اختتم وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعهم الدوري الـ22 اليوم (الثلثاء) في الرياض، بتكريم 18 مبدعاً خليجياً، بواقع ثلاثة من كل دولة خليجية في مختلف صنوف الثقافة والمعرفة والفنون، بحسب ما نقلت «وكالة الأنباء السعودية» (واس). وقال رئيس وفد المملكة وزير التجارة والاستثمار وزير الثقافة والإعلام بالنيابة الدكتور ماجد القصبي خلال كلمته في بداية الاجتماع، إن اللقاء فرصة ثمينة لتقييم العمل خلال السنة الماضية، ولوضع الخطط والبرامج للمرحلة المقبلة التي تشهد فيها المنطقة تحديات كبيرة، وإن التعويل على المؤسسات الثقافية الخليجية في القيام بدورها في مواجهة هذه التحديات، لا سيما وأن المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون ركز على تعزيز الهوية الخليجية . وأكد أن المؤسسات الثقافية معنية في المقام الأول في تعزيز الهوية الخليجية متسلحة بثقافة وإرث كبير، لمواجهة التطرف والإرهاب في المنطقة، وأن دول المجلس امتداد لبعضها البعض، والتعاون والتآخي بينها قولاً وعملاً ليس وليد اليوم، وإنما يبرز إبان الحقب العصيبة لمواجهة التحديات . وقال: «إن دول المجلس ينبوع الخير والإحسان ودعوات السلام في محيطها العربي والإقليمي، كما أنها تتصدى بكل حزم واقتدار لمحاولات العبث في مقدراتها وأمنها، ولعل في عاصفة الحزم التي جاءت لنصرة الأشقاء في اليمن التي قادتها المملكة بمؤازرة من أشقائها دلالة على الدور الذي يقوم فيه المجلس في الوقوف في وجه التحديات العسكرية والثقافية التي تستهدفه». ودعا القصبي إلى قيام قطاع الثقافة في تحديث استراتيجية دول المجلس الثقافية، والتي تنتهي في العام 2018، وصياغتها برؤية متطورة فكرياً تنشد السلم والوئام الاجتماعي، وأن تتخذ من شعار تعزيز الهوية الخليجية أسساً تنطلق منها في رؤيتها الجديدة. من جهته، عبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني عن شكره للملكة العربية السعودية، وللوزراء المشاركين في جهودهم لتعزيز التواصل بين مؤسسات الثقافة في دول المجلس. وقال إن «المنطقة تحتاج في هذا الوقت مواجهة الأفكار المتطرفة المهددة للنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية في دول خليجنا الحبيب، بسبب دعوتها إلى الفرقة، ويجب علينا شد العزم لمواجهة هذا التحدي متسلحين بثقافتنا وأفكارنا وإرثنا». عقب ذلك ناقش الوزراء في جلسة مغلقة، جدول أعمال الاجتماع، والمشتمل على خطة الأنشطة الثقافية المشتركة للعاميين 2017-2018، وتغطية البرامج الثقافية من خلال مجلة المسيرة، وإنشاء معرض دائم للفنون التشكيلية وإدراج الأنشطة الثقافية على موقع الأمانة العامة لمجلس التعاون، ودراسة مشروع البرنامج الثقافي داخل دول المجلس، والتعاون المشترك مع المملكة الأردنية والمملكة المغربية، ومركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية ، وتعزيز الهوية الخليجية والندوة التقييمية للاستراتيجية الثقافية . وهنأ الزياني المكرمين على الابداع الذي استحقوا عليه التكريم، ووصفهم بأنهم كوكبة في مجتمعاتهم ونماذج مضيئة على مستوى الخليج والوطن العربي، مشيراً إلى أن هناك عزم ونية على زيادة عدد المكرمين. ثم ألقت الكاتبة كوثرالأربش كلمة نيابة عن المكرمين، عبرت فيها عن شكرهم للوزراء على التكريم الذ يعتبر محفز لهم لبذل كل ما يستطيعون لخدمة مجتمعهم الخليجي . وعبر الفنان السعودي محمد الطويان عن فخره واعتزازه بتكريمه، مشيراً إلى أن مثل هذه اللفتات تسهم في تعزيز دور الفنانين والمثقفين ليكونوا أعضاءً فاعلين في مجتمعاتهم. وأكد الطويان أهمية احتواء المبدعين في المجالات كافة، وفي مجال الفنون خاصة نظراً إلى أهمية دور الفنان في توعية المجتمع من خلال المسرح والتلفزيون وبقية الوسائل الأخرى. والمكرمون هم الشاعر حبيب الصائغ والروائي علي أبو الريش والمسرحي أحمد الجسمي من الامارات العربية المتحدة، والفنان التشكيلي خليل الهاشمي والمطرب إبراهيم حبيب والناقدة الأدبية ضياء الكعبي من مملكة البحرين، والممثل محمد الطويان والفنان التشكيلي محمد المنيف والكاتبة كوثر الأربش من المملكة العربية السعودية، والشاعر سالم الكلباني والباحث علي الشحري والروائية فاطمة الشيدية من سلطنة عمان، والشاعر حمد النعيمي، والممثل المسرحي علي المحمدي والروائي عبدالعزيز آل محمود من قطر، والمطرب الراحل ابراهيم صولة، والروائي سعود السنعوسي والروائية باسمة العنزي من الكويت . وفي نهاية الحفل تسلم المكرمون شهادات تقدير، وما يعادل 50 ألف ريال لكل مكرم من دولته، وميدالية ذهبية من الأمانة العامة للمجلس، ثم التقطت الصور التذكارية للمكرمين مع وزراء الثقافة الخليجيين.
مشاركة :