شرع عدد من معارض المجوهرات في سوق الذهب في إدراج أسعار المعدن الأصفر إلكترونيا عبر شاشات تعتمد مواقع شهيرة في هذا المجال على الإنترنت وذلك كخطوة استباقية لما شاع في السوق عن نية إدارة حماية المستهلك بإصدار قرار وشيك بهذا الخصوص حسبما أكده بعض الصاغة لـ «العرب». وتأتي تلك الخطوة استباقا للقرار نظرا لحماس أصحاب المحلات لتطبيق الفكرة منذ فترة طويلة، حيث وجهوا نداء للجهات المختصة عبر «العرب» في مطلع العام الحالي، يتمثل بالمطالبة في التخلص من الطرق التقليدية القديمة في عرض أسعار الذهب اليومية والتي كانت تعتمد على اللوائح اليدوية والانتقال إلى وسائل أكثر تطورا من خلال شاشات عرض إلكترونية تدرجها حسب التسعيرة العالمية. وأشار هؤلاء لـ«العرب» إلى أن عرض الأسعار عبر الشاشات قد أحدث نقلة نوعية بالتعامل مع الزبائن، حيث تضمن لهم إتمام عمليات الشراء بطرق أكثر سهولة وسلاسة واطمئنان، كما أضفت مزيدا من المصداقية والإقناع للتاجر مما لا يدع مجالا للشك في نفس العميل عن إمكانية التلاعب والتمويه في سعر الذهب طالما أصبح لديه حرية الاطلاع عليها لحظة شرائه له لاسيَّما مع تحديثها المستمر إلكترونيا على مدار الساعة. وأوضح أولئك أن الشاشات الإلكترونية تعرض أسعار جميع أنواع الذهب بشقيه الأصفر والأبيض وبكافة عياراته من عيار 6 حتى عيار 24 وكذلك العملات الذهبية والسبائك، بالإضافة إلى إدراجها بالريال القطري والدولار الأميركي مما يمنح الزبون فكرة عن القيمة الإجمالية للقطعة التي يرغب بشرائها بنسبة %90 تقريبا، فيما يتبقى عليه إضافة المصنعية التي تتباين حسب أنواع المشغولات وأحجامها ومنشئها ومقدار الذهب الخالص فيها. تسهيل الشراء والبيع وفي هذا السياق، قال صلاح قاسم من معرض مجوهرات اليافع: «شاهدنا محلات في سوق الذهب قد شرعت في تركيب شاشات لإدراج أسعار المعدن الأصفر اليومية بواسطتها للزبائن منذ بداية شهر سبتمبر الماضي، وقد سمعنا أنه سيصبح أمرا إجباريا وعلى إثر ذلك قمنا بتركيب واحدة لتسهيل اطلاع عملائنا على الأسعار». وأشار إلى أن من شأن هذه الخطوة أن تضيف أثرا إيجابيا بالتعامل بين التاجر والزبون، إذ تضفي مزيدا من الإقناع من ناحية الأسعار وإشعار الزبون بالاطمئنان بحقيقة السعر حيث يكون معروضا بقيمته عالميا أمامه، لافتا إلى أن كل محل يقوم بعرضها على الشاشات لديه عبر روابط إلكترونية شهيرة ومعتمدة، منوها بعدم وجود نظام موحد يربط جميع المحلات باللائحة ذاتها. منع التباين بالأسعار وأوضح أن الرابط الإلكتروني يعرض أسعار الذهب بالريال والقطري والدولار الأميركي لجميع العيارات بدءا من العيار رقم 6 وحتى 24، إلا أنه ليس جميع الزبائن يعتمدون عليها فليس الكل يملكون الخبرة الكافية للاعتماد على أنفسهم في فهم الآلية التي يتم بها احتساب قيمة القطعة الذهبية مما يضطر التاجر لشرح قائمة الأسعار. وبين أن الفائدة الكبرى من هذه الشاشات تتمثل بمنع التلاعب بالأسعار، ويتبقى على العميل أن يحسب المصنعية ويتحرى قيمتها من محل لآخر لنفس القطعة حتى يتسنى له التعرف على القيم الحقيقية للقطع المختارة للشراء بناء على الأسعار المعروضة لكل عيار رغم أن هناك بعض المشغولات التي تتسم بثبات قيمة مصنعيتها ولا تتغير تبعا للزمان والمكان، مشيراً إلى أن اللوائح الإلكترونية تضم كافة أنواع الذهب بشقيه الأصفر والأبيض كذلك. وكان عدد من التجار في سوق الذهب قد وجهوا نداءً للجهات المختصة عبر «^» في مطلع هذا العام، مطالبين فيه بالعمل على تثبيت أسعار المعدن الأصفر عبر لوحات إلكترونية تدرج السعر الحقيقي الذي يعتمد التسعيرة العالمية لتبدو جلية للمشترين، وذلك منعا لاحتمالية التلاعب أو استخدام أسعار أقل من باقي محلات السوق بغية جذب الزبائن عبر اللوائح القديمة التي كانت تعتمد على الكتابة اليدوية، والتي كان من شأنها أن تضر بمصالح التجار الآخرين الذي يلتزمون بالأسعار الفعلية، وإمكانية أن تؤدي إلى مشاكل ومناكفات على السعر بين التاجر والزبون. تحديث مستمر من جانبه، قال سلطان بن عطاف من معرض مجوهرات بازلت الخليج: «قمنا بتركيب الشاشات الإلكترونية منذ أسبوع تقريبا، وأرى أنها تزيد الزبون إقناعا بالسعر، الذي يتقلب باليوم الواحد عدة مرات مما يؤدي إلى إرباكه وإثارة الشك لديه عن إمكانية التلاعب بالأسعار مما يضفي أريحية أكبر بين الطرفين، فمن خلال اللوائح الإلكترونية يتم التحديث تقريبا كل ساعة آليا حسب الأسعار العالمية». وأوضح أن عملية بيع المعدن الأصفر باتت أكثر سلاسة من ذي قبل مع الشاشات الإلكترونية، حيث باتت الأسعار تعرض بشكل محدث أمام الزبون لجميع العيارات وما عليه إلا أن يقوم بإضافة قيمة المصنعية للمشغولات الذهبية التي يرغب بشرائها حتى يحتسب القيمة الإجمالية لها بإضافتها إلى السعر العالمي المدرج، مشيراً إلى أن مهمة التاجر أصبحت تقتصر على شرح تلك العملية للزبون الذي ليس على دراية بها. المصنعية وفي معرض السؤال عن إمكانية وجود آلية لتوضيح كيفية احتساب المصنعية على المشغولات الذهبية على غرار أسعار عياراتها التي باتت تعرض على الشاشات حتى تصبح عملية الشراء لدى الزبائن أكثر وضوحا، أكد أنه من الصعب تحديد قيمها بهذه الطريقة لأنها تتباين من قطعة لأخرى على حسب موديلها وبلاد منشئها، منوها بأن الفرق أصبح كبيرا مع وجود الشاشات عن الفترة التي قبلها كما أنها تدرج سعر البيع والشراء والسبائك والعملات بجميع العيارات. وعلى ضوء هذا أضاف ياسين الكواش من محل بازلت الخليج بقوله: «إنه يفضل أن توجد الجهات المختصة نظاما إلكترونيا أو موقعا موحدا يربط الأسعار بجميع المحلات، بالإضافة إلى أن الشاشات الحالية قد أسهمت بشكل كبير في الحد من المشاكل والتشكيك بمصداقية التاجر في نظر الزبائن وتباين سعر كل عيار من محل لآخر بسبب عدم القدرة على مواكبة تحديثها الدائم لأنها كانت يدوية. الحفاظ على المصداقية بدوره، قال محمود سعيد، مدير شركة الصلاحي للذهب والمجوهرات: «نعتمد في الشركة سياسة الشفافية والحفاظ على الثقة المصداقية مع الزبون، وبالتالي قمنا بالتفكير في استخدام الشاشات الإلكترونية لعرض أسعار المعدن الأصفر بغية أن يطلع عليها العميل لمنع حصول تلاعب في الأسعار». وأشار إلى أن وجود مثل هذه الشاشات ضروريا وينعكس إيجابيا على عمليات بيع وشراء الذهب، وذلك لأنه يعتمد على التسعيرة العالمية التي تتغير وتتباين من وقت لآخر، ولذلك قمنا بتطبيقها كخطوة استباقية للقرار الذي تعتزم إدارة حماية المستهلك إصداره بخصوص إلزام كل محل بعرض الأسعار عبر الشاشات الإلكترونية التي يعتقد بأن جميع المحلات ستعتمدها خلال شهرين أو ثلاثة على أبعد تقدير. وأوضح أن تلك الخطوة من شأنها أن تضيف أريحية نفسية للزبون عند قيامه بشراء المعدن الأصفر على أساس أنه يسير بها وفقا لقائمة أسعار محددة وواضحة رغم اختلاف مصنعية المشغولات التي تتباين من قطعة لأخرى، فالتثبيت يتم عن طريق السعر العالمي على الذهب الصافي، مؤكداً عدم احتمالية وجود غش أو غبن على العملاء لأنهم مع إدراج الأسعار ووعيهم بقيمة المصنعية لكل قطعة باتت العملية واضحة. نظام موحد ولفت إلى أن الشركة تقوم باعتماد نظام الموقع الشهير في عرض أسعار الذهب عالميا «كيتكو»، معربا عن أمله في قيام إدارة حماية المستهلك باعتماد هذا الموقع كنظام موحد لجميع محلات المجوهرات في السوق كونها طرحت فكرة الشاشات وتمضي قدما في تنفيذها وتطبيقها على الجميع. وبين أن إدراج أسعار الذهب على الشاشات أمام الزبائن يعتبر كافيا لإيضاح سعر القطعة التي يرغب بشرائها بنسبة 80 إلى %90 من سعرها النهائي مضافا إليه قيمة المصنعية فقط في حال كانت محلية بالإضافة إلى القيمة الجمركية في حال تم جلبها من بلاد منشؤها في الخارج. وخلال جولة لـ «^» في سوق الذهب لوحظ استجابة عدد كبير من معارض المجوهرات المنتشرة على جنباتها لتطبيق القرار قبيل إصداره رسميا من قبل الجهات المختصة وإدارة حماية المستهلك، لأن هذه الخطوة تمنح الفائدة للتجار حسبما أكده بعضهم ولا تقتصر فقط على الزبون وحده.;
مشاركة :