الرياض (الاتحاد) أبلغ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، حكومة الولايات المتحدة الأميركية رغبته في إرساء سلام دائم في بلاده الغارقة في الصراع المسلح منذ مارس العام الماضي، معلناً صراحةً معارضته إبرام هدنة هشة مع الإنقلابيين الحوثيين وحلفائهم الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق في شمال البلاد. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الرئيس عبدربه منصور هادي استقبل أمس، في مقر إقامته المؤقت في الرياض، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن، ماثيو تولر، وناقش معه جملة من القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، ومنها ما يتصل بمستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية بجوانبها المختلفة. ونقلت الوكالة الرسمية عن هادي قوله للسفير الأميركي: «إننا نتطلع إلى وقف الحرب وإرساء سلام دائم، وليس لمجرد هدنة لمدة 72 ساعة ليتم اختراقها من قبل الانقلابيين كعادتهم من دون تحقيق السلام الذي يتطلع إليه شعبنا وينشده المجتمع الدولي، وفقاً لقرارات السلام ومرجعياته المحددة». وعبّر الرئيس اليمني عن أسفه لتداعيات تصعيد ميليشيات الحوثي وصالح الإنقلابية، وآخرها محاولة استهداف سفينة تابعة للبحرية الأميركية في البحر الأحمر، بعد أسبوع واحد على تعرض سفينة إغاثة إماراتية لهجوم من الميليشيات الحوثية. وقال هادي: إن هذه الاعتداءات تعزز يوماً بعد آخر «قناعة المجتمع الدولي بخطورة تلك العصابات وأفعالها الإرهابية التي لا تكترث بمناحي السلام الوطني وتأثيره على السلام والاستقرار الإقليمي والدولي»، مشيراً أيضاً إلى «الاستهداف المتواصل لتلك الجماعات للمناطق الحدودية في المملكة العربية السعودية بدعم وإسناد من قوى إقليمية». وأكد هادي حرصه على «السلام الجاد والدائم الذي يضع حداً للحرب ومعاناة الشعب اليمني الذي عانى الكثير وما زال نتيجة للحرب الظالمة التي تفرضها عليه تلك الميليشيا التي دمرت البلد، وسفكت الدماء البريئة، وحاصرت المدن، ومنعت الغذاء والدواء عن الأطفال والعزل الأبرياء». من جانبه، عبّر السفير الأميركي عن تطلعه لتحقيق السلام لمصلحة الشعب اليمني ووقف الأعمال التصعيدية التي يعاني من تداعياتها الأبرياء، لافتاً إلى أن محاولة الهجوم الصاروخي على المدمرة الأميركية تشير إلى مدى الاستخفاف والاستهتار بزعزعة استقرار المنطقة والملاحة الدولية.
مشاركة :