وقعت تركيا وروسيا اتفاقاً لبناء خط الأنابيب «تورك ستريم» لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر البحر الأسود، فيما تعهد الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان تعزيز العلاقات بين بلديهما بعد جفاء. وبعد أزمة استمرت أشهراً إثر إسقاط الطيران التركي مقاتلة روسية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على الحدود السورية، قال بوتين إن في إمكان البلدين العودة الآن إلى التعاون في كل المناطق. ورداً على إسقاط المقاتلة الروسية، فرضت موسكو سلسلة عقوبات اقتصادية على تركيا منها منع رحلات «شارتر» إليها، ما أدى إلى تراجع عدد السياح الروس 83 في المئة خلال سنة، وفقاً لأرقام رسمية تركية. وقع الاتفاق وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك ونظيره التركي بيرات البيرق، بحضور بوتين وأردوغان عقب محادثاتهما في إسطنبول. وقبيل التوقيع، قال الرئيس التنفيذي لشركة «غازبروم» الروسية ألكسي ميلر إن «الاتفاق يمهد لبناء خطي أنابيب عبر البحر الأسود». ومن المقرر أن تكون قدرة الضخ السنوية لكل خط 15.75 بليون متر مكعب من الغاز، ما يعني ضخ أكثر من 30 بليون متر مكعب. وأشار ميلر إلى أن الاتفاق يهدف إلى بناء الخطين بحلول عام 2019، لافتاً إلى أن الخط الأول سيستخدم لنقل الغاز إلى المستهلكين الأتراك، فيما يصل الخط الثاني إلى أوروبا. وكشف عن هذا المشروع الاستراتيجي نهاية عام 2014 في وقت تم التخلي، في خضم الأزمة الأوكرانية، عن مشروع «ساوثستريم» في البحر الأسود الذي يعرقله الاتحاد الأوروبي. وقال أردوغان في كلمته أمام المؤتمر إن «الدراسات أظهرت أن المسار التركي هو الأكثر ربحاً وتوفيراً لنقل الغاز»، داعياً شريكه الروسي إلى «مواصلة هذا المشروع الرئيس». وعلى رغم الطموحات المعلنة، يشكك محللون في ربحية المشروع وعملية إنجازه لأن أعمال التشييد لم تبدأ بعد. وقال المحلل لدى «آي أتش أس إينرجي» أندرو نيف في تصريح إلى وكالة «فرانس برس»، إن «عملية تضميد الجراح بدأت وطوى الجانبان صفحة الأشهر الـ10 الماضية الصعبة للتركيز على بعض المجالات، مثل الطاقة، حيث للبلدين مصلحة متبادلة للتعاون». وقال إن «تورك ستريم أقرب إلى الحلم من خط أنابيب فعلي، وعلى رغم استئناف العلاقات السياسية والتجارية لا نزال عند نقطة الانطلاق».
مشاركة :