العنابي ينعش آماله بالنقاط السورية

  • 10/12/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد : أخيراً، وبعد ثلاث خسارات متتالية، تذوّق العنابي طعم الفوز عندما تغلب على منتخب سوريا بهدف وحيد في المباراة المثيرة التي جمعت بينهما مساء أمس على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد ضمن الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الأولى لتصفيات الحسم الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم "روسيا 2018". ولم تكن المباراة سهلة على الإطلاق حيث لعب المنتخب السوري كعادته بنهج دفاعي أغلب زمن اللقاء مع الاعتماد على الكرات المرتدّة الطويلة التي سبق أن صنع من خلالها فوزه على الصين في مباراته السابقة إلا أن العنابي، الذي لعب بتشكيل شهد عدّة تغييرات في الأسماء والواجبات، استطاع أن يحسمها بهدفه الوحيد الذي جاء من ركلة جزاء حصل عليها حسن الهيدوس ونفذها بنفسه في الدقيقة (36) من اللقاء الذي منح العنابي ثلاث نقاط نقلته من المركز الأخير إلى الخامس بينما ظلّ المنتخب السوري في مركزه الرابع برصيده المتجمّد عند نقاطه الأربع في وقت كان فيه المنتخب الصيني قد تراجع إلى المركز الأخير بخسارته أمس أيضاً بهدفين نظيفين أمام أوزبكستان الذي عاد للمركز الثاني من جديد برصيد ارتفع إلى تسع نقاط في وقت فكّ فيه المنتخب الإيراني الشراكة في الصدارة لينفرد بها بعشر نقاط إثر تغلبه بهدف وحيد في طهران على منتخب كوريا الجنوبية الذي تراجع من المركز الثاني إلى الثالث بنقاطه السبع. تغييرات مهمة في العنابي وكان فوساتي قد لجأ إلى أكثر من تعديل في تشكيلته مقارنة بالتشكيلة التي بدأ بها مباراته السابقة أمام كوريا الجنوبية حيث زجّ بإبراهيم ماجد وعلي أسد وأكرم عفيف منذ البداية بينما ترك تاباتا وأحمد عبدالمقصود وعبدالكريم حسن على دكة البدلاء، كما لجأ فوساتي إلى طريقة لعب مختلفة أيضاً بحيث لعب بأربعة مدافعين بدلاً من ثلاثة بحيث تواجد بوعلام وأحمد ياسر في قلب الدفاع وبيدرو في اليمين وإبراهيم ماجد في اليسار مع الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الارتكاز هم: محمد كسولا وعلي أسد ولويز مارتن بينما تواجد سبستيان في الأمام كرأس حربة وإلى جانبيه حسن الهيدوس في اليمين وأكرم عفيف في اليسار. حذر مبكر من كلا الجانبين وعلى مستوى الأحداث كان الشوط الأول قد شهد بداية حذرة من كلا الجانبين خصوصاً من لاعبي سوريا الذين ركزوا كثيراً على الشق الدفاعي مثلما كان متوقعاً، وعمدوا بشكل خاص إلى المراقبة الفردية المشدّدة مع سبستيان على وجه التحديد وكذلك مع حسن الهيدوس فكان أن استخدموا مع الأول الكثير من المضايقة وحتى الخشونة في محاولة للحدّ من خطورته التهديفيّة وفاعليته الهجوميّة وهو ما نجحوا فيه إلى حد بعيد حيث لم يسمحوا لسبستيان بالتحرّك عند الصندوق أو قريبا منه، الأمر الذي دفع به للابتعاد عن المناطق الأمامية ومحاولة ممارسة دور صانع ألعاب في بعض الأحيان فاسحاً المجال بذلك لزميله أكرم عفيف بالتقدّم والتوغل من الجانب الأيسر وكذلك لحسن الهيدوس الذي كان يبحث عن فرصة التوغّل من الجانب الآخر. غير أن الحذر السوري وانهماكه الدفاعي هذا لم يمنعه من أن يلجأ إلى المغامرة الهجوميّة لاحقاً حيث نشط لاعبوه في الوسط والأمام من خلال بعض الهجمات المرتدّة السريعة التي كانت تشكل ورقته التي راهن عليها كثيراً مثلما سبق وفعل أمام الصين في مباراته السابقة، فشهدنا له بعض المحاولات التي لم تخلُ من الخطورة وخصوصاً في الدقيقتين (17 و22) عندما تمكن حارسنا سعد الشيب من أن يخرج للأولى بتوقيت مناسب إثر كرة هيأها عمر الخربيين لزميله خالد المبيض لكن خروج الشيب كان موفقاً جداً في إنهاء تلك المحاولة التي عُدت الأخطر لسوريا في هذا الشوط. جزاء وهدف للهيدوس ومع أن الأداء العنابي كان يبدو محدوداً في وسط الملعب الذي تواجد فيه كسولا وعلي أسد ولويز مارتن إلا أن ذلك لم يمنع العنابي من أن يصعّد من تحرّكاته الأماميّة وينشط في بعض المحاولات التي مكنته من تشكيل بعض الخطورة في الأمام فكان أن صنع أكثر من محاولة بدأت برأسية كسولا التي علت العارضة بقليل ثم أخرى انتهت فيها الكرة عند حسن الهيدوس الذي توغل سريعاً في الصندوق لكنه يتعرّض لعرقلة وإعثار واضحين من لاعب الوسط المتراجع محمد الميداني ليعلن حكم المباراة عن ركلة جزاء لا غبار عليها فكان أن نفذها الهيدوس نفسه مسجلاً هدف التقدّم للعنابي عند الدقيقة (36) من اللقاء. ورغم استمرار النهج الدفاعي السوري المصحوب بالكثافة العددية للاعبيه داخل الجزاء وعند حدود المنطقة إلا أن العنابي تمكن من أن يقترب أكثر من مرة أخرى ليهدّد المرمى السوري بأكثر من محاولة كانت أخطرها تلك التي شهدتها الدقيقة قبل الأخيرة من هذا الشوط عندما استحوذ سبستيان على كرة داخل الجزاء ليحاور الحارس ويواجه المرمى لكنه يسدّد كرة ضعيفة لحق بها المدافع أحمد الصالح ليبعدها من فوهة المرمى وينقذ سوريا من الهدف الثاني قبل أن يعلن الحكم نهاية النصف الأول بتقدّم العنابي بهدفه الوحيد. اندفاع وفرصة ذهبية ويعود العنابي إلى الشوط الثاني ليتحرّك بحماس أكبر في الأمام وهو ما تمخض عن فرصتين جيدتين صنعهما أكرم عفيف وكانت الثانية منهما في غاية الخطورة عندما قدّم لسبستيان كرة على طبق من ذهب في العمق داخل الصندوق لكن الحارس كان أسرع إليها لينقذ مرماه من هدف ثانٍ في الدقيقة بعد ست دقائق فقط من بداية هذا الشوط. ومع أن أكرم عفيف كان يتحرّك بفاعليّة واضحة إلا أن فوساتي لجأ إلى إخراجه في الدقيقة الستين والزجّ بكريم بوضياف سعياً لإحداث تغيير في المراكز والواجبات وخصوصاً في منطقة العمليات حيث عاد ليلعب بثلاثة مدافعين مع ظهيرين مع عودة كسولا للخلف فكان ذلك قد أثمر عن فاعلية أكبر للعنابي في وسط الملعب بحيث لعب بوضياف دوراً مهماً في تصعيد إمكانات العنابي الأمامية من خلال ما صنعه من محاولات في وقت كان فيه الهيدوس يبدو قريباً جداً من فرصة تسجيل ثاني أهدافه عندما استلم كرة رائعة من علي أسد لكن الهيدوس لم يوفق فيها. معالجات ومحاولات متبادلة ومرة أخرى يتدخل فوساتي فيزجّ بأحمد عبدالمقصود بدلاً من لويز مارتن ثم دفع لاحقاً بتاباتا بدلاً من علي أسد، ورغم تصاعد فاعلية العنابي في الوسط وخطورته في الأمام إلا أن النهايات السليمة ظلت غائبة خصوصاً أن التركيز كان واضحاً في نقل الكرات نحو سبستيان المراقب بشدّة في حين شهدنا للمنتخب السوري بعض المحاولات الجيّدة في انطلاقاته التي ركز فيها على الجانب الأيمن هذه المرة في محاولة للمرور من عند إبراهيم ماجد تحديداً بحيث صنع في الدقيقة الثمانين واحدة من أخطر محاولاته عندما لعب محمود المواس كرة هات وخذ مع عمر الخربيين ليطلقها الأول أرضية مرّت من جوار القائم الأيمن تماماً أعقبتها كرة أخرى أكثر خطورة ومن كرة ثابتة عند مشارف الجزاء لعبها عمر الميداني وتألق في إبعادها سعد الشيب بينما أهدر تاباتا في الوقت بدل الضائع فرصة سهلة جداً بسبب تلكوئه داخل الجزاء ليبقى العنابي متقدماً بهدفه الوحيد الذي حصل من خلاله على أول فوز ومعه أول ثلاث نقاط في هذه المرحلة من التصفيات.

مشاركة :