لندن - (رويترز): اتهم نائب برلماني بريطاني بارز روسيا باستهداف المدنيين في سوريا بالطريقة ذاتها التي انتهجها النازيون في غيرنيكا أثناء الحرب الأهلية الإسبانية في ثلاثينيات القرن الماضي. وقال أندرو ميتشل وهو نائب عن حزب المحافظين الحاكم ووزير التنمية الدولية السابق إن هجوماً وقع الشهر الماضي على قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة بالقرب من مدينة حلب في شمال سوريا هو جريمة حرب ارتكبتها القوات الروسية. وقال ميتشل أمام البرلمان مساء أمس الأول"عندما يتعلق الأمر بأسلحة وذخائر حارقة مثل القنابل الخارقة للتحصينات والقنابل العنقودية فإن الأمم المتحدة واضحة في أن الاستخدام المنهجي لمثل هذه الأسلحة التي لا تميز بين أحد في المناطق المكتظة بالسكان بمثابة جريمة حرب". وأضاف قائلاً "إننا نشهد أحداثاً على غرار سلوك النظام النازي في غيرنيكا بإسبانيا" في إشارة إلى الدمار الذي لحق بالبلدة الإسبانية عام 1973 من جراء الغارات الجوية لقوات أدولف هتلر. في غضون ذلك تجدّدت الغارات الروسية أمس الثلاثاء على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في حلب بوتيرة هي الأعنف منذ نحو أسبوع، حيث قتل 12 مدنياً على الأقل، في تصعيد يتزامن مع وصول الجهود الدبلوماسية لحل النزاع إلى طريق مسدود. ويأتي ذلك بعد أيام من الهدوء النسبي في حلب، فيما قتل خمسة أطفال على الأقل في قذيفة صاروخية استهدفت مدرسة في مدينة درعا بجنوب البلاد.. وفي الأحياء الشرقية، أفاد مراسل فرانس برس عن تجدد الغارات على الأحياء السكنية حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراً، والتي استهدفت بشكل خاص أحياء القاطرجي والميسر وقاضي عسكري وبستان القصر. وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان "مقتل 12 مدنياً بينهم أربعة أطفال على الأقل جراء غارات روسية كثيفة على حيي بستان القصر والفردوس"، مشيراً إلى أن الكثير لا يزالون تحت الأنقاض. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "الغارات الروسية اليوم هي الأعنف على الأحياء السكنية منذ نحو أسبوع". وفي حي بستان القصر، قال مراسل فرانس برس إن الغارات أدت إلى تدمير مبنيين بالكامل إثر استهدافهما. ونقل مشاهدته للكثير من الأشلاء فضلاً عن ضحايا ممددين على الأرض لم يتمكن السكان من التعرف على هويات العديد منهم. ونقل مشاهدته لمتطوعين من الدفاع المدني كانوا يعملون بأيديهم على رفع الأنقاض بحثاً عن الضحايا، مشيراً إلى سحب جثتي طفلين على الأقل. وتنفذ قوات النظام السوري منذ 22 سبتمبر هجوماً على الأحياء الشرقية في حلب وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات على محاور عدة، إلا أن الجيش السوري أعلن في الخامس من أكتوبر "تقليص" عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الفصائل. وتركز القصف الجوي منذ ذلك الحين على مناطق الاشتباك في المدينة وتحديداً حي الشيخ سعيد (جنوب) وحي بستان الباشا (وسط). وعادة ما ترد الفصائل المعارضة على القصف بإطلاق قذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.
مشاركة :