نعت الهيئة العربية للمسرح الفنان والمسرحي العراقي يوسف العاني، أحد رموز المسرح العربي والعراقي، وصاحب الإرث الفني الكبير من الأعمال المسرحية والإبداعية. وقال إسماعيل عبد الله أمين عام الهيئة: برحيل يوسف العاني، فإن خبرة مسرحية استثنائية ترحل، ورجلاً كرس عمره للعطاء يرحل، وقلباً محباً لكل ما هو جميل يرحل، لكن أثر المبدع يبقى، في مسرحه، في تلاميذه، في محبيه، في جمهوره، في نصوصه، في أدوراه التي لعبها، في مقترحاته الإبداعية مخرجاً، في أوراقه التي خطها رسائل وقناديل درب. وتابع عبدالله: يوسف العاني الكبير الذي كان يهزم كل وهن بمجرد أن تخطو قدمه على المسرح لينطلق مثل حصان جامح راقصاً مبتهجاً ومبهجاً، هو نفسه الذي يهزم الغياب بكل تأكيد، اليوم ترحل عن عالمنا، وتبقى بيننا، لا كلمات تعزينا بفقدانك، ولا كلمات تكفي للعزاء، عزاؤنا بموروث الجمال والحب الذي صنعته لنا، لن نرثيك، بل نقتفي أثرك يا يوسف الجمال والروح، نشد العزم بك، ونستذكر تلك الرسالة الشاملة التي ألقيتها في اليوم العربي للمسرح، في افتتاح الدورة الرابعة من مهرجان المسرح العربي التي عقدت في بيروت في العاشر من يناير/كانون الثاني 2011 التي قلت فيها: ما أحلى وأبهى.. وما أعمق، وأنبل، وأكرم حين يجمعنا المسرح موحدين به.. منتمين إليه.. من أكثر من موقع عربي.. أرى اليوم أمامي لبنان بمسرحه، والخليج بمسارحه، ومصر بمسرحها العريق، والعراق بإصرار مسرحييها على العطاء، وسوريا بتواصل عطائها، ومسرح الأردن بنشاطه، أرى فضاءات المغرب العربي المتعددة لأعود إلى مشرقه.. أراه كله موحداً تحت شعار: المسرح العربي.. ولكن أرجو ألا يستفزكم تساؤلي: هل لدينا حقاً (مسرح عربي)؟ لا تفكروا في الرد على هذا التساؤل الآن.. فتتعبوا أنفسكم منذ سطور رسالتي الأولى.. أو ترددوا بصوت هامس أو عال وبعجالة نعم.. أو لا، فأنا ما جئت لأقدم رسالة الهيئة العربية للمسرح فحسب.. بل لأعيش أيام فرح معكم وبكم.. نتبادل الهموم المرة ممزوجة بحلاوة هذا الفرح.. وتظل عيوننا وقلوبنا متطلعة إلى الأمل.. فنحن كما قال سعد الله ونوس. محكومون به. ولد العاني في قضاء عانة بمحافظة الأنبار عام 1927 وتخرج في كلية الإدارة والاقتصاد في بغداد وعمل معيداً فيها، قبل أن يتفرغ لاحقاً كلياً للعمل الفني. وقد شهدت دراسته الجامعية بدايات انطلاقته الفنية عندما أسس أول فرقة مسرحية إبان حياته الطلابية. ولم يقتصر نشاط العاني على التمثيل، بل اشتهر أيضاً بكتابته عدداً من المسرحيات وممارسته للكتابة النقدية عن السينما، فضلاً عن الإدارة الفنية، إذ عمل مديراً لمصلحة السينما والمسرح في العراق التي أسست في العراق أواخر خمسينات القرن الماضي. عرف العاني بنهجه الواقعي النقدي في أعماله المسرحية والسينمائية، والتزامه بالتعبير عن هموم الفئات المسحوقة في المجتمع العراقي، وبقدرته على التقاط خصوصيات الحياة العراقية، وشخصياتها الشعبية التي يقدمها في مواقف تحتوي على لمسة من النقد والسخرية التي يبرع العاني في استخدامها. قدم العاني مجموعة كبيرة من المسرحيات الاجتماعية القصيرة من أمثال رأس الشليلة 1951، وحرمل وحبّة سوده 1952،أكبادنا 1953، وتؤمر بيك 1953، وفلوس الدواء 1954، وستة دراهم 1954، وآني أمك يا شاكر 1955، والمفتاح، والخرابة، وصورة جديدة، والشريعة، والخان. وارتبط اسم العاني بفرقة المسرح الفني الحديث، إحدى أبرز الفرق المسرحية في العراق، التي أسسها بالاشتراك مع الفنان الراحل إبراهيم جلال عام 1952.
مشاركة :