقات القرآنية في المحافظة على علم القراءات في الصدور، وتشجيع الشباب على التلاوة بالقراءات المتعددة، والمساهمة في إثراء التنوع السمعي، واللغوي، والاجتماعي، والإنساني على النهج القرآني. ويقول الشيخ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية "إنه بالنظر إلى المسابقات القرآنية في الكثير من الدول العربية والإسلامية فإننا لن نجد فيها سوى 3 أو 4 روايات فقط وهي لا تزيد على ورش وقالون وحفص وقد توجد روايات أخرى، أما في مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني - رحمه الله- للقرآن الكريم فهناك من يشاركون برواية البزي أو هشام أو غيرها من الروايات التي وصل عددها إلى 10 روايات خاصة في الأعوام الأخيرة من عمر المسابقة مما يدلل على أن المسابقة قد أفرزت بالفعل كثيراً من الشباب القطري وأصبحت رافداً من الروافد العاملة على تشجيع الشباب القطري على المشاركة والمنافسة". ويضيف المعصراوي "أن المنافسة في حفظ القرآن كاملا بالروايات تعد ميزة فريدة لهذه المسابقة، وقد لا تتوفر في أي مسابقة دولية أخرى، حيث إن من شروط المسابقة عدم السماح لأي متسابق فاز مسبقا في رواية معينة أن يشارك مرة أخرى إلا برواية أخرى".. لافتا إلى "أن هذا الشرط دفع حفظة القرآن الكريم إلى التسابق على تعلم الروايات". وتؤكد اللجنة المنظمة لمسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم أن الهدف الأسمى للمسابقة هو تنمية الإنسان المسلم وأن التجديد والابتكار جسرها نحو المستقبل. وشهدت السنوات الثلاث الأخيرة انفتاحا محمودا للمسابقة على فئات المجتمع، فأحدثت فروعا جديدة للبراعم وابتكرت جسورا للتواصل مع الشباب عبر تكنولوجيا المعلومات من خلال فرعي (غرد للقرآن) على تويتر و (رتل و أرسل) على الواتساب، كما أقامت المسابقة بالتعاون مع مركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي فرعا للمهتدين الجدد يشهد مشاركة متزايدة وتنافسا محمودا بين المهتدين الجدد في كعبة المضيوم. كما أقامت المسابقة مبادرة مبتكرة لغير الناطقين باللغة العربية حيث شهد المركز الإسلامي بمدينة /رييكا/ في يناير 2014 تنظيم أول مسابقة قرآنية في العالم للناطقين باللغة العربية من غير أهلها في دول البلقان كما احتضنت الدوحة الصيف الماضي أول دورة تدريبية لمعلمي القرآن الكريم بروسيا الاتحادية. وقدمت المسابقة على امتداد دوراتها السابقة جوائز بقيمة إجمالية تفوق الـ 50 مليون ريال قطري... وينتظر أن يفوز الفائز الأول في مسابقة الفرع الدولي "أول الأوائل" بمليون ريال.. ولعل قيمة هذه الجوائز تبرز خدمة القرآن الكريم كأولوية أولى من أولويات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في تعزيز ربط الناشئة والأجيال الجديدة بالقرآن الكريم وقيمه السمحاء وتكريم أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته والاستثمار في المواطن القطري بتعزيز قدراتهم التنافسية والمساهمة في تخريج الجيل القطري القرآني الحافظ لكتاب الله تعالى والمعتز بدينه والمحب لوطنه والمحافظ على قيمه الأصيلة. م.ن ;
مشاركة :